الفصل السادس وعشرون (الجزء الثاني)

37.1K 1.6K 275
                                    

ازداد صراخها عنفوانًا وهي تراه يخطو نحوها.. هزت رأسها بذعر محاولة تخطيه والهروب منه إلا أن سرعان ما كانت يداه تكبلان جسدها.. يضمها بقوة كادت أن تسحق جسدها.. جل ما يريده في هذه اللحظة هو التأكد انها حقًا بين ذراعيه..
- ابتعد عني.. ابتعد.. لماذا اتيت؟ لماذا؟

- ششش..
همس ساري بنبرة لم تفاقم الا من رعبها خاصةً وجسدها يرتفع عن الأرض.. دفن رأسه في عنقها يستنشق نعيم عطرها الذي أخذ بالتغلغل داخل ثنايا قلبه.. يا الله ماذا يفعل به قربها! يكاد يشعر بضلوع صدره ستتمزق من شدة خفقان فؤاده الملهوف..

قاومته بتخبط وهي تشعر بقبلاته تتفرق على عنقها بشغف وجنون.. ودموعها تتصبب بخوف دون أن تقدر على مقاومتها.. ستنهار يا الله! اخر شيء ارادت حدوثه هو رؤيتها له..
أغمضت عينيها وهي تهدر بنبرة شرسة مرتعبة:
- دعني وشأني.. الا تفهم انني لا اطيقك! دعني يا الله!

- ساري ارجوك اتركها!
هتفت غزالة بذعر ليحرر ياقوت من ذراعيه ويكتفي بجذبها من خصرها إلى صدره حتى لا تبتعد عنه..
القى ساري على غزالة نظرة متفرسة قبل أن يسألها بخطورة:
- هل كنتِ تعرفين بمكانها ولم تخبريني يا غزالة؟

بتحدي أجابت ياقوت وهي تقاومه:
- لا كنت ادور كل ليلة في مكان مختلف.. وانام كل مرة في مكان.. كنت اتجول في الليالي دون أن يمنعني احد.. واتحدث مع من اريد وافعل كل ما اريد!

ادلهمت حدقتاه بسواد قاتم ويده ترتفع إلى ذراعها تضغط عليها بقوة مؤلمة بينا يقرّبها اكثر الى صدره..
أنّت ياقوت بوجع وغزالة تقول بسرعة:
- لا والله يا ساري منذ أن غادرت المنزل وهي في بيتي.. لم تخرج إلى أي مكان!

رمقها ساري بنظرات مطعونة قبل أن يهتف بنبرة حادة، وهو ينظر إلى ياقوت بينما يحرر جسدها:
- هيا اذهبي لتجهيز نفسك حتى تعودين معي!

تراجعت ياقوت بسرعة قبل أن تهرول مغادرة المطبخ وهي تصيح بقهر:
- لا اريد ان اعود اليك.. لن افعل!

تحرك ساري نحوها فوقفت غزالة أمامه بإرتباك وقالت:
- دعني اتحدث معها اولًا!

- ابتعدي عن طريقي!
همس ساري بغضب سببه سكينة الغدر الذي يشعر بها تطعنه بقساوة شديدة وممن؟ من غزالة!!! الذي لآجلها فقط قام بإختطاف ياقوت حتى يثأر لوجعها.. التي بسببها إفتعل كل انواع الجرائم وتحدى العجائب.. لآجلها فقط!.. هي شقيقته الأقرب إلى قلبه! والذي لو خانه العالم كله ما كان سيهتم ما دامت هي موضع ثقة بالنسبة له كما توهم!

إبتعدت غزالة من امامه والألم ينبض حيًّا في مقلتيها الممتئلتين بالدموع.. كيف تشرح له الآن موقفها وتبرر له خيانتها له! الالم الذي تشعشع في جسدها لا يضاهي ذرة واحدة من الوجع الذي أخذ ينهش قلبه بضراوة..
إنحدرت دموعها بآسى وهي تراه يتجه إلى الغرفة التي دخلتها ياقوت وأغلقت الباب خلفها..
لم تحاول الحديث الان.. فأي كلمات ستسعف موقفها وتخفف من مرارة جرحه الغائر التي تسببت هي به؟ لا شيء! فقط لا شيء!

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن