قنبلة الغيرة : Part 12

Start from the beginning
                                    

بخطوات بطيئة توجهت لتجلس في مكانها المعتاد ،، لتأكل ذلك الطعام الذي وصلت رائحته لأنفها وجعلت عصافير بطنها تزقزق والذي كان عبارة شرائح لحم مطهوة ببالغ الدقة وتحت نار هادئة وخضروات تم إعدادها بالبخار ،، إضافة إلى الأطباق الجانبية والسلطات والحساء ،، فلقد كان المطبخ تحت إشراف أهم الطباخين في البلد وهذا ما كان يروقها فعلا داخل هذا القصر الممل بشدة

إبتلع مارتينوز ريقه لكن ليس بسبب الطعام بل كان ذلك عندما رأها بذلك الشكل المثير ،، هل خلقت هذه المرأة لتعذبه فقط أم ماذا ؟

إنتبهت له ،، لكن لم تعره الكثير من الأهمية ولم تلتفت لتلك العيون التي كانت تخترقها

فهي تتسلى بإحراق روحه وإزعاجه ،، لا شيء أكثر متعة في هذا العالم من الضغط على الوتر الحساس لشخص الذي أمامك ،، إيجاد النقط الضعيفة داخل خصومها هو هواية بالنسبة لها

رفعت شوكتها في وجهه وأدراتها في الفراغ

وبصوت جاء يحمل معالم المكر والسخرية

_ زوجي العزيز أظن أنك لست جائعا

إبتسمت إلينا بسخرية من أخيها الذي لازال يحدق بثبات بتلك المرأة التي جعلت قلبه يخفق بجنون داخل صدره

لم يهتم كثيرا لتلك القهقهة التي جاءت من أخته ولا لتلك التي ترفع حاجبها بإستفسار نحوه ،، وبصوته الثقيل البح خرجت حروفه التي جمدت الدماء في عروقها

_ الطعام لن يسد جوعي

حسنا إن إدعت ريناد أنها لم تفهم ما كان يقصده بكلماته فهي مجرد كاذبة لعينة ،، فحتى لو كانت الحروف غير واضحة فتلك النظرة السوداء المظلمة لها كانت تحمل رغباته بكل وضوح ،، منحرف يريد أن نهش جسدها فقط

نظرة التحدي علت وجهها كذلك ،، لم يحتاج الأمر بينهم لكلمات حتى يفهم كلاهما ما يحاول الآخر قوله

_"أريدك"

_"إقترب من وسأخرج روحك من جسدك اللعين"

شرارة حارقة إبتلعت المكان ،، طبعاً إلينا مستمتعة بكل ما يحدث ،، كل شيء أصبح جميلا في هذا القصر منذ دخول ريناد إليه ،، إنه أفضل شيء قام به أخوها إلى حد الآن وهو زواج من ريناد

بعد صمت مشحون بالإحتراق بينها وبينه تكلمت هي بكل جدية مصحوبة بالمكر تحطم أماله اللعينة في الحصول عليها

_ لا يمكننا الحصول على كل شيء بهذه الحياة

لم تختفي نظراته التي إختفى البرود كليا منها ،، إن كان أحد بهذا العالم قادر على إقاظ النار جوفه فهي هي ،، إنه يعترف بذلك الآن ،، فهذه المرأة التي إما ستخرجه من الجليد أو ترميه إلى النار ،، لا خيار ثالث له ،، لكنه ومع ذلك راضي بكل شيء منها

إمرأة الأوركا Where stories live. Discover now