13_ينطق الشهادة !!

Start from the beginning
                                    

جُملة جميلة ومُطمئنة لأبعد الحدود، كل إنسان فينا واخد رزقه كامل وحتى في الابتلاءات ربنا بيدّينا على قد طاقتنا وتحمّلنا مهما حسينا إن الحِمل زيادة علينا ومش قادرين.

طبع الإنسان إنه دايمًا عايز أحسن حاجة وبيألَف النعمة مع إنه لو بص حواليه هيلاقي إنه أحسن من غيره بمراحل وعنده نعم كتير جدًا في حياته مش حاسس بقيمتها وكان بيطلبها قبل كده..

لو في حاجة نتمناها طول العمر هيكون الرضا،
الرضا بقضاء الله في المَنع قبل العطاء، أكيد اللي حصل دا كان خير ليهم كلهم، يمكن دا يكون سبب أنهم عايشين أصلًا كان ممكن يموتوا كلهم في الحادثة دي وهما فعلًا ياخده حقهم، اللي حصل دا أجل، وحقه هيرجع قريب.

تنهد "عبدالقادر" وثبت عينيه على ملامح إبنه، الذي تنحنح يُجلي حنجرته ثم سأل والده بترقبٍ:

_أنا لو طلبت منك حاجة تنفذهالي؟؟

أبتسم له "عبدالقادر" وهو يهتف بحبٍ وصدقٍ:

_أؤمر يا حبيب أبوك، لو طلبت القمر أجبهولك.

رفع "أيوب" حاجبه بتشككٍ ثم مال على والده يهتف بثباتٍ:

_بس أنا مش عاوز القمر…أنا عاوز "قـمـر".

اتسعت ابتسامة "عبدالقادر" ثم حرك رأسه موافقًا بحركاتٍ رتيبة جعلت "أيوب" يطالعه مُتعجبًا ليهتف "عبدالقادر" بنبرةٍ ضاحكة:

_لو فاكر أبوك عبيط، ابقى اتعلم بقى مني، ولا إيه ياسطى "أيوب" بتاع القُلل.

ضحك "أيوب" رغمًا عنه فيما أشار له "عبدالقادر" حتى اقترب منه "أيوب" يقبل رأسه ثم نطق بحبٍ:

_ربنا يباركلنا فيك يا حج.
________________________

كانت تجلس فوق سطح البيت كعادتها تمسك في يدها كوب شاي بورق النعناع الأخضر وهي تتدندن كعادتها وتبتسم بحماسٍ مع نسمات الهواء التي تداعب وجهها وحجاب رأسها المُرتخي فوق خصلاتها السوداء فرفعت صوتها وهي تتدندن بالغناء لتجد صوته يحتل صفاء تلك اللحظة بفظاظته المعتادة ناطقًا اسمها بنبرةٍ خشنة يهتف:

_"عـــهــد" ؟؟

التفت فور سماعها لاسمها يُنطق بتلك الطريقة الجامدة لتجده مقتربًا منها يُلقي في وجهها زجاجة مياه اصطدمت بوجهها على الفور لتصرخ في الحال صرخاتٍ مدوية وهي تحاول وضع كفيها على وجهها وهي تصرخ بقولها وهو يقف مُتشفيًا بها بعدما نفذ تهديده لها ورمقها بضحكةٍ خبيثة وهي تقول:

_لأ…..بــلاش….بـــلاش علشان خاطري بـــــلاش.

هكذا انتفضت من الفِراش وهي تصرخ بتلك الكلمات التي كانت تهزي بها في نومها لتجد قلبها ترتفع ضرباته حتى ظنت أنه أوشك على الخروج من موضعه بألمٍ جعل ضلوعها تؤلمها هي الأخرىٰ فنزلت دموعها على الفور من ذلك الكابوس الذي يراودها في كل يومٍ لتقوم من نومها وتقضي ليلها باكيةً، حاولت عدة مراتٍ لإنهاء تلك الكوابيس لكن بدون جدوى الأمر تخطى كل الحدود الممكن تحملها.

غَــوْثِــهِــم "يا صبر أيوب"Where stories live. Discover now