( الحلقه الثالثه ) ( حاول ) ❤ ❤

4K 155 19
                                    

( الحلقه الثالثه ) ( حاول ) ❤ ❤
................
( ف الحلقات السابقه )
ساره : ( بتبتسم بدموع وكأن قلبها مشقوق نصين وبتقوم تحضن سلمى وبتكلمها بينها وبينها )
والله العظيم يا سلمى مكتوبين لبعض من زمان ... عاوزاه يقوم عشان اشوف رد فعله لما يعرف انك تبقي انتى سلمى . البنت اللى فداها بعمره قبل كده هى هى البنت اللى فداها بردو بعمره دلوقتى .
سلمى : ( ساكته وبتعيط وبتبص للدم اللى على قميصها . واللى يبقي دم احمد )
.............. ( الثالثه ) ❤
خالد : مروه !! بسرعه يا مروه هاتيلى الكهربا .. بسرعه إلحقينى النبض بيروح منى ..
مروه : ( بتجرى بسرعه ناحيه الدكتور ومعاه نبضات الكهربا ) خير يا دكتور فيه ايه ؟ ايه اللى حصل
خالد : مش عارف ! الجل بسرعه
...
ابو احمد : مالك ؟ بتتنفض ليه .  ؟
احمد : مابقتش قادر عاوز اجى
ابو احمد : ( بيبتسم ) منا قولتلك قبل كده ! لما أوانك يحين هتيجى .. دلوقتى اهدى ..
احمد : انا مابقيتش قادر ! ومحبوس ومش قادر اتحرك !! وكمان مش عايز اتحرك ... كل ما بقوم بقع والمرادى الحمد لله انها النهايه
ابو احمد : مين قالك انها النهايه !
احمد : سامع عياطهم عليا من ورا الجدران وانا مش قادر اقوم اقولهم كفايه
ابو احمد : ودموعهم دى ماشفعتلكش انك تقاوم علشانهم
احمد : لحد امتى هفضل ابكيهم كده عليا ....
ابو احمد : قدرك ونصيبك
احمد : ماهو بردو الموت قدر . وانا موافق عليه .. ومستنيه . وشويه شويه هيتعودوا على غيابي وهينسونى
ابو احمد : يعنى انت كنت نسيتنى . ؟
احمد : ( بيسكت ) عمرى ما نسيتك
ابو احمد : طيب ! يبقي عاوزهم ينسوك ازاى بقي . ؟
احمد : طيب انا والله ما بقيت قادر ! ومعرفش اشمعنى انا
ابو احمد : علشانك مسكت النار بايدك
احمد : مكنتش اعرف ان قربي منها نار بالشكل ده
ابو احمد : لا ! انت لسا ماشوفتش النار اللى بجد ..؟
احمد : كل ده وماشوفتهاش . اومال هى عامله ازاى . ؟
ابو احمد : ( بيبتسم ) النظره ف عنيها وانت قاعد جنبها وجنب منك انت وهى طفل يشبهلك وواخد طباعها . ده النار بحق ! كنت بحس كده وانت بينى انا وامك .. اللحظه دى تستحق انك تحارب علشانها .. بس قولى ! انت ليه مكلتش الكمترايه
احمد : كمترايه ايه . ؟
ابو احمد : ( بيبتسم ) الكمترايه اللى مندوب ملك الموت جابهالك وقالك كلها
احمد : مش فاهم
ابو احمد : مش كان نفسك ف كمترى وفضلت شامم ريحتها ..
احمد : اه ! قبل ما انضرب
ابو احمد : ماهى دى كانت ريحة موتك يا ولدى .. ومكنش ينفع روحك تتقبض وانت معلقه ليك حاجه ف الدنيا ... لازم تستوفى حقك تالت ومتلت .. عشان كده مندوب عزرائيل بعتهالك عشان تاكلها ...
احمد : منا مكلتهاش
ابو احمد : ( بيضحك بصوت عالى ) عملت فيها ايه ؟
احمد : اديتها لواحد غلبان ياكلها
ابو احمد : يعنى اتصدقت بيها . ؟
احمد : اه
ابو احمد : بس انت كان نفسك فيها طول اليوم ومشتهيها
احمد : هو كان اولى ..
ابو احمد : اهى الصدقه اللى طلعتها لله دى مديتلك ف عمرك .. غيرتلك أجلك ..
احمد : ( بيبكى )
ابو احمد : بتبكى ليه يا نن عينى . ؟
احمد : ياريتنى كلتها
ابو احمد : ( بيضحك بصوت عالى وبيبدا يتلاشي واحده واحده لغاية ما بيختفى ) دلوقتى اهدى .اهدى
.
خالد : خلاص يا مروه خلاص . الحمد لله النبض رجع طبيعى .. انا هكتب اللى بيحصل ف الحاله دى لانه ماعداش عليا قبل كده
مروه : فعلا يا دكتور .. حاله غريبه ! ربنا يقومه بالسلامه
...............
ام سلمى : سلمى حبيبتى !! قومى روحى البيت يا ماما غيرى هدومك وتعالى تانى .. قومى يا حبيبتى
سلمى : ( مابتتكلمش خالص وبتبصلها وساكته )
ام سلمى : وبعدين بقي .  ! حرام اللى بتعمليه ف نفسك ده يا حبيبتى .. قومى يا ماما لازم تصلبى طولك شويه .. قومى غيرى هدومك ريحة الدم هتأذيك
ساره : سيبيها يا طنط شويه معلش . شويه انا هخليها تقوم
...............
( اليوم الخامس )
( يكاد يكون المكان باردا خاويا ! لا احد يتحدث ولا احد يتحرك ولا احد يهتم بما يجرى ف دنياه !! فقط لحظات ترقب ولحظات انتظار ولحظات أمل يشوبها لحظات خوف ورعب مما قد يجرى ...... عند فتح الباب وعند مرور الممرضات او الاطباء دخولا وخروجا تتعلق اعينهم بهم .. راجيين منهم كلمةٍ هى بكل الكلام )
سلمى : ( بتتكلم بصوت خافت مرعوب والكل بيبدا يبصلها ... ابوها وامها وام احمد .. مصطفى وعلى وحسن .. مالك ومجدى واحمد2 وعماد .. وساره ومنه وفريده وايمان واسراء .. )
ف مره من المرات ف قلب الجامعه .. هفنى الشوق انى اروح بدرى قبل الميعاد اللى بروح فيه !
وبردو كان نفسي ف سندويتشات فول وفلافل اكلهم كده جوه الجامعه مع نفسي ... وبينى وبين نفسي انا عارفه ان محدش من صحابنا هيكون موجود . قولت مش مشكله هروح استناهم
خصوصا انى كنت نايمه مبسوطه الليله اللى قبلها !
قومت ودخلت ع الجامعه وروحت للمكان اللى كلنا بنقعد فيه .. لقيته قاعد .. لقيت احمد قاعد بيذاكر !
تقريبا هو ده الوقت الوحيد اللى بيكون فاضي فيه ..
قاعد وراكن على شجره بمنتهى براءه الدنيا ..
وكان مشغول كان بيصلح تليفونه ..
تليفونه كان مكسور وكان قاعد بيصلح فيه ويفكه ويركبه تانى ..
سرقت من الزمن 5 دقايق ببصله وهو مش واخد باله منى ..
اشوف ايه تركيبة البراءه اللى هو عايش بيها دى
وف الاخر لما لقا ان التليفون اشتغل لقيته بيبتسم كأنه لقا مثلا مليون جني . مسك تليفونه وبيرن على حد ... بصيت على تليفونى لقيته بيرن عليا انا ..
فرحت .. وابتسمت .. وكنت مش مصدقه انه كان ملخوم انه يصلح تليفونه علشان يرن عليا .. رغم ان الوقت كان لسا بدرى . كانت تقريبا الساعه 7 .. واحنا بنيجى ومحاضراتنا بتبدا من 9 ...
رديت عليه وعملت صوتى نعسان خالص !!
قالى الو ! انتى لساك نايمه .. صحصحى كده علشان تفطرى وتيجى .. وايه الدوشه اللى عندك دى . انتى ف الشارع ولا ايه . ؟
قولتله وانا بضحك لا دى مامى فاتحه الشباك جنبي علشان تصحينى
قالى طيب قومى .. عاملك مفاجاه ..
قولتله بجد .. مفاجأه ايه ..؟
ف اللحظه دى لقيته قاعد قدامى بيطلع من جيبه فانوس صغير كده بمناسبة ان شهر رمضان كان داخل علينا وكان فرحان بيه جداااا .. بس لقيته مره واحده حط الفانوس قدامه وبصله بزعل كانه بيقول انا عاوز اجيبلها حاجه كبيره وحاجه عليها القيمه اكتر من البتاع ده ..
قالى جبتلك حاجه حلوه بس خايف ماتعجبكيش ..
قولتله والله لو جايبلى فانوس حتى هيبقي عندى بالدنيا ..
( بتبتسم ابتسامه وجع )
لقيته سكت .. بص لتليفونه .. وقعد يلتفت حواليه ... ويرجع يبص لتليفونه
انا استخبيت ورا الشجر ..
قولتله روحت فين ..
قالى انتى فين . ؟
قولتله لسا نايمه يا احمد فيه ايه . ؟
قالى ماهو يانتى مخاويه يانا اللى انضربت ف دماغي ..
قولتله ليه . ؟ كل ده وانا بكتم الضحكه ... نعيم الدنيا كله كنت عايشاه ف اللحظه دى ...
قالى لا ماتشغليش بالك .. لما تيجى هعرفك ...
وقفلنا التليفون ...
بس حبيت اتأكد من حاجه تانيه ..
حاجه دايما كان بيقولهالى ... قالى انتى من على بعد 30 متر ببدا اشم ريحتك واشوف طيفك قصاد منى وبحس بوجودك ...
كنت دايما اضحك عليه واقوله بلاش افوره .. ماتوسعهاش منك اوى كده
قالى انا عارف انك مش مصدقه .. بس مسيرك تصدقي
حبيت اجرب الحكايه دى ...
مشيت ناحيته بشويش وبهدوء .. من ناحيه انى مش عاوزاه يحس بخطواتى ومن ناحيه انى بخبى نفسي عنه علشان مايشوفنيش ..
والله .. والله لقيته ساب كتابه .. ومسك كوباية الشاى وفضل يلتفت .. كان بيدور عليا ...
عملت المستحيل انه مايشوفنيش .. فعلا الحته اللى كنت واقفه فيها استحاله يشوفنى الا اذا معن نظره اوى ف وسط الشجر ...
اخر ما زهق ولما قرب يتجنن .. قام من مكانه ..
وفضل يمشي يمين وشمال ويبص ف وشوش البنات والشباب اللى ماشيين ...
لساه بيدور .. بيدور على مصدر الريحه دى ... لانه متأكد انى لسا نايمه ..
لقيته قعد على السور .. وفضل يبص ناحية الشجر اللى انا واقفه وسطيه ...
ويدقق عينه ... ويعقد حواجبه كده علشان يركز ف بصاته ...
لغاية ما قدر يحدد ملامحى من وسط كل الشجر ده وانا واقفه بضحك ..
لفالى ودخل لعندى ووقف كده وابتسم ..
قالى انتى رهان عمرى .. وانا عمرى ما خسرت رهان
ايه رأيك بقي ... حسيت بوجودك وشميت ريحتك وشوفتك من قبل ما اشوفك ..
قولتله حصل .. آمنت وصدقت
فضل باصصلى كده زى ما يكون بيحفظ ملامحى
وبعدها قالى . تعالى نقعد ...
قولتله فين الفانوس بتاعى بقي
قالى اه صح .. انتى لعبتيلى ف دماغى كنت هتجنن دلوقتى .. قولت البت دى مخاويه ولا ايه الحكايه .. الشيخه خديجه سرها باتع ..
ساعتها ضحكت ضحكه ..... عمرى ف حياتى ما ضحكتها وكانت عاليه ... لانى مقدرتش اسيطر على جنانى وعلى فرحتى وفرحة قلبى ..
قالى افضحينا افضحينا .. على صوتك كمان شويه لسا فيه ناس بره الجامعه ماسمعوش ...
وخدنى ومشينا ...ساعتها العيال لما وصلوا فضلوا يرنوا علينا وانا اقولهم انى لسا نايمه .. وهو يقولهم انه لسا ف الشغل
ساعتها خدنى على مكان شغله ..
وتعمد انى اشوفه وهو بيشتغل ... عشان يعرفنى انه مابيستعرش من شغله واكل عيشه ولا من حياته ...
اقسم بالله قاعده بتفرج عليه ... كلى فخر وكلى وهج وعاوزه اقول لكل الناس اللى موجوده انى اعرف الشاب ده وانى ابقي زميلته وصاحبته و ...
بعدها بشويه جه وجابلى عصير وقعد جنبي وفضلنا نتكلم ..
كان يوم جميل ويوم حلو .. فضلت ادعى انه يتكرر على طول ...
بس ختم بعلقه اديتهاله .... لما لقيت واحده ست حلوه اوى نازله من عربيتها وبتنادى عليه وبتقوله تعالى يا احمد . راحلها ووقف معاها دقيقتين وتقريبا اديتله شيك علشان يديه لصاحب الشغل لانه مكنش موجود ...
بس وهو داخل عليا وعارف انى هطين عيشته ...
قالى انا عاوزك الاول تقرى شوية قرآن وتصلى ع النبى كده علشان انا شامم ريحة شيطان ابن كلب قاعد جنبك على شمالك اهو عمال يزغزغك ..
بعد ما تمالكت نفسي انى مضحكش مسكته من شعره وفضلت اعضه واقرصه وسيبته ومشيت ....
لما وصلت البيت مكنتش عاوزه اعمل اى حاجه غير انى انام علشان يفضل جمال اليوم اللى عيشته معاه ده ف ذاكرتى وخيالى ....
بالليل لقيته جاي عند البيت وبيتصل عليا يصالحنى . قولتله نعم عاوز ايه . ؟ قالى اوعى تفكرى انى جاي اصالحك ولا حاجه . انا معملتش حاجه اصلا ..
قولتله اومال جاي لعندى ليه .؟
قالى عاوز الفانوس
( الجميع بلا استثناء بيبتسموا ابتسامه حزن وابتسامه أمل )
( بعدها ب 5 دقايق كل واحد بياخد ركن وبيعيط مع نفسه )
..........
( بعد نصف ساعه )
سامر : ايه الاخبار يا حبيبتى
ام سلمى : ( بتبصله باستغراب ) انت عرفت منين . ؟
سامر : جوزك ! هو اللى قالى انه فيه واحد زميل بنتك مضروب .. عامل ايه هو دلوقتى . ؟
ام سلمى : ربنا يلطف بيه ...
سامر : اومال ابو سلمى فين ؟ 
ام سلمى : نزل تحت وجاى !!
سامر : سلمى فينها . ؟
ام سلمى : مع ساره صاحبتها .الدكتور خدها يركبلها محلول لانها مابتاكلش بقالها كم يوم ..
سامر : لا ان شاء الله ربنا يقومه بالسلامه
ابو سلمى : متشكر يا سامر انك جيت تاخد بخاطر البنت
سامر : ماتقولش كده .. ماجده وكامى جايين ورايا ...المهم الولد كويس  ؟
ابو سلمى : ( بيبص ف عينه ) هيبقي كويس .. بس انا اللى مش كويس
سامر : ليه بس . ؟
ابو سلمى : عاوز اعرف مين عمل كده ... بنت اختك كانت هتروح فيها  .الطلقه بينها وبين بنتى 10 سم ...
سامر : اه !! لازم فعلا نعرف مين عمل كده .. وصلت لاى حاجه طيب
ابو سلمى : ساعات ... ساعات وهوصل للى عملها ... ولما اوصله والله ماحد راحمه من ايدى مهما كان مين ..؟ سمعتنى يا سامر . مهما كان مين . ؟
.............
حاتم : الو !
بشر : الو ايوه يا حاتم
حاتم : انا كويس ... ابوك مكلمكش . ؟
بشر : لا !! كل ما بيكلمنى بيلعن سلسفيلى ..
حاتم : بس احنا كنا متقلين اوى ساعتها ...
بشر : انا لسا لغاية دلوقتى مش عارف انا عملتها ازاى ..؟ كنت مشربنى ايه الله يخربيتك .
حاتم : يخربيتك انت يابن الكلب انت هتصيع . ؟ مانت كنت بتشرب بمزاجك وكنت منفوخ وبتفرك ف بعضك وعاوز تعملها ومحضر السلاح كمان
بشر : انت ايه يا اخى ... شيطان  ؟ انا الواد ده لو جراله حاجه هروح ف داهيه وهيوصلولى ...
حاتم : محدش هيوصلك .. بس انت ماتردش على اى حد . سواء ابوك او غيره
بشر : انا مابقيتش ارد ... بس ابويا عمال يبعتلى ف رسايل .. بيقولى ان ابوها شاكك ... وبيقولى مش هيرحم اللى عملها ...
حاتم : شاكك ازاى . ؟
بشر : معرفش بقي .. انا جسمى سايب ... تفتكر الواد ده هيروح فيها ؟
حاتم : هيروح ... الممرضه اللى انا ملاغيها هناك قالتلى ان الحاله ميؤوس منها ... ان مامامتش النهارده هيبقي بكره .. وبتقولى ان الغيبوبه اللى دخل فيها من الدرجه الاولى . يعنى ممكن شهور وسنين .. انت بس اتقل عندك شهر اتنين . وابقي ارجع ...
بشر : ربنا يستر .... يلا سلام
حاتم : سلام ...
..
( حاتم بيكلم نفسه : ياسلام ياض يا تومه .. دى ملعوبه لعبة بنت كلب .. تخيل ... الواد ده يروح فيها .. وانا ابلغ ابو سلمى ان بشر هو اللى عملها ... ابقي انا كسبت حتة دين بُنط .. ابن حرام ... ابن حراااام )
.........................
( اليوم السابع عشر )
منه : سلمى ! قومى يا حبيبتى كلى اى حاجه ! او حتى غيرى هدومك .. قومى معانا علشان لما يقوم بإذن الله يلاقينا كلنا جنبه وكنا مستنيينه يقوم ..
سلمى : ( بتبصلها وبتكبى ) ياريت يقوم !! ياريت ..
ابو سلمى : مصطفففى ! مصطفى ..
مصطفى : ايوه يا عمى
ابو سلمى : عاوزك تاخد ام احمد توديها البيت ترتاح شويه .. وتديلها الاكل ده تخليها تاكل ...
مصطفى : مش راضيه .. ولا حد له نفس ياكل .. هما الدكاتره مافيش جديد .. ماقالوش حاجه جديده . ؟
ابو سلمى : لسا ! نفس الكلام هو هو ... بس قاله ان الحمد لله معدلات نبضات قلبه كويسه ..
مصطفى : ممكن اسال حضرتك سؤال .. انت شوفت اللى حصل . ؟
ابو سلمى : شوفته !! وياريتنى ما شوفته
( بيقعد على الكرسي وكلهم بيتلموا حواليه وبيسمعوا منه )
اللى انا شوفته هو الصراع الأزلى ما بين البراءه ومابين الدنيا ..
ساعتها انا كنت ببص عليهم . احمد وسلمى بنتى وساره .. مجموعة صحاب وزمايل زى الورد  وبينهم كل ماهو ود ومحبه .. واقفين بيتكلمو مع بعض ..
ومره واحده الدنيا بغباوتها داست عليه ..
واختارته هو بالذات علشان تدوس عليه ...
بس هو . ؟
ماترعشش ...
ايده ماتهزتش يا أم احمد ولا خاف  ..
عينه جات ف عين اللى عملها لمدة خمس ثوانى ..
لدرجه انى حسيت ان احمد هو اللى هيضربه بالنار ..
مش هنسي منظره وهو ايده على بنتى وبيخبيها ورا منه ...
علشان لما طلقة الغدر تتضرب .. ماتصيبهاش ..
قرر انه يفديها بنفسه ...
كل ده وانا واقف ف الشباك انا ومامت سلمى ... باصين للمشهد كانه مشهد تلفزيونى .مشهد رعب وتحدى ..
واقف وبيشد على ايده وواخد البنت وراه وبيقوله اضرب ... اضرب انا واقف ومش هجرى ولا هستخبى ...
لما صوت الطلقه طلع ... انا شوفت اللى حصل ..
شوفته بتفاصيله وقلبى اتهز ..
الطلقه سكنت صدره وهو لساه ماتهزش .. وكل ده علشان لاخر نفس هو حاسس بيه .. مكنش عاوز يجزعها ولا يخوفها ... وفضل واقف
لغاية ما شوفت سلمى بنتى بتلتفت بكل براءه بتساله وبتستفسر ايه اللى حصل وايه الصوت ده ...؟
ماوقعش غير لما هى التفتت ليه وجات قدامه .. ولقت يا عينى جسمه كله دم ... ساعتها الدنيا اسودت ف وشى .
مكنتش عارف انا نازل ازاى .. اترعبت .. رجلى كانت مسبقانى على السلم ..
رجلى كانت بتسبق جسم الراجل العجوز اللى هو انا .. عاوزه تنزل بسرعه وتلحقه وتشوف ايه اللى حصل ...
لما عديت الطريق .. لقيته نايم . ولقيت بنتى نايمه جنبه وفاقده وعيها ..
وساره مصدومه مابتنطقش وقاعده جنبهم .. والناس بتتلم ...
ساعتها ربنا ادانى القوه انى اطلب الاسعاف ونجرى بيه على المستشفى ...
مش هكدب عليكو يا عيال لو قولتلكو انى دى اكتر ليله اترعبت فيها ف عمرى ده كله ... وانا شايف املى ف الدنيا بيقع قدام عينى ..
براءه اطفال بتتلطخ بالدم قدام عينى ...
بنتى الوحيده بتنطفى بردو قدام عينى .....
تصدقوا بالله ...
انا دلوقتى مش شاغلنى غير انى اعرف مين اللى عمل كده ..؟ وهعرفوا ..
ولو الدنيا قفلت خالص ومعرفتش اوصل للى عملها لانا ولا الشرطه ... عندى يقين ان احمد هيقوم .. وهو اللى هيقول ... لانه عارف مين عملها ...
وشافه وعينه كانت ف عينه ..
ساعتها انا اللى هاخد الحق مش احمد ولا انتوا ..
وحياة بنتى هثلج صدوركو على صاحبكو ... اتطمنى يا ام احمد ابنك هيقوم وحقه هيرجع ....
.......
( ف احد الممرات .. ساره واقفه مع احد الممرضات )
ساره : اححم بقولك ايه ..؟
شهد : نعم يا قمر اؤمرينى ..
ساره : انا واقعه ف عرضك ... ولو خدمتينى الخدمه دى مش هنسهالك طول عمرى ...
شهد : خير بس فيه ايه . ؟
ساره : انا عارفه انك بتدخلى الاوضه عند احمد بتشوفى الاجهزه وبتتطمنى
شهد : اه .
ساره : ممكن تتطمنينى باى حاجه
شهد : بُصى ... اللى اقدر اقولهولك ان فعلا احنا عاجزين على اننا نعمل اى حاجه .. كل الدكاتره هنا والممرضين كلهم بيقولوا نفس الكلام ... وفعلا احنا عملنا كل اللى نقدر عليه .... هو صاحبكو ؟
ساره : اه
شهد : صاحبكو والله العظيم دلوقتى بين ايدين ربنا مش احنا ..
ساره : طيب !! انا عاوزه اخلى واحده صاحبته تشوفه
شهد : لااااااااااااا معلش .. ده ممنوع منع بات .. دى اوامر مدير المستشفى شخصيا ... ماينفعش تشوفوه
ساره : ليه بس ... دقيقه والله مش اكتر .. تدخل تشوفه وتخرج ولا حد هياخد باله ...
شهد : معلش ماتعملليش مشاكل ... ماينفعش تشوفوه
ساره : ليه بس ؟ قوليلى السبب
شهد : هى اوامر يا استاذه .. وبصراحه .. اى حد هيدخل يشوفه نفسيته هتتعب
ساره : ( بتدمع ) اد كده مهزوم  ؟
شهد : اللى حصله وشافه مش قليل ... اى حد غيره كان المفروض دلوقتى يكون م...... انا اسفه
ساره : طيب طمنينى ..
شهد : ربنا يطمنكو عليه ....
ليلى : مساء الخير .. انا سمعت حواركو
ساره : معلش متاسفه
شهد : عن اذنكو .. هروح اشوف دكتور خالد يا ليلى
ليلى : ماشي يا حبيبتى اتفضلى
ساره : ايه رأيك ف كلامى .. مش من حقنا نشوفه ؟
ليلى : بصي يا قمر !! دلوقتى الدكتور مانع الزياره وبشده لسببين ..
اول سبب انه فعلا محتاج لراحه .. لازم يبعد عن اى توتر واى ضغط واى حاجه كان ليها علاقه باللى حصل
تانى سبب وده هو الاهم .. ان اى حد بيحبه . سواء كان اهله او اصحابه زيكو كده وشافه ف الحاله دى هتكتئبوا
ساره : ( بتوتر وخوف ) بتشوفيه . ؟
ليلى : بشوفه ... ولا اعرفه ولا يعرفنى ولا فيه بينا سابق معرفه وقلبى بيوجعنى عليه ...
ساره : عامل ازاى  . ؟
ليلى : نايم زى الملايكه !!! دماغه مفتوحه .... صدره لسا .. يدوب فتحة العمليه بتلتئم ..
بس الحاجه اللى محيرانى ومش لاقيه تفسير ان دايما عنيه فيه دمعه بتنزل .. كل ما امسحها .. شويه وتنزل تانى ..
كأنه بيعانى . كأنه بيصارع ..
كأنه عايش ف نومته حكايه حزينه
ساره : هى هى الدمعه اللى نزلت المره اللى فاتت ...
ليلى : هو وقع قبل كده . ؟
ساره : بدل المره اربعه .. وف اقل من سنه ..
وف مره كان بردو نايم نفس النومه دى بس مكنتش غيبوبه ..
صاحبتى دخلت شافته .... ويدوب خرجت من هنا وقعدنا شويه لقيناه صحى وبقي كويس وكان سامع كلامها وهو نايم
ليلى : حبيبته . ؟
ساره : اكتر من كلمة حبيبه ...
هى الحياه اللى بيعافر علشانها
هى اللى بسببها . الدمعه اللى بتشوفيها دى بتنزل ..
ليلى : ياااه .. اد كده   ؟
ساره : واكتر ...
كانت معاه وقت ما انضرب عليه النار ..
وكان واخدها ورا منه !!
عشان كده كنت بترجاك تخليها تدخل تشوفه ....
ابوس رجلك
ليلى : اهدى بس يا حبيبتى ماتضغطيش عليا ..
انتى لو فعلا بتحبيها ... ماتخليهاش تشوفه وهو ف الحاله دى
ساره : مهما كان حالته وحشه وماينفعش اى حد يشوفه ... هى مسموحلها تشوفه وتقرب منه وتكلمه ....
بقالها 20 يوم اهو ماتكلمتش غير كم كلمه
خارجه بره الدنيا ..
حتى هدومها اللى عليها دمه مش عاوزه تغيرها ...
ليلى : ( بتصعب عليها ) طيب بُصى ...
انا ... وده مش حاجه بقولهالك عشان تمسكى فيها
انا هعمل محاوله ... ف نبطشيتى ووقت ما الدكتور ييجى يمر ويطلع . هحاول اخليها تشوفه .. بس ليا شرط
ساره : اللى تحتاجيه هتاخديه
ليلى : عيب .... عيب تقولى كده انا بساعدك علشان خاطر صاحبتك دى لانها صعبت عليا بجد ...
ساره : متأسفه ... ايه الشرط
ليلى : تضمنيلى انها ماتقعدش جوه اكتر من دقيقتين .. وماتعيطش .. لان الاجهزه اللى متركبه ف صاحبكو حساسه جدااااا ووضعها خطير
ساره : اضمنلك ...
ليلى : تمام .. النهارده مش هينفع ....
بكره هبدا نبطشيتى الساعه 11 بالليل .. تمام . ؟
ساره : تمام اوى .. انا متشكره جداااا يا ليلى ... متشكره بجد
ليلى : يارب تكون زيارتها ليه تكون بفايده ...
................
ساره : لوم ؟
سلمى : ( بتبصلها ومابتتكلمش بعيون بهتانه وحزينه )
ساره : عارفه يا روحى ! عارفه احساسك وعارفه اللى عايشاه لان والله كلنا عايشينه .. بس هيقوم والله ...
سلمى : ( بتعيط ) طوّل اوى يا ساره !! طوّل .( بتتكلم بشحتفه ) انا مش عارفه اعمله حاجه ولا عارفه حتى ادخل اخده ف حضنى زى كل مره بيقع فيها ... هو للدرجادى هاين على الدنيا ... هاين اوى كده . ( بتتشحتف )
ساره : اهدى بقا مش عاوزين حد يحس بحاجه ... انا عندى ليكى خبر اعتقد انك اكتر واحده ف الدنيا عاوزه تسمعه
سلمى : مش عاوزه اسمع اى خبر .. عاوزه اقعد قصاد اوضته استناه يفتح عينه ويندهلى
ساره : يعنى مش نفسك تدخلى تشوفيه وتكلميه وهو نايم  ؟
سلمى : ( بتبصلها باستغراب وعنيها بتزرف دموع ) وده ازاى . ؟
ساره : انا هخليكى تشوفيه !! بس مش النهارده ... بكره ... اتفقت مع الممرضه هتدخلك سرقه ...
سلمى : ( بتمسك ايديها ) بجد . ؟ احلفى !! وافقوا  ؟
ساره : ( بتحضنها ) وافقت بس بصعوبه ... وليها شرط ..
سلمى : موافقه ...
ساره : الشرط مش كتير .. الشرط هو انك ماتقعديش اكتر من دقيقتين ؟ وبلاش صوت ولا عياط جنبه . لان الاجهزه اللى متعلقاله حساسه وكده ممكن تاذيه ؟
سلمى : حاضر !! ( بتتكلم بلهوجه ومش مصدقه نفسها ) يلا .. يلا دلوقتى
ساره : بكره بقي .. بكره ... ودلوقتى اصلا داخلين ع الفجر ..
........................
( اليوم ال 21 )
( الساعه 11:30 مساءا )
ليلى : ( بتشاور ل ساره تجيب سلمى )
ساره : سلمى !! قومى بسرعه معايا من غير ما حد ياخد باله
سلمى : ( بتترعش ومش متخيله انها هتدخل تشوفه بعد مرور 21 يوم من غير ما تشوفه ) يلا ..
ابو سلمى : رايحين فين ؟ 
ساره : داخلين الحمام وجايين يا عمو !!
.......
ليلى : بصى !! قدامك دقيقتين بالظبط .. ومن فضلك ماتعملليش مشاكل
سلمى : حاضر !! ( عنيها غرقانه وفيه خط مليان دموع مش عاوز ينشف )
ساره : يلا يا سلمى بسرعه وزى ما اتفقنا
..............
( بتدخل الاوضه ! بتبص عليه ماشيه بتسند على كل حاجه قدامها لان رجليها حقيقى مش شايلاها ... بتقرب منه وبتبص عليه .... واللى بتلاقي كل حته ف جسمه متوصله بجهاز ... وشه مش باين من تحت جهاز التنفس الصناعى ..دماغه متخيطه ومتغطيه بشاش ابيض من اثر الخياطه .... صدره ملفوف بشاش ابيض تقيل من اثر الجراحه ... بتيجى جنبه وبتبصله وبتكلمه بهمسات خايفه يسمع او تقلقه )
سلمى : احمد !
يا احمد ! ( بتبكى من قلبها وبتترعش )
سامعنى ؟
لو سامعنى اعمل اى اشاره ..
ليه مخلتنيش انا اخدها مكانك ...
ليه ماتدنيش الفرصه انى اعيش لحظات وانا شايفاك متجنن عليا وخايف عليا وبتجرى انت بيا .. بدل مانا كل مره اللى بشوفك مهزوم وبتوقف قلبي عليك ..
عارف !
يمكن تكون هاين على الدنيا بحالها ...
يمكن تكون مش سايباك ف حالك ...
يمكن تكون مستهونه بقلبك ... وانت ف كل مره كنت بتقوم من تانى ...
كنت بتقوم وانت عارف انك هتقع من تانى ....
كنت بتقوم تاخد نفسك وتشبع من حبايبك وتشبع منى قبل ما تاخدك على خوانه وتوقعك من تانى ...
انت ماتعرفش انك آمانى ف الدنيا دى يا أحمد ..
ماتعرفش انى مشتريه قلبك من زمان .....
ماتعرفش ان الدقيقه ف قربك تساوى عُمر ....
عارف  !
كل ليله كنت بحلم بيك !!
عمرى ما قولتلك كده لانى كنت عاوزاها حاجه تبقي خاصه بيا انا . لغاية ما اكون ف بيتك وف حضنك واحكيهملك حلم حلم ...
عندى كلام كتير عاوزه اقولهولك واحنا مع بعض لوحدنا ..
كان فيهم دايما حلم بحلم بيه دايما ومش عارفه افسره
دبله ..
كنت انت ماسك دبله وبتقع من ايدك . وانا اللى بلاقيها ..
اوقات بقوم من النوم مبسوطه اوى ... بحس ان الحلم متفسر ... بحس اننا خلاص هنبقي لبعض ... او بقينا لبعض
ف السنه اللى فاتت كلها .. انت منطقتش ولا قولتلى الكلمه اللى عاوزه اسمعها منك غير مرتين .!
مره وانت ناسي وفاقد ذاكرتك
وافتكرتنى انت وقت ما نسيت الكل ... وقولتهالى بعد يوم واحد .. اد كده بتحبنى .؟ اد كده حتى لو انت اختارت حياه جديده غير حياتك .. هتختارنى بردو فيها . ؟
والمره التانيه ... اللى كانت قبل ما الدنيا تاخدك منى بثانيه ..
بس انت كنت بتلحق تقولها .. افتكرت انها النهايه يا قلبي ( بتعيط )
افتكرت انك مش هتلحق تقولها تانى  ؟
والله لاتقوم وتقولها تانى وتالت وتشبعنى بيها ..
هخليك تقولهالى كل دقيقه ...
مش هسيبك !!
بس والنبى تقوم ... قوم يا احمد وماتطولش ف غيبوبتك والنبى ...
( بتتهنه من البكا )
عشان خاطر لوم ... وحياة ربنا ما قادره حتى افتح عينى ...
وحسيت ان الروح رجعتلى لما قالولى انك هتدخلى تشوفيه ...
عشان خاطر لوم حبيبتك
مش انت بتحبنى . ؟
لو سامعنى حاول يا احمد ...
( بتعيط بشهقه ومابتقدرش تاخد نفسها )
والنبى يا احمد حاول علشان خاطرى ...
( ليلى وساره بيدخلوا بسرعه بيشدوها لانها انهارت )
...................
يتبع
لو المحاوله اخرها عنيكى ! ف انا شقيان

رواية مهلكتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن