الفصل الاول

87.9K 2.4K 936
                                    

سأطلب منكَ المغفرة
يا دمع.. الفؤاد..
لقد ارتكبت الخطيئة
ووقّعت في
فخّ.. الأصفاد..
أصفاد كالأهات تتغلغلها
الأضلاع وتزعزع.. الأكباد..
عذرًا.. لن أرضخ بعد
استنجادي منك المغفرة
فوراء كل ارتعاد.. اتقاد..

--------------------
رشقته بلظى نظراتها الساخطة ريثما انفردا لوحدهما في جناحها الصغير.. فتجاهلها وهو يتطلع حوله باعجاب وقدميه تتجول في انحاء غرفتها بوقاحة..
زمت شفتيها بغضب وهي تراه يمسك بالاوراق التي تخربش عليها، بقلم موهبتها، ابجدية احاسيسها وافكارها.. بالاوراق التي تحمل خطوط افراحها واحزنها..
ورغمًا عنها تسارعت نبضاتها بخوف شديد وهي تلمح عبوس حاجبيه..
"هل سيمزّق الاوراق؟"
تساءلت في ثنايا عقلها بتخفر.. ثم استرطت ريقها وقدماها الحافيتان تقتربان منه بهدوء لتحاول سحب الاوراق من بين قبضته فيضغط على يدها بعنف موجع بينما يلقي عليها نظرة ارعبتها..

- ماذا هناك؟
تساءلت خنساء بتلعثم فيعض شفته السفلى بقسوة، قائلا بشراسة:
- اشعار حب وهيام!!

اوجعتها فرقعة عظام يدها التي تقيّدها اصابعه الخشنة فهمست بخشونة:
- اتركني.. ماذا تريد ان تشوّه ايضًا من جسدي؟

تركها بعنفوان ليوصد باب غرفتها ويعود اليها ليدفع جسدها بحدة مباغتة على سريرها فتئن وهي تكبت صراخها عليه حتى لا يقلقا شقيقها ووالدتها.. الا انها لم تتحكم بلسانها الذي غمغم بحقد:
- همجي لعين!

وقبل ان توثب عن السرير كان يطوّق جسدها بجسده فيستشري الذعر في اوردتها وشرايينها توجسًا من هذا القرب الذي يفصل بينهما.. همس قسورة بخشونة ارعدت اوصالها:
- يا ابنة الفهدي لسانك احترميه ولا تدعيني اقطعه لك.. واخبريني لمن كل هذا الغزل الذي تدونيه في اشعارك؟

- لفارس احلامي.
اجابت بتحدي فيبتسم بلؤم قاسٍ ويميل عليها، متنشقًا رائحة شعرها الأسود الطويل المفروش على وسادتها البيضاء.. مررّ ابهامه بغلاظة على جرح خدّها فتنتفض ملسوعة من لمسته.. توسعت ابتسامته المتعجرفة اكثر قبل ان يدمدم بغرور:
- اذًا هذه الاشعار كلها لي؟

تأففت بكرهٍ وهي تحاول دفع صدره الذي يكبح تحركاتها فيكبّل ذراعيها الاثنتين بيد واحدة والاخرى تسترسل بتعرّفها على ملامح وجهها بفظاظة ووقاحة..
لهثت خنساء انفاسها بانهاك قبل ان تبثق كلماتها في وجهه باحتدام:
- لم تكن ولن تكون ابدًا فارس احلامي! انتَ مصيبة ابتليتُ بها!

تفاجأت من النظرات الباردة التي رمقها بها قبل ان يفلتها وينهض عنها لتفغر فاهها بصدمة وهي تراه يُمزّق كل الاوراق التي تصل اليها يداه بجنون.. كل شيء!
اقتربت منه لتسحب البقية من بين يديه فيدفعها ارضًا بوحشية وتتابع يداه تمزيق دلائل موهبتها الثمينة.. صاحت به ببكاء وهي تحس نفسها غير قادرة على الوقوف في وجهه.. لن تقدر عليه.. مهما حاولت يبقى اقوى منها:
- اتركهم.. سأشكوك لجدي.. اريد ان اتطلق منك!

عشق ليس ضمن التقاليدWhere stories live. Discover now