الفصل السابع وعشرون

40.1K 1.7K 292
                                    

من الشرق إلى الغرب
يبلغ حجم همي..
يستشرس سمّه في
قلبي ويسرق مني فرحي..
لا ابتسامة تزين ثغري
بل شقاء خالد في دمي..
تهرق دماء جرحي ولا
ضمادة تطبطب على بؤسي..
الى من اشكو همي؟
ولا والف لا تدور حولي..
ومن الشرق إلى الغرب وحدي
بين وحوش تنبش لحمي..

----------------------------
بعد ساعات طويلة خرجت الداية برفقة أم صفوان وبيدها الطفلة التي انجبتها وهج بعد اصعب وأقسى ساعات مرت في حياتها..
تناول صفوان الطفلة من يدي والدته برقة لتبتسم
الداية وتقول:
- انها طفلة.. مبارك لك جمالها الملائكي!

إبتسم صفوان بحنو وهو يتأمل طفلته التي تبدو أنها كالملاك تمامًا.. ثم أذّن في اذنها اليمنى ليقتربا الصغيران بفضول ويتساءل سيف بغيرة:
- أبي ماذا تفعل لها؟

اجابه صفوفه بعاطفة أبوية:
- هذه أختك يا سيف.. انا اؤذن في اذنها.

- هل هي فتاة؟!
تمتم سيف بعدم رضى فهز صفوان رأسه موافقًا قبل أن يتوجه إلى الغرفة التي ترقد بها زوجته..
كانت وهج تبدو شاحبة ومستنزفة تمامًا.. تأملها صفوان وهي مغمضة العينين ثم فجأة اوقظتها حاجتها الأمومية لإحتضان طفلتها الصغيرة الباكية..
غمغمت وهج بوهن:
- اريدها.. اريد ان اضمها الى صدري!

مد صفوان يديه لها بالطفلة لتتناولها وهج بلهفة شديدة قبل أن تأخذها عيناها برحلة استكشاف حول ملامح صغيرتها.. سالت دموعها وهي تضمها بخوفٍ.. خائفة أن يقوم أحد بأذيتها.. بأخذها منها رغم عنها.. لم ترفع نظرها إلى صفوان الذي يتابع حركاتها بتركيز شديد واكتفت بصب كل اهتمامها على طفلتها رغم كل تعبها وضعفها..

- انها جميلة.. متوهجة مثلك تمامًا!
همس صفوان بحب ثم أضاف وهو لا يرى إلا التجاهل منها:
- يليق بها اسم نور.. ما رأيك؟

اومأت برأسها بخفة ثم قالت بجدية مريرة:
- اعذرني اليوم لن اقدر على الاعتناء بسيف وادهم لانني لتوي ولدت كما ترى.. اخشى ان تراني ايضّا اتخذ من ولادتي اليوم حجة حتى لا اعاني بهما وبالمنزل.

- وهج!!!
هتف صفوان بتحذير لتبتسم بألم قبل أن تهمس:
- هل بإمكانك مغادرة الغرفة الآن؟.. امي ستعتني بالطفلين ريثما ارتاح قليلًا!

جلس صفوان على السرير بعصبية خفيفة ثم قال:
- كفى يا وهج.. قومي بإرضاع الطفلة كي اخذها الى والدتك حتى تعتني بها.

- اخرج!
كررت وهج طلبها ولكن هذه المرة بنبرة متحشرجة ودموعها من شدة إرهاقها وقهرها تنهمر بعنف على وجهها..
مد يده حتى يزيل دموعها الا أنها سرعان ما كانت تردعه بصوتها الباكي:
- صفوان.. ارجوك اخرج! دعني لوحدي!

بكاء الطفلة لم يساعد البتة على إخماد النيران التي اخذت تشتعل بضراوة في صدره فتهيج من عصبيته النارية ويحتد بكاءها هي عنفوانًا..
شتم صفوان بكلمات غير مسموعة ثم خرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه بقوة عنيفة..

عشق ليس ضمن التقاليدWhere stories live. Discover now