part 39-هل هي النهاية؟-

192 13 4
                                    

✨صوّتوا و علّقوا بين الفقرات✨

✨إستمتعوا✨

-----------
------

"هـ-هل أنا أحلُم؟!..."

رمشتُ عدّة مرّات ثمّ هززتُ رأسي لعلّ صورتها تختفي، لرُبّما أنا أتوهّم فقط...

لكنّها ما تزال هناك!

"أُ-أمّي؟!...أنا أحلُم صحيح؟! لا يُمكِن أن تكونَ حية بعد كل تلك المُدّة!"

كانت الدموع تترقرق بوضوح مِن جفنيها بينما علامات الذهول تأبى مغادرة وجهها، نقلتُ بصري إلى مينهو الذي كان واقِفًا كالصنم بجانبها لا يحرك ساكنًا بل يحدق بإنصدام، أما السيدة كارين دفعتْ نفسها للوقوف متّكأة الكرسي...هي الأخرى كانت تعابيرها تمزج بين الفرح و الشوق و الحزن و الأسف...خليط خرج على شكل دموع.

فجأة و من شدة التوتر شعرتُ كأنّ معدتي إنقلَبَتْ... أنتَجَتْ رغبة في الإستفراغ، جريتُ إلى الحمام و جثيتُ على رُكبتيّ لأفرغ ما كان بمعدّتي ثمّ إرتحتُ على الأرض في مكاني أفكّر بالمأزق الذي أقحمتُ نفسي به، جُزء منّي يشعُر بالرضى لأنّه سنحتْ لي الفرصة أن أجعل الفتاة تلتقي بإبنتها أخيرًا بعد أن كانت تعيش على معلومة كاذبة أنّ أمها متوفّات...

شعرتُ أيضًا بالحزن على نفسي، أتمنى لو أنه كُذِب عليّ أيضًا و أنّ أمي حيّة في الحقيقة...لكنني رأيتها ميتة أمام عينيّ و لا يمكنني تكذيب ذلك، لم أُدرك أنني كنتُ أبكي حتى سقَطَتْ دمعة على ظهر كفّي الذي كان مرتاحًا على فخذي.

----•----•----•----•----

يقف الثلاثة وسط نحيب الأم و ابنتها، لم تجرُأ أيّ منها أخذ الخطوة الأولي للإقراب أو بدأ حديث أو طرح إستفسار...و كذلك لم تجُرئا على كسر التواصل البصري بينما تدمع عيناهما دون توقف كأنهار دائمة الجريان.

على الرغم من أنّ مينهو كان مَن طُلِب منه الحضور هنا و مع أنه هو أيضا ليس أحسن حالا من ريتّا إلّا أنه قرر أن يبقى جانِبًا و يُشاهِد فقط أو ينتظر دوره، فهو يعتقِد أنّه دخيل وسط لحظة عائلية.

"هذه أنا يابنتي! أمّكِ كارلين."

وسط شهقاتها أجادتْ لفظ كلماتها دون مشاكل، و في تلك اللحظة...اللحظة التي صدّقتْ فيها الصغيرة أنّ التي تقف أمامها أمّها و ليسَتْ وَهمًا جَرَتْ نحوها حتّى إنتهَتْ بين ذراعيها لتُعانِقا بعضًا بشوق و دموع السعادة تنهمر على مرآى من الفتى...التي شاركته المُشاهدة لاحِقًا إيلي.

IDENTICALWhere stories live. Discover now