الفصل الحادي عشر

52.8K 1.8K 315
                                    

لن أكرر كلماتي أكثر..
فمعك الكره كلما يكبر..
وأفعالك كلّما تنحر...
لن اشكو بعد الآن جفاؤك..
ولن اتوسل رحمتك..
انت إخترت طريقك..
فلي سبيلي ولك سبيلك..
ولتنعم بعيدًا عني
بأنفاسك وأفعالك..

----------------------
إبتسمت وهج بحنو وهي تمرّر يدها على شعره الأملس بنعومة.. ينام صفوان واضعًا رأسه في حجرها بينما هي تتأمله بعمقٍ لأول مرة ودون خجل.. فهو في عالم آخر كليًا في هذه اللحظة، غير واعيًا على نظراتها التي تتوسمه بإعجاب جلي..
لقد تحدثا كثيرًا طيلة اليوم عن عدة أمور وكان هو المتحكم الذي يسألها ليكتشف كل شبرٍ بحياتها الشخصية قبل ان تصير زوجته.. ولم يستنبط من شخصيتها اي شيء عدا انها كتلة براءة وهبها الله له..

بالرغم من أن حديثهما طال لساعات الا انه لم يخلو ابدًا من مداعباته الغزلية التي كانت تجعلها تحمر خجلًا في حين يضحك هو برجولة أوجعت هدير فؤادها..
هزت وهج رأسها بلهاث وهي تتذكر كلماته الخشنة لها عن منحها ملكية أسمها لأحد غيره..
"لا أحد غيري يحق له ان يناديكِ وهجي.. لا ابن ولا أم... انا فقط من يحق له لأنك بجسدك وأسمك لي وحدي.. وهج صفوان الفهدي"

ازدرمت وهج ريقها وطبلة فؤادها التي تطرق تكاد ان تصم أذنيها.. بأنامل مرتجفة انعطفت وهج لتلمس وجه صفوان برقة شديدة وكأنها في عملية إستكشافية.. جبينه العريض.. حاجبيه الثخينين.. رموشه الكثيفة بشكلٍ غريب.. وجنتيه الخشنتين.. أنفه الطويل.. وشعيرات ذقنه الطويلة بعض الشيء.. واخيرًا.. شفتيه المزمومتين..

ازداد ارتجاف يدها كما ازدادت وتيرة انفاسها.. تلهث وكأنها قطع من البازل المبعثرة واذا لم تسرع وتلملم نفسها ستُعاقب.. وهذا كان إحساسها تمامًا لذا بتوتر شديد أبعدت يدها وهي تدعو الله ان لا يستيقظ صفوان في هذه اللحظة فيكتشف ما كانت تفعل وبالتالي تضع نفسها في موقف محرج مخجل..

زفرت وهج بإرتياح حينما وجدته لا يزال نائمًا.. ثم بعبث طفولي امسكت شعرة من شعر صفوان لتقيس طولها بتركيز.. ودون قصدٍ شدّتها ليتململ صفوان ويفتح عينيه بنعاس فحدقت وهج به بتوتر وخجل.. إبتسم صفوان بخبث وسألها بصوت ثقيل اثر النعاس:
- ماذا فعلتِ بي بينما انا نائم؟

- لا شيء سيء.
اجابت وهج ببلاهة فرفع صفوان رأسه وإعتدل جالسًا ثم قال بمكر:
- أعرف انكِ لم ولن تفعلي لي اي شيء سيء.. ولكنني قلق من ان تكوني قد استغللتِ عدم وعيي لما حولي لتسرقي مني بعض القبلات.

تخضبت وجنتاها وهي تهتف بصدق بريء:
- لا والله لم أفعل.

ضحك صفوان ملئ شدقيه ثم غمغم بإستمتاع وهو يجذبها من يدها برفق ليضمها الى صدره:
- اذًا بعض اللمسات والتأملات.

احمر وجهها اكثر وهي تدس وجهها في صدره بحرجٍ ليبتسم صفوان بعذوبة ثم يشاكسها القول:
- هذه خسارة حقًا.. لقد ظننت انني سأستيقظ على قبلة وفي نهاية الأمر اعرف انك فقط كنت تتأملينني وتمرّرين يديك بنعومة على وجهي وشعري.

عشق ليس ضمن التقاليدWhere stories live. Discover now