17_ قاموس الصدمات

Start from the beginning
                                    

_ أنــتِ اتجننتي ؟؟ بتعملي إيه ؟؟ فوقي يا "غالية" إبنك هيجيلك إن شاء الله.

_إمتى ؟؟ هما عرفوا ليهم طريق ؟؟ رجع مصر تاني؟

تنهد "فضل" ولمعت العبرات في عينيه تأثرًا بحالة شقيقته لذا سحب نفسًا عميقًا ثم وضع يده عليها يضمها إليه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:

_طالما الحج "عبدالقادر" قال كدا يبقى هانت يا "غالية" ربنا مش هيخيب رجاءك فيه ولا يرد دُعاكِ طول العمر دا، بس بالله عليكِ بلاش تعملي كدا وتعجزيني كأني مليش لازمة.

بكت من جديد وهي تقول بوجعٍ ومآساة ظهرت في حديثها:

_غصب عني….والله غصب عني يا "فضل" دا حتة مني وحبيب عيوني وعمري كله، ياريتني ما كنت سيبته الليلة دي، يارتني كنت خليته يسقط بس ميفارقنيش.

اقترب  "عُـدي" يضع ذراعيه عليها من خلفها وكأنه يضمها له وهو يقول بنبرةٍ هادئة مواسيًا لها:

_والحمد لله إنك سيبتيه اليوم دا، كان ممكن بعد الشر يروح زي ما عمو "مصطفى" راح، بس ربنا تدابيره أحسن، وعايش أهو وقربنا نوصله، فين ثقتك في ربنا ؟؟

انتحبت بضعفٍ شديدٍ بينما "فضل" نظر لها بقلة حيلة وشفقةٍ حتى وجدها تبكي و "عُـدي" يمسح على خصلاتها وذراعه القوي يستقر على منكبيها وكأنه يدعمها بوجوده بقربها.
______________________

وقف "يوسف" يستمع لحديثها بدون أن يعلم مع من تتحدث، لتجاوب فضوله بقولها باكيةً:

_وحشتني أوي أوي يا بابا…. وحشتني.

نزلت دموعه للمرةِ الثانية رغمًا عنه لتتحداه وتثبت له أن قوته و قسوته ماهما إلا قناع زائف يواري خلفه ضعفه، رفع كفيه يمسح وجهه فيما وقفت "عهد" محلها تبكي حتى فُتح سطح البيت واقترب "سـعد" منها يقف خلفها مباشرةً وهو يقول بخبثٍ:

_الجميل بيعيط ولا إيه ؟؟

التفتت له على الفور بعينين دامعتين فوجدته أمامها يبتسم بسماجةٍ قبضت قلبها وقبل أن تتخذ أي رد فعل يهاجم أفعاله وجدته يُطبق على فمها بيده وبكفه الأخر قبض على عنقها وقد ظهرت همهماتها أسفل كفه تحاول رفع صوتها صارخةً ليضغط هو أكثر يكتم تلك الهمهمات ورافق حركته هذه قوله حانقًا:

_يابت اسكتي بقى….هما كلمتين تروحي تقولي للحج ييجي يحدد معايا ميعاد كتب كتابنا بدل ما أزعلك، وأنا لو زعلتك هخليكي مش نافعة تاني، لو مش خايفة على نفسك خافي على البت الصغيرة اللي ملزومة منك.

حررت يدها من قبضته واحتلاله لمساحتها وحاولت دفعه في كتفه بقوةٍ وبسالةٍ اتسمت بهما شخصيتها _على الرغم من ضعفها بينها وبين نفسها_ إلا أنها ضربته في كتفه وضغطت بأسنانها على كفه حتى صرخ و أبعده كمن لدغته حية لتقول هي بأنفاسٍ لاهثة:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now