الفصل التاسع

52.4K 1.8K 292
                                    

خذيني معكِ الى أي مكان
وان كان بلا حياة..
خذيني معكِ برحلة
امدها اطول من العمر..
خذيني معكِ الى مقصورة
العشق السرمدي ولنجعل
كل ليلة من ليالِ الحكايات..
تشبثي بيدي ولا تفلتيها
فقلبي لن يسمح لك بالفرار..
ستكونين دومًا امرأة تحتل
وطن الفكر والحب..
ستكونين دومًا اسيرة
ملاحقاتي وتحكماتي..
ولن تحلمي يومًا بالنجاة من
الغرق وانت في سفينة القبطان..

------------------------
أطلق ساري شهقة استنكار وهو يرفع ساقه حتى يحمي جسده من المقعد الخشبي الثقيل الذي رمته خنساء الفهدي عليه.. وسرعان ما كان يتأوه حالما ارتطم المقعد بساقه بينما يتوغل الى اذنيه صراخ خنساء الهائجة:
- يا ابن الملعون.. اريد ان اقتلك.. يجب ان تموت.. كيف تتجرأ وتخطف ابنة عمي؟ كيف يا حقير؟

للحظة لم تستوعب ياقوت هجوم ابنة عمها خنساء على ساري بهذه الضراوة.. حتى انها لم تعرف بوجودها قبلًا.. توسعت حدقتاها بصدمة وخنساء تهم بالهجوم على ساري بأظافيرها كلبؤة شرسة فسارعت لتمسكها خوفًا عليها وهي تهتف:
- خنساء اهدأي ارجوك.. ماذا تفعلين؟

- من هذه المجنونة؟
تمتم ساري بغضب استوطن خلاياه فصاحت خنساء بشراسة وهي تحاول دفع ياقوت التي قامت بالتشبث بها بقوة:
- سأريك من هي المجنونة ايها الحيوان.

قالت ياقوت برجاء وهي تتطلع الى ساري:
- ارجوك أخرج الان.

هتف ساري بتهكم وعناد:
- ولماذا عليّ ان اخرج بينما هذه المجنونة هي من اقتحمت...
قاطعته خنساء بإهتياج:
- تجرأ وانعتني بالمجنونة مرة اخرى لأشرب من دمك يا ابن العرّابي.

ابتسم ساري بغضب شرس فقالت ياقوت برجاء مرة أخرى ومن دون وعي:
- ارجوك ساري أخرج لآجلي!

إمتثل ساري لطلبها وخرج متجاهلًا بإزدراء خنساء التي لا تتمنى اي شيء بقدر ما تتمنى قتل هذا الكائن الذي قام بإختطاف ياقوت وقهر شقيقها أحمد..
بعد ان خرج أفلتت ياقوت خنساء وهمست بوهن:
- خنساء انا متعبة وبحاجة للراحة لا لشد الأعصاب.

تأملتها خنساء لثوانٍ ثم غمغمت:
- انا آسفة لكل ما حدث معك.. ما كان يجب ان تعودي اليه بعد كل ما فعله معك.. ولكنك كنتِ مضطرة بما إنه حكم القاضي والشيوخ.

ارتسمت على شفتي ياقوت شبه ابتسامة مرتجفة متألمة:
- لا ينفع الندم الآن يا خنساء او الحديث حول ما قد تمّ فعلًا بلا فائدة.
أخذت نفسًا عميقًا كما لو انها تختنق.. تحتضر.. وأردفت:
- أحمد صار صفحة سوداء قديمة في حياتي.. لقد تخلى عني بسهولة.. لن أعود اليه يومًا.. لن أعود اليه ابدًا يا خنساء.. هل تفهمين مقدار جرحي وساري يقصّ عليّ بالتفصيل ما فعله شقيقك امام قاضي وشيوخ القبائل؟

ضاق صدر خنساء حزنًا لحال ابنة عمها وصديقتها الا انها لا يمكن ان تتقبل كون خنساء تفضّل ساري على أحمد.. اطلاقًا لن ترضى بهذا الشيء..
قالت خنساء بحنق واضح وهي تُجلس ياقوت التي تكاد تفقد وعيها على الكنبة:
- ساري العرّابي الحقير ليس بأفضل من أحمد يا ياقوت.. هل نسيتِ انه سبب بعدك عن أحمد وسبب حزنك؟ كيف وافقتِ على اتمام الزواج ولم تهربي؟

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن