الفصل الخامس

61.3K 1.9K 496
                                    

يا أسمري..
سأخبرك حكاية أستهل بها
لسواد عينيك.. شموخ أنفك
وغلاظة شفتيك..
سأتلو عليك آيات
حبي لغزارة شعرك الأسود..
يا أسمري.. لا تدع الشمس
تشرق على جذعيك
فأنا أغار..
يا أسمري.. ابتعد عن
الليل حينما يظهر
وتعال اليّ فأنا أحبّ
اليك منه وأكثر دفئًا..
اترك نفسك بحضني
ليلك ونهارك.. واتركني
أتزيّن لك بكل ما تهوى..

-----------------
تيبس مكانه بعد أن فقدت وعيها بين يديه.. لم يعرف ما خطبها او ما سبب الذي جعلها تفقد وعيها بهذه الطريقة.. بقي ينظر اليها مذبهلًا متوترًا.. لقد كان سيجعلها زوجته حرفيًا ولكنها فقدت وعيها ولا تتنفس!

مدّ ساري يده بارتجاف ليضعها على فمها ليعرف اذ كانت تتنفس أم لا.. ولم تكن! فتركها وبخطوات مرعوبة من فكرة ان تكون ماتت بين يده هرع الى جناح والديه دون ان يستأذن حتى!
جذب والدته من يدها وهو يقول بتوتر:
- أمي ياقوت لا تتنفس.. تعالي لتتفقديها.. لا يجب ان تموت.. لا يجب!

ركضت أمه بجزع لتتفقد حال تلك المسكينة.. رفعت رأس ياقوت ووضعته في حجرها ثم هتفت بنبرة حادة:
- ناولني عطرًا ما.

- هل هي بخير؟
سألها ساري بتوتر فهزت رأسها بضيق:
- بخير.. فقط ناولني يا ساري.

امتثل ساري لأوامر والدته وناولها ما طلبت فوضعت هدية القليل من العطر ذو الرائحة الثقيلة على يدها لتدع ياقوت تستنشقه فتستفيق قليلًا وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ثم سرعان ما صرخت برعب افزع والدته:
- ابتعد عني.. لا تلمسني.. ابتعد!

- اهدأي حبيبتي.. انا بجانبك.
قالت هدية بحنو فتشبثت ياقوت بثيايها وهدرت ببكاء:
- دعيه يخرج ارجوك.. انا امقته.. اكرهه.. دعيه يخرج.

تطلعت امه اليه بعصبية فقال ببرود:
- لن اخرج!

تأففت هدية بحنق بسبب قساوة ابنها وعناده ثم بنعومة مررت اناملها بين خصلات شعر ياقوت التي تبكي بخوف وضيق..
دقائق معدودة وكانت ياقوت تغط في سبات عميق فمددتها هدية بحذر على السرير ثم همست بضيق:
- تعال معي الى الخارج للحظة.

سار وراء والدته بعد ان القى نظرة متمعنة على ياقوت النائمة.. توقفا بجانب مخرج جناحهما فتنهدت والدته وسألته بقهر:
- هل كنتَ تغتصبها يا ساري؟

- لم افعل.. واساسًا هذا حقي.. لا يوجد اغتصاب بين الزوجين!
رد ببرود فغمغمت والدته بضيق شديد:
- بل يوجد حينما يكون بالاكراه.. قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: 19].

ثم تطلعت اليه وهمست برفق لتؤثر على عقل ابنها عسى ان يلين قلبه قليلًا:
- ساري يا روح أمك انت خطفت البنت فكيف تتوقع ان تتقبل اقترابك منها؟ هي وحيدة هنا وصغيرة جدًا.. لا زالت طفلة حتى لو كان لديها الان اطفال هي لا تزال طفلة!

ابتسمت والدته بحنو ثم اقتربت منه وأمسكته من ذراعيه:
- يجب ان تتفهم اي تصرف يخرج منها.. يكفي الرعب الذي تعيشه وهي خارج قبيلتها.. ما تفعله معها لن ترضاه على واحدة من شقيقاتك.. اليس كذلك؟

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن