عشق ليس ضمن التقاليد

By AseelElbash

2.2M 79.5K 17.8K

&&حقوق النشر محفوظة ومطبوعة فقط بأسمي انا اسيل الباش&& The highest ranked : #1 in romance.. #الرواية تدور أحد... More

المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس (الجزء الاول)
الفصل السادس (الجزء الثاني)
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
مهم جدًا
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
note
الفصل السابع عشر (الجزء الاول)
الفصل السابع عشر (الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي وعشرون
الفصل الثاني وعشرون
الفصل الثالث وعشرون
الفصل الرابع وعشرون
الفصل الخامس وعشرون
مهم
الفصل السادس وعشرون (الجزء الاول)
الفصل السادس وعشرون (الجزء الثاني)
الفصل السابع وعشرون
الفصل الثامن وعشرون
مهم جدا
الفصل التاسع وعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي وثلاثون
الفصل الثاني وثلاثون
الفصل الثالث وثلاثون
الخاتمة
شعلة بين الضلوع
اعلان هام جدًا
حقيقة
التحذير الأخير

الفصل الرابع والثلاثون والاخير

51.8K 1.8K 550
By AseelElbash

يا قلب المتيم بالعشق كفى..
فتالله حبيبك يتحجج انه عفى..
وما صفا القلب وما شفا..
وما غفا الوتين الا وقد طفا..
سال الدمع وذنبه أنه من الذنب صفا..
وللغفران والعشق متولهًا هفا..
متوسلًا العفو قائلًا كفى..
وقد اكتفى الكفى من الكفى..

-----------------------
ظنت لوهلة أنها لم تسمع طلبه.. لم تستوعب ابدا الكلمات التي قالها.. هل يريدها أن تعود اليه؟! هل هذا جاد ام لا؟! كيف تعود له بحق الله بينما هي رغم كل ما تمر به من ضغوطات سعيدة ومرتاحة؟
ألقت نظرة مشتتة على طفليها وتبعثرت خفقات قلبها المسكين ثم نظرت إليه بضياع مبهم.. إلى ساري.. الذي أخذ يتأمل ملامح وجهها التي تعذبه بلهفة مؤلمة..
لن توافق.. كان ميقنًا أنها لن تفعل.. رباه ما اجمل وحشية ملامح وجهها! عيناها قويتان رغم ضعفهما.. وخدّيها حمراوين وكأنها كانت في خضم معركة ما.. ثم أنفها المتعالي بصغره ورفعته الخلابة اما شفتيها فكانتا حكاية أخرى.. كانتا ناعمتين وحادتين.. حتى رسمتهما كانت قاسية بحق..

ظل يتأملها دون أن يرف له جفن.. مع انها لم تعد حلاله الا انه يعشقها.. يعشق كل ما بها.. حتى لو كان عشقه لها معصية إلا أنه لا يقدر إلا أن يعشقها.. مرة والف مرة..
لم تنتبه له.. جل ما يشغل تفكيرها هو طلبه.. لا تقدر أن تعود إليه.. لا زالت.. لا زالت رغم مرور ما يقارب السنة عالقة بين ذكريات الماضي.. هي لا تقدر أن تحبه.. اذا قد عادت إليه يومًا ما فسيكون فقط بسبب طفليها.. اجل هي سامحته.. ولكن أن تحبه؟! لا تعتقد انها ستفعل ذات يوم!..

- لا!
همست بنبرة قاطعة قبل أن تضيف ببعض الهدوء:
- انا لا استطيع أن أعود إليك! أنا سامحتك ولكن لم انسى.. لا اريد ان اعود اليك.. دعني احيا هكذا.. صدقني انا مرتاحة وانت أيضًا تبدو في حال جيد وأفضل مما كنت عليه.. كلانا بخير.. كلانا بحال افضل مما مضى.

ابتسم ساري بسخرية.. اي حال هذا الذي تتحدث عنه؟! الا ترى كيف هو ببعدها يتعذب؟! الا ترى صرخات عشقه المتلهف ليضمها بين ذراعيه؟! لتلقي نظرة على عينيه فقط حتى تدرك مقدار تعاسته لبعدها.. لتفعل فقط..
قال ساري بصدق نابع من اعماق قلبه:
- انا لست كذلك.. انا اريدك قربي.. انا اريدك زوجتي.. ان اشعر بالاطمئنان وانت بين ذراعي.. اريدك زوجة كاملة لي.. اريدك بإرادتك.. الم تكتفي من البعد!

انتصبت واقفة غير راغبة البتة لسماع اي من كلامه ثم بحركة انفعالية بعض الشيء حملت طفلتها يقين وقالت بهدوء:
- اذ كان هذا هو فقط موضوعك فيتوجب علي الاعتذار منك.. طلبك مرفوض.. انا لست جاهزة ابدًا للعودة اليك.

ودت ان تأخذ طفلها ايضًا الا حمله هو الاخر كان صعبًا عليها ففضلت ان تنتظر الى ان يغادر ساري.. استدارت ياقوت واعطته ظهرها لتتقدم عدة خطوات قبل ان يوقفها صوته الخشن:
- هل انت واثقة من قرارك؟

لم تنظر اليه ولم تستدير بل بقيت تنظر امامها بجمود.. دام صمتها طويلًا بالنسبة له لدرجة انه ظن انها لن تمنحه اي جواب.. ولكنها فاجئته وهي ترد بنبرة قوية.. راسخة:
- انا واثقة.. ليوفقك الله في حياتك.

********************
تنهدت وهج وابتسامتها الساحرة تزيدها عذوبة.. تتطلع إلى أطفالها الثلاثة بعينين حانيتين.. ادهم وسيف يلاعبان صغيرتها نور بينما زوجها المجنون غارق في نومه منذ عودته من عمله.. هو يعمل بجد لاجلهم.. ليوفر لها ولأطفاله احتياجاتهم كلها.. وهي تقوم بواجباتها كلها كزوجة وربة بيت حقيقية.. تتحمل مسؤولية اكبر من عمرها وهي تدري انها تذهله بأسلوبها ووعيها وهذا يسعدها.. تريد حقًا ان تكون مميزة بنظره رغم تعنت عقليته وخشونة تصرفاته..

في الواقع هو راشد.. جبار.. قوي.. رجل بكل ما للكلمة من معنى ولكن عيبه الوحيد هو قسوة تفكيره وما يؤول إليه.. تلك المرة حقًا عاقبها.. وان كان بطريقة ملتوية.. الا انه عاقبها..
تصاعدت وتيرة انفاسها واضطربت رؤيتها لتسرح مخيلتها بموقف لهما معًا حدث قبل عدة أسابيع.. كانت به تتحداه وهي تعرف كل المعرفة كم يكره عنادها ويعشقه في الآن نفسه..

كان جدالهما حول ادهم وسيف.. هو يود تعليمها القتال بالسيف وهي رافضة تمامًا تلك الفكرة.. هي تخشى عليهما.. لا يزال الوقت مبكرًا ليتعلما فنون القتال بالسيف.. والان خاصةً بوجود طفلتها هي ترتعب من هذا الأمر كله.. ولكن زوجها العنيد مصر بحجة أن جميع الاولاد في هذه القبيلة يجب أن يتقنوا استخدام السيف.. وهي تدري صحة كلامه ولكنها خائفة.. هذان طفلان ربما يؤذيان أنفسهما أو أحد غيرهما..

كشرت عن ابتسامة مغرورة وهي تتذكر وقوفها أمامه بتحدي حالما استهل بتعليم أدهم وسيف في المنزل لينظرا الصغيران اليها بذهول من تحدي والدهما...
اضمحلت ابتسامتها وحل العبوس مكانها وهي تتتذكر عصبيته المفرطة التي تخيفها فتضطر بكل خنوع وجبن أن تبتعد وتعود إلى الجلوس برفقة طفلتها التي تحدق بهم بعينين واسعتين فضولتين..

سمعت صوته يناديها فوثبت إلى غرفتهما بخطوات بطيئة متعمدة.. ثم تلكأت وهي تفتح باب الغرفة ليحدجها بنظراته القوية التي تربكها الا أنها لم تفعل.. هي باتت تعشق تحديه وان كانت تخاف.. لا يهم..
هتف صفوان بخشونة:
- اقتربي!

ضحكت وهج وفعلت.. وقفت بجانب السرير تنتظر أمره التالي.. رمقته بنظرات شقية طفولية جعلته بالكاد يسيطر على ثبات ملامحه ولا ينجرف بعبثها ويضحك..
بيدين قويتين رفعها فجأة ليضعها في حضنه على السرير ويقول بخشونة محببة:
- ما المضحك يا صغيرة؟

- انت! انت تضحكني.
أجابت ضاحكة لتستولي أصابعه على ذقنها ويسألها بنبرة حادة:
- هل ابدو مثيرًا للسخرية حتى تضحكين مني؟!

تنهدت وهج بينما ترفع يدها لتحيط يده المؤلمة ثم همست بنعومة:
- انا اقصد أن بأسلوبك تضحكني.. عبوسك.. قوتك.. خشونتك.. كل ما بك ينعشني ويشعرني اني طفلة تتمرغ في عنق والدها بدلال حتى تنال رضاه!

رباه هذه الصغيرة الكبيرة ماذا تفعل به! الصغيرة بعمرها وطفولتها، والكبيرة برشدها ومسؤوليتها.. هو يغرق بها وقلبه يرفض أن يطوف.. يريد فقط أن يغرق اكثر حتى يصل إلى رمال قاعها..
شهقت بصدمة وهو يكاد يدفنها داخل عظامه بينما يقتحم شفتيها بقبلة خشنة.. شغوفة.. خطفت منها أنفاسها وخفقاتها..

كان مسيطرًا حتى على أنفاسها ونظراتها.. يقبلها وكأن الكون كله ينتظرهما.. وهي.. وهي رباه! كما كل مرة كانت تذوب بل تنصهر بين ذراعيه.. صدره لا تمل منه.. وسادة واقية تحميها وتسندها بجبروت.. بقوة لا تراها بسواه..

استسلمت لمشاعره المتدفقة وبادلته إياها ليبتعد عنها بعد دقائق لا تدري عددها ويغمغم بصوت عاطفي اجش:
- انت طفلتي الاولى.. الكبرى.. المميزة.. التي اعشقها ولا أمل من شقاوتها وعنادها.. طفلتي التي اهوى تحديها لي لأعاقبها بأجمل الطرق.. طفلتي التي يئن قلبي لمرأى ابتسامتها الجميلة.. انت...

قبّلها مرة أخرى لتغمض عينيها مستسلمة له ولكنه ابتعد ليضيف:
- انت تقتليني.. تغيّريني.. تسحريني.. معك أشعر بشيء لم اشعره مع سواك.. انا اعشقك يا وهج.. اعشق توهجك الذي ينير ظلمتي.. اعرف انني قاسي وخشن احيانا ولكن معك لا أقدر أن أكون سوى كل ما يمكن أن يكون.. لا شيء خاص فقط كل شيء.. لك ولاجلك ولأنك انت.. وهجي الحبيب!

هذه المرة كانت هي ترتل بعشقها وحبها بينما تقبله بشغف يوازي شغفه.. نسيت طفلتها ونسيت ادهم وسيف.. نسيت الجميع وانشغلت فقط بالجنون الذي يتسبب به هذا الرجل لقلبها.. وهي كانت تعشق جنونه.. كانت مغرمة به وبكل ما به.. هي تريده أن يكون كل شيء ولكن فقط معها وبين ذراعيها..

********************
استوطنت الابتسامة المشرقة شفتيها وهي ترى طفلها يضحك.. ثم دنت منه مأخوذة بعاطفتها الأمومية لتقبله وهو قابع بين يدي يوسف بقوة وشغف.. فيتغلغل عطرها الناعم الغريب إلى أنفه لينظر اليها بعينين متلهفتين لاكتشاف كل ما بها.. أدق تفاصيلها بل أدق من الأدق.. انتبه لارتباكها الملحوظ حالما انتبهت لكونها تلتصق به ووجهها يلامس وجهه تقريبًا..

ابتعدت عنه وقد تخضبت وجنتاها ليمنحها جمالًا لا يعترف به يوسف الا نادرًا.. ثم بتوتر مدت يدها لتتناول الطفل منه وبكل سهولة منحها ما أرادت..
تراجعت عائشة متعثرة بطفلها لتجلس على أريكة أخرى تبعدها عنه عدة أميال.. فابتسم يوسف ثم قال بعبث:
- والله لن أكلك.. مع انك تبدين وجبة في قمة الشهية بهاتين الوجنتين الحمراوتين.

رباه عبثه هذا الذي لا يكف عنه ماذا يفعل بها!! منذ ما يقارب الشهر ونصف! كيف مرت الايام بهذه السرعة؟ يوسف بكل ما به جديد عليها ولكن هي منجذبة اليه رغم استنكارها لتأثيره عليها بهذه السرعة.. الا أنه يؤثر بها.. نظراته.. كلامه.. اهتمامه.. عبثه ولمساته التي قل ما تحدث.. كل ما به يؤثر بها وبعمق..

عضت عائشة طرف شفتها السفلى واحمرارها يحتد اضطرامًا.. حاولت تجاهل كلماته و غمغمت:
- انا.. انا.. سأدخل إلى الغرفة لوضع احمد في سريره.. على ما يبدو أنه يود أن ينام.

وقف يوسف أمامها بحركة سريعة اذهلتها ومال براسه عليها ليهمس بنبرة خافتة ناعمة ماكرة:
- انا سأهتم بهذه الأمور.. ولكن الآن أنا جائع واحتاج الى طاقة فورية لأكمل يومي.. فهل تحضرين لي شيئًا اكله؟

هزت رأسها بتوتر:
- أجل.. بالتأكيد.. هل اطهو لك كما المعتاد؟ اي شيء ولكن به لحوم!

ابتسم يوسف بخشونة واجاب وعيناه تتأملان ملامح وجهها بطريقة أشبه وكأنه سيفترسها هي ويتناولها مكان اي شيء ستعده له..
- كما المعتاد.. ولكن أريده.. ممم حار.. لاذع.. شهي.. و... ولونه قمحي به نيران حمراء!!

هل تلك التي كادت تصم أذنيها كانت خفقات قلبها المسكين ام أنه صوت الحطب المضطرم بخديها ام أنها أنفاسها المتسارعة التي كادت تقطع أنفاسها.. ما الذي يحدث لها بحق الله؟!! كل ما بها ينتفض!
بيدين مرتعشتين وضعت احمد بين ذراعيه وتمتمت بصعوبة:
- سأحاول أن لا اتأخر.

اتسعت ابتسامته الماكرة وهو يراها تهرول هاربة من حصار نظراته ومغزى كلماته الحارة..
بعد ما يقارب النصف ساعة كان يوسف يقف خلفها في المطبخ.. بينما هي تحاول أن تنجو من الفخ الذي سيلقيها به دون أدنى شك..
اتسعت عيناها واضطرب وجدانها حالما شعرت بيديه تطوقان خصرها وذقنه تستند على كتفها الايمن بينما يهمس بنبرة ناعمة مؤثرة حتى العمق:
- أنا جائع وعلى ما يبدو انك ستتأخرين.. ما هو الحل برأيك؟

رمشت عائشة عدة مرات وهي تحبس أنفاسها داخل صدرها..
اجل هو يلمسها دائمًا.. يداعبها.. ويتغزل بها.. ولكنه كانت متفهمًا للفترة التي تمر بها بعد الولادة ولذلك لم يكن يتجاوز حتى بمعاني كلماته المبطنة ولكن الآن.. منحنى كلماته ينحدر لابعد بكثير مما يبدو عليه.. هو يريدها له زوجة صدقًا كما يبدو..

طيلة الأيام السابقة كانت تحاول قدر الإمكان أن تتحاشاه.. هي تخجل وهو يحرجها بكل شيء يبذر منه.. حينما عرفته اول مرة كان لئيمًا.. قاسيًا.. كان يكرهها.. يستحقرها.. حتى عندما عرضوا عليه الزواج بها رفضها بطريقة قاسية مهينة لكل فتاة كانت ستكون مكانها.. وبعدها عرض احمد نفسه ليتزوجها.. نحر قلبه وتزوجها.. وعاشت بين تخبطات مدمرة لنفسيتها.. لا تدري ايهما ارحم لها كان سيكون.. شخص كان سيقضي عليها بقسوته وعنفه ام شخص ينبذها بمشاعره ويحملها ما لا طاقة لها بها.. وفي كل الأحوال لم تكن مخيرة.. هي كانت مجبرة..

أما الآن.. بعد أن أصبحت زوجة لهذا الرجل القاسي الذي ظنته يومًا.. الذي أتى إليها مطالبًا بها للزواج مستغلًا طيبة قلبها وعاطفتها تفاجأت به.. بمعاملته.. بكل أساليبه الغريبة المختلفة.. يوسف مختلف.. مختلف كثيرُا.. هو لا يملك من الجمال شيئًا مما كان يملكه احمد.. لا يملك من الحنان وفن التعامل ورقة احمد أبدًا.. ولكنه رجل.. رجل بحق.. رجل يتقن فنون العبث والغزل.. رجل يجيد احراجها واشعارها بالخجل.. رجل صادق يبهرها..

لا زالت صامتة.. غير قادرة على منحه الرد المناسب.. لا تعرف فيما تجيب أو ماذا تقول.. تكتم أنفاسها مترقبة حركته القادمة.. واوهن عظامها وهو يديرها اليه بحركة حادة لتستند بكفيها على صدره فتضطرب حدقتاها لمرأى ابتسامته اللعوب..
تطلعت إلى عينيه الوقحتين وتمتمت باعتراض ونبرة ضعيفة:
- دعني انهي الطعام.

هز حاجبيه برفض ثم ابتعد بها وهي لا تزال أسيرة حضنه ليسندها على الجدار ويميل بشفتيه لتتلكأ بالقرب من ثغرها.. وهنا لم تعد تكتم أنفاسها.. بل لهثت للهواء وهي تحدق به بعينين واسعتين مذبهلتين..
رباه عطرها المنعش! ساحر... وانفاسها.. رباه كم هي حارة ناعمة لذيذة ومغرية!
بشوق غير عادي ورغبة غير محدودة لتذوق هاتين الشفتين كان يقبلها.. بشغف وعاطفة صدمتها..

اغمضت عينيها وقلبها يخفق ويخفق بلا توقف.. بعنف موقنة أنه سمعه كما سمعت دقات قلبه واحست بها تحت يدها التي لا تزال تستوطن صدره..
شعر بها تذوب بين ذراعيه.. تستسلم له بخجل وبراءة.. حتى انها صعقته وهي تبادله على استحياء! يا الله كم هي جميلة بكل ما بها! تجذبه إليها كمغناطيس لا يترك به شيئًا إلا ويجعله منجذب لها..

حينما ابتعد عنها لم تقدر البتة على مواجهة عينيه العابثين.. بل وأثارت استغرابها رغبتها العارمة أن تجهش ببكاء حاد على صدره! انزلت رأسها بتوتر ليرفعه بإصرار ويقول بنبرة حازمة جادة:
- عائشة انا اريد البدء معك حياتنا كما يجب.. انا ارغبك زوجة فعليًا لي.. اريدك ان تكوني والدة اطفالي كلهم وليس فقط طفلنا احمد.. اريدك حبيبة وزوجة وشريكة حياة.. امنحيني موافقتك دون ان تذرفي اي دمعة واحدة من عينيك! ان تكوني زوجتي ليس اسمًا فقط بل فعلًا ايضًا.

تأملت عينيه القويتين الساحرتين بقوة مشاعرهما وكالمطيعة هزت رأسها باستحياء موافقة لما يعرضه عليها.. وحينها غابت.. غابت تمامًا ولم تعد تدري ايت هي ولم تعد تبالي بالطعام التي كانت تعده له.. كل شيء اختفى من حواهت وهي تذهب معه راضية الى عالم اخر كليًا..

********************
تطلعت خنساء إلى طفلها بعينين هائمتين.. ملامحه الصغيرة الفاتنة تلهمها للكتابة فقط عنه.. لا قسورة ولا غيره.. هو وسيم.. لا يشبهها ولا يشبه والده.. بل يشبه خاله احمد رحمه الله.. بعينيه الغريبتين ورموشه الكثيفة الطويلة.. ثم كان شعره الأشقر شيئًا اخر تمامًا.. ليس ناعمًا بل بتموجات ساحرة.. رباه لو كان فتاة ستتهافت النساء لحجزه لأولادهن دون شك..

قهقهت وهي تتخيل امرأة تأتي لطلب صغيرها للزواج.. حتى قسورة لن يتمكن من جعلها تصمت عن الضحك.. صغيرها سيكون اوسم فتى في القبيلة.. سيكون اجمل من احمد والتوأم وابن عمه ايهم..
زفرت خنساء وهي ترجو الله أن يمتلك صغيرها صفات والده.. قوته وعقله.. خشونته ورقته.. وغزله.. يا الله غزله الذي صار يجيده بل يتقنه ليذيب فؤادها.. هي تريد طفلها أن يتغزل بها كما يفعل والده قبل أن تسرق قلبه إحدى فتيات القبيلة كما فعلت هي بوالده..

- عن ماذا تخططين أن تكتبي اليوم؟ عن أنفه.. ام ثغره؟
وفاها صوت قسورة الساخر لتضحك ملئ شدقيها قبل أن تنهض لتقف أمامه وتطوق عنقه بذراعيها وتغمغم بابتسامة:
- بل عن عدد النساء اللواتي سيتقدمن لطلبه للزواج! طفلنا الاجمل في القبيلة ولكن المصيبة الوحيدة أنه لا يحمل صفة واحدة من جمالي.

تغضنت ملامحها بحنق ليبتسم ويقول:
- حمدًا لله أنه لم يفعل والا انها ستكون كارثة للقبيلة.

لكمته بخفة على ذراعه زاجرة:
- لا تغيظ بي.. يكفي أن طفلي الوسيم ليس فتاة.

- هل تريدين أن يكون لنا طفلة؟
سألها قسورة بعبث بينما يحيط خصرها بكفيه فهزت رأسها بنعم خافتة وعيناها السوداوين تتألقان بشقاوتها وعشقها:
- اريد طفلة نتحالف معًا ضدك.. اريد ان املئ منزلنا بالفتيات اللاتي سيجعلنك تفقد صوابك وتقول انك قد اكتفيت منا.. اريد فتيات تجعلك طيلة الوقت تسمعهن غزلك وتغدقهن بحنانك.. اريد فتيات يهتمن بطلباتك ولا يقدرن على الابتعاد عنك كما انا تمامًا.. اريد فتيات يعشقن والدهن كما والدتهن تفعل.

زمجر قسورة بخشونة جعلتها تضحك بصخب بينما يقبض على خصلات شعرها ليرفع وجهها الضاحك إليه.. اسند جبينه على جبينها بينما خنساء لا تزال تضحك وانفاسها المنعشة ترتطم بوجهه بقوة لتثير رغبة بدائية بداخله لجعلها تصمت بأكثر الطرق شراسةً.. بطريقة تعشقها هذه المجنونة التي تطالعه بعينين تغويان القديس.. وهو ليس بقديس.. هو رجل لم يعرف معنى المشاعر الا معها..

لم تكن قبلة.. لا.. لقد كانت حربًا طاحنة لمشاعرها ولثغرها المسكين.. الا يعرف زوجها الحبيب معنى الرحمة؟ كيف يطاوعه قلبه أن يفعل بها الويلات؟!
لم تقدر على التنفس بينما شفتاه تستوطن شفتيها بوحشية تعجبها وتعشقها منه.. لم تقدر على مبادلته غرامه فهو كان المسيطر.. كان الاقوى.. وهي كانت تحترق وتذوب كما الشمعة تمامًا.. شغفه يحرقها ويذيبها..

سكتت تمامًا وتشبثت به خشيةً أن تقع.. قبلاته تفرقت على وجهها كله دون أن يعتق مكانًا واحدًا.. لهثت بجنون بينما شعرها الطويل كله تشعث بسبب وحشية يده أما وجهها الاحمر كان متوهجًا... مغريًا.. وعينيها.. يا الله كيف تنظر له بهذه الغواية.. بهذه الجرأة والوقاحة..

اشتدت ذراعه حولها ليرتطم صدرها بصدره ويهتف بنبرة شرسة:
- وانا اريد العشرات من الفتيان والفتيات.. اريد كل شيء منك.. اريد الكثير ولن اكتفي.. أنا لا أعرف كيف اكتفي معك مما تمنحيني ومهما منحت.. ابقى مشتاقًا.. تائقًا.. متولعًا للمزيد.. وعلى ما يبدو انني يجب أن أبدأ عملي منذ الآن والتوكل على الله عسى ولعل حملك التالي تكون فتاة.

ضحكت خنساء وقالت بمرح:
- ابنك الوسيم ينظر إلينا! سيكون وقحًا في المستقبل.

من بين قبلاته هتف بفخر:
- هذا درس مجاني له.. سيكون مثل والده ابن ابيه.

********************
كيف مرت كل هذه الاشهر! بطيئة! مملة.. لا معنى لا ولا هدف.. أشعة الشمس الحارقة المسلطة على وجهه جعلته رغمًا عنه يستيقظ من براثن النوم التي غرق بها بصعوبة من شدة التفكير كالعادة.. تفكير يحرقه.. يشل جسده ويمنعه الانصياع لعقله.. يسرقه من العالم ليلقي به داخل زوابع الشتاء.. على تلك البحيرة الصغيرة.. البحيرة التي يعشقها بجنون لان بها اجمل ذكرياتهما معًا..

آه من الحب وعذابه.. كل ما به يفقده صوابه.. يجعله عاجز.. حتى أنفاسه تكون عاجزة..
منذ تلك المرة.. منذ اشهر طويلة لم يراها.. لانه فقط طلب يدها للزواج وان تعود إليه!! كم هي قاسية! ترفض أن تراه خشية أن يكرر طلبه.. حتى عندما يزور طفليهما لا تخرج من غرفتها.. على الرغم من أنه يطيل ساعات بقائه في منزل أهلها عسى ولعل تخرج.. ولكن كانت كمن تتحداه وتحاربه بقوة أكبر منه نفسه..

فتح عينيه بصعوبة وجسده يحتج على عدم اكتفاءه بالنوم منذ ايام طويلة طويلة.. هو لا يشبع من النوم.. لا يشبع من الطعام.. لا يشبع من الاشتياق إليها.. كل ما به متعلق بها.. يود أن يكتفي ولكنه لا يكتفي.. بالكاد ينام في ساعات الفجر الأولى.. وبالكاد يتناول وجباته التي تصر غزالة على جعله يتناولها أمامها.. ولكن كعادة جسده الرافض اي شي عداها يتناول لقيمات معدودة ويتمتم بإنه قد شبع!

طفلاه الشيء الوحيد الذي كان يخفف عنه بؤسه.. بعطرهما الممزوج برائحة والدتهما التي لا يمكن أن يمل منها.. واليوم حقًا هو مصر على جعلها تخرج من تلك الشرنقة ليراها.. ليذوب بتفاصيلها كما كان يفعل دومًا.. لو فقط يعيدها إلى عصمته ولكن ليلعن الله وعده أنه يريدها برضاها.. بموافقتها.. فقط لو يخطفها! مساءًا على الأقل! لينام! ونهارًا على الاقل أيضًا عله يشبع بالنظر إليها.. عله يخطفها طيلة الوقت ليموت في هواها وبين ذراعيها..

اليوم سيأخذ طفليه.. ولا بد انها بكل شراسة سوف تخرج لتنهش جلده عن عظامه.. ستحفر اظافيرها بوجهه.. وهو اشتاق.. اشتاق لهذا الوجه المتوحش و العينين الشرستين.. اشتاق بجنون لها.. واليوم رغما عن أنفها ستخرج متحدية ومقاتلة إياه بشراسة ناعمة ساحرة.. وهو ينتظر بكل شغف رد فعلها..

تناول وجبة إفطاره بسرعة والاصرار يتلألأ في حدقتيه لكل من ينظر إليه.. في طريقه إليها قرر أن لا يشتري اي شيء كما اعتاد أن يفعل.. بل ذهب فارغ الايدي.. اليوم يجب أن يكون كل شيء مختلفًا..

استقبلته والدتها سماح متبرطمة.. هي تكرهه وتكره شقيقته حتى.. تكره كون ابنها تزوج من شقيقته الأرملة.. ابنها يستحق بنظرها فتاة عذراء ليس لديها أطفال لا امرأة كعائشة بل وما يكاد يفقدها صوابها أن يوسف يرفض الزواج مرة أخرى من فتاة عذراء..
عائلة العرابي لا تستحق معاملة كهذه.. هي ابنها البكر مات مقتولًا بسببهم.. هي ابنتها الوحيدة تعذبت وأصبحت تحمل لقب مطلقة بسببهم.. والان ابنها يوسف..!

تطلعت إلى يديه مستغربة عدم إحضاره اي شيء كما اعتادوا جميعًا.. ثم تمتمت بامتعاض:
- سأحضر الطفلين.

ابتسم ساري على الفور وهو يرى طفليه يضحكان بينما جدتهما تحضرهما إليه.. تناولهما منها ليقبلهما بشوق ويتنشق عطرها المميز..
اتسعت ابتسامته وهو يفكر أن عطرها لا يتغير منذ طلاقهما.. غريب.. حار.. لاذع.. ومغري.. ثم سرعان ما كان يهتف وهو يرى سماح تهم بالمغادرة:
- خالتي احضري اغراض كليم ووتين.. سأخذهما وأغادر.

نظرت إليه مصدومة بطلبه لتتساءل بحدة:
- إلى اين ستأخذهما؟

رفع ساري حاجبه الأيسر مستنكرًا سؤالها:
- هما طفلاي أخذهما إلى اينما اريد.. بالإضافة إلى اني لم اعد ارغب بإزعاجك اكثر.. فمن الواضح ان قدومي الى منزلك يثير ضيقك لذا سأختصر عليك المتاعب.

- ولكن لا يمكنك أن تأخذهما دون علم والدتهما.. أو أن تحرمها منهما.
قالت سماح بخوف ليهتف ساري ببرود:
- هل ستحضرين اغراضهما ام أخذهما هكذا وأغادر؟

- انتظر.
غمغمت بتوتر وهي تولج إلى غرفة ابنتها لتخبرها ما يريد.. ولم يخيب ظنه.. فياقوته خرجت من تلك القوقعة والنيران تكاد تبجس من حدقتيها.. ثائرة وحارقة.. كلها ترتجف من قوة نارها.. محال.. محال أن تسمح له بأخذ طفليها منها.. يكفيه ما أخذه.. هو لم يبقي لها غيرهما.. هما فقط.. هما الشيء الوحيد الجميل منه..

- إلى اين ستأخذهما؟!
أنه صوتها.. شرس.. مرتجف.. وخائف.. رباه كم اشتاقه هذا الصوت وهذه النبرة!!
تطلع إليها محاولًا قدر الإمكان اخفاء شوقه وعشقه.. محاولًا أن يسيطر على لهفته اليها ورغبته الحارقة بدسها في سجن صدره ليمرغ أنفه في عنقها وينام.. بل ويموت راضيًا... هائمًا مستسلمًا..

وقفت مكانها جامدة قاسية الا أنها خائفة ومتوترة كما هي دومًا.. لطالما كانت خائفة.. وهذا الخوف يقتله بلا أي رحمة..
لدقائق عيناه التهمت تفاصيلها كلها.. دون أي خجل أو اهتمام لوجود والدتها!.. ثم أخيرًا أجابها بنبرة مثيرة للاستفزاز:
- إلى منزلهما!

- هذا منزلهما! المنزل الذي اقطن به انا فقط.
هدرت ياقوت بعصبية ليبتسم بخفة ويقول:
- هذا ليس منزلك ولا منزلهما.. منزلكم انت وكليم ووتين فقط حيث اكون انا.. وإذا انت لا تريدين أن تكملين بقية حياتك برفقتي فأنا اريدهما.. هذا حقي.. هما يجب أن يكبرا في قبيلتهما وسط عائلة والدهما.. كليم سيكون أهم رجل في قبيلة والده.. لذلك يجب أن يترعرع ويكبر وسطنا.

- انت لن تلوي ذراعي بهما يا ساري.. انا ادري جيدًا ما تريد الوصول إليه.. لن اسمح لك أن تحرمني منهما.. لن اسمح لك.
زمجرت وهي تقترب منه لتصيح به:
- اعطني.. لا تحملهما.. لا تلمسهما!

شعرت والدتها بالقهر عليها فهتفت به بكره:
- ستأخذهما منها لتتزوج بأخرى وتقوم هي بتربيتهما وتحرم ابنتي من طفليها!

قرر أن يخيفها أو يثير غيرتها فهمس بينما ينظر إلى هيئتها الهائجة المغرية:
- اذا قررت الزواج بامرأة ثانية أو ثالثة فهذا يعود لي فقط.. وربما قد افعل فالرجل يحتاج الى وجود امرأة في حياته!

جوابه استفز والدتها.. لذلك قررت أن تحرقه وان تنتقم لابنتها التي كانت تخبرها طيلة الوقت أن تعود إليه لأجل طفليها ولكن بعد الذي قاله يستحق أن تثير غيرته هو الآخر:
- هذا جيد لان ياقوت أيضا تفكر بقبول الزواج من الرجل الذي تقدم إليها.. هكذا ستسهل لها حياتها الزوجية ووجودهما معًا دون أي عائق!

من تراجع كانت ياقوت.. ومن تناول الطفلين من ساري كانت والدتها بسبب بكائهما بين ذراعيه.. خافتا الاثنتان من نظراته.. واول ما فكرت سماح بفعله هو الذهاب لايقاظ زوجها لكي يطرد ساري من المنزل..

نظراته القديمة المرعبة جعلت جسدها كله يرتجف.. هي تكره ان تخافه.. تكره ان تعود ياقوت القديمة.. على الرغم من كونها الان في منزل والديها وبوجود طفليها الا انها خائفة.. هي تخاف غيرته المجنونة.. تخاف عصبيته وقسوته..

"ماذا فعلتِ بي يا أمي؟!"
فكرت ياقوت بذعر وقلبها يتخبط داخل ضلوعها.. رأته بالكاد يسيطر على اعصابه وهو يتساءل بنبرة هادئة خطيرة مخيفة:
- من الذي تجرأ وطلب يد زوجتي؟

- انا لست زوجتك.. انا.. انا طليقتك!
قالت بنبرة ضعيفة ارادتها قوية الا انها خذلتها.. ثم اضافت برجاء وهي ترى ملامحه تستشرس:
- انا لن اتزوج احدًا.. فقط غادر.. ارجوك!

دنى ساري منها ووقف قبالتها يطالع حالتها المزرية فتنهد بتعب.. لماذا لا تعود اليه بحق الله؟
مال بوجهه قليلًا لتصفعها انفاسه الثائرة بينما يهمس:
- ياقوت حتى بعد ان اموت لن اجعلك تكونين لغيري.. لا تفكري انني سأسمح لك قط بالزواج من رجل غيري.. انت ولدت لتكوني لي فقط.. لتكوني امرأتي.. واي من يكون ذاك الغبي الذي فكر بالزواج بك اعدك انني سوف احطمه تحطيمًا ليفضل الموت على التفكير بالزواج مرة اخرى.

اشاحت بوجهها وهتفت متجاهلة ما قاله:
- غادر.. وتعال غدًا لتأخذ كليم ويقين ليبقيا في منزلك ليومين.. ولكنك ستعيدهما لي في النهاية.

قال ساري بجدية:
- سأغادر ولكن فكري بكلامي جيدًا.. وفكري بمصلحة طفلينا.. لا تكوني انانية مثلي.. انتِ لا تشبهيني! تذكري ذلك.

--------------------------
يتبع الخاتمة..
ان شاء الله سأنشرها يوم الاربعاء..

رأيكم بالفصل وتوقعات..
ساري وياقوت..
قسورة وخنساء..
يوسف وعائشة..
صفوان ووهج..

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش

Continue Reading

You'll Also Like

79.9K 623 13
القصة فيها اشياء كبيرة مرة وغيها الفاض وع. ف وانحاف كثير🔞🔞🔞🔞🔞🔞🔞لذا لا تذخل تقرا الى وانت مساول على نفسك🔞🔞🥵
67.1K 3.6K 15
وقفت امامه بثقة ظاهرة.. و توتر شديد فى داخلها... وقد عزمت امرها اخيرا. . لن تنتطره ان يتحرك نحوها ... انه لن يفعل ابدا... انه لا يراها من الاساس..
411K 7.7K 76
•روايتي هي بطولة جماعيه لأكثر من شخصية ولكن الأهم "القمر وسمائها" • بطلتنا التي مُنذ أن كانت طفلة طلبت من أبن عمّها أن يكون هو سمائها وتكون هي قمره...
4.3K 300 22
وما الحياة الدنيا إلا انتظار رجوعك. فتاة حالت الدنيا بينها وبين احبابها، فهل يعطف عليها القدر يوماً؟