13_ينطق الشهادة !!

Start from the beginning
                                    

دلفت والدتها الغرفة بكوب المياه وهي تقول بحزنٍ ويأسٍ عليها:

_امسكي يا "عـهـد" أشربي يا حبيبتي.

اخذت منها كوب المياه بأنامل مرتجفة لاحظتها والدتها فعاونتها في ارتشاف المياه وبكفها الأخر ربتت على ظهرها حتى أنهت ابنتها ارتشاف الكوب على جُرعةٍ واحدة ثم تنفست بعمقٍ وهي تقول بنبرةٍ باكية:

_قلبي بيوجعني أوي يا ماما، مبقتيش قادرة أتحمل كل دا خلاص، نفسي أنام مرة واحدة متطمنة، أخرتها إيه ؟؟ أرجعله طيب ؟؟

هتفت والدتها بحدة في وجهها:

_لأ، مستحيل دا يحصل، أنا هروح للحج "عبدالقادر" وأقوله يشوف حَــل معاه، فضل مرة يِزن واتكلم في حقك لحد ما اتخطبتيله، طلع قليل الأصل معندهوش دم، يولع هو والناس كلهم، بس مش دا اللي تربطي حظك بيه في الأخر يا "عـهد"، ربك يفرجها إن شاء الله.

حركت رأسها موافقةً ثم هتفت بصوتٍ مختنقٍ:

_يا رب…ريحني من اللي أنا فيه دا بقى.

"عهد محفوظ"
فتاةٌ في العام الخامس والعشرين من عمرها، تعيش في حارة العطار مع والدتها و شقيقتها الصغرى صاحبة الثمان أعوام وقد توفى والدها بعد ميلاد شقيقتها بعامٍ واحدٍ، فحملت هي مسئولية أسرتها ورفض أي معاونات خارجية.

_بشرتها حنطية صافية متوسطة اللون، حاجبيها سوداويين منمقين أهدابها سوداء كثيفة فوق مقلتيها، عيناها سوداء اللون لامعة خاصةّ حينما تبتسم، وجهها مستدير وفي وجنتيها غمازتين، هادئة…. حزينة….بائسة، قوية ومعاندة، أهم ما تملكه في حياتها أفراد أسرتها، طويلة القامة حيث يصل طولها غالبًا إلى ١٧٠ سـم وأكثر، جسدها يتناسب مع طولها، مما جعلها مطمع في أعين الكثيرين.

خرجت من فراشها ثم جلست في شرفة غرفتها تتنفس الصعداء وتفرك كفيها ببعضهما تبعث لنفسها الأمان حتى ركضت لها شقيقتها الصغرى وهي تقول بنبرةٍ ناعسة:

_محدش فيكم نايم جنبي ليه ؟؟ خوفت لوحدي.

ردت عليها والدتها بقلة حيلة:

_ما تنامي لوحدك يا "وعد" هو أنتِ صغيرة يعني؟؟.

حركت رأسها موافقةً ثم اقتربت من شقيقتها تقول بنبرةٍ غلفها النوم والنعاس:

_طب ألعبي في شعري لحد ما أنام، علشان مش هعرف أنام تاني يا "عهد" يلا.

نفخت أختها بقلة حيلة ثم ربتت على خصلات رأسها فيما دست الأخرى نفسها بين ذراعيها لتنام قريرة العين بين ذراعي شقيقتها التي تعطيها الأمان دومًا وهي في أشد الحاجة لو لذرةٍ منه.
__________________________

"في منطقة نزلة السمان"

جلس الشباب برفقة "نَـعـيم" في فناء البيت الرملي و "إيهاب" يقوم بعمل الشاي على نيران الأخشاب فيما ظل "يوسف" شاردًا ينظر أمامه وكأنه في مكانٍ أخر غيرهم، لاحظه "إسماعيل" فسأله بنبرةٍ عالية يجذب انتباهه:

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now