الفصل الثامن

53.3K 1.8K 396
                                    

اعرف انني لن أنساك..
وأعرف انني لن أقدر على
الخطو قدمًا ما دمت تتشعشع
بشراييني وأوردتي كالهلاك..
أعرف انني مهما حاولت الانكار
الا ان قدري العيش بين يديك..
مقدوري ان احيى واموت
أمام عينيك وبين ذراعيك..
فانت قدري ومقدوري
مهما حاولت الانكار..

------------------------
تأمل وجهها الأحمر بعد ان عتق ثغرها من شفتيه بعينين غامضتين قاسيتين.. يحقد على عائلتها كلها ولكنها ليست مثلهم.. ليس ذنبها انها شقيقة معتصم وكما ان غزالة ليس ذنبها..
ابتسم ساري بلؤم وهو يمسح دموع ياقوت بطرف اصابعه:
- شقيقك يوسف رفض الزواج بعائشة فاستغل احمد الموقف وطلب هو ان يتزوجها.

أغمضت ياقوت عينيها بآسى ودموعها تنهمر على خدّيها دون توقف فاسترسل ساري بقسوة:
- وحينما سألوه اذا سيتزوجك بعد ان احرّرك صمت.. لم يعد يريدك حبيب القلب! تخلى عنك بسهولة.

- كفى.. اصمت!
همست ياقوت بوجع رهيب فتجاهل كلماتها التي تعبّر عن معاناتها وتابع بوعيد:
- يعتقدون انني سأسمح باعادة مأساة غزالة بعائشة.. والله سأحرق روحهم.

حاولت ياقوت ان تبتعد عنه وتهرب بعيدًا بعيدًا الا انه منعها وهو يقبض على يدها بقوة ويزمجر:
- لا مفر لك مني فأين ستهربين؟ لم يعد يريدك أحدٌ غيري.. انا فقط الذي أريدك.. جميعهم تخلّوا عنكِ بسهولة.

- لا.. لا.. انا لا أصدقك!
صاحت ياقوت وهي ترفع يدها لتصفعه فأحمرّت عيناه غضبًا ليلوي لها ذراعها قبل ان تصل الى وجهه بينما يهدر بنبرة مرعبة:
- ايّاكِ! ايّاكِ ان تفكري مجرد تفكير برفع يدك عليّ! سأجعلك تبكين ندمًا.

- اكرهك انت وكل من هو مثلك!
هتفت ياقوت ببكاء وهي تتلوى بين ذراعيه فدفعها ساري بحدة وصاح:
- اكرهيني.. لا يهمني.. كرهك لي لا يساوي ذرة من كرهي لقبيلتك.

- كيف ارتاح يا الله؟
غمغمت ياقوت ببكاء وقهر يكاد ان يقتلها فقرّبها ساري منه وألصقها بصدره وقال:
- ارضي بواقعك.. بكونك زوجتي.. وانتمي لي فقط وحينها سترتاحين.

- لن افعل.. والله لن افعل.
جهرت ياقوت بجنون فعاد ليقبلها بقوة واصرار اكبر.. وكأنه لا يتقبل فكرة ابتعادها عنه بعد ان اعتاد وجودها في مملكته.. على أرضه.. يراها متى يحب شاءت ام أبت..
مشاعر مجنونة تخترق روحه فتزيده غضبًا من الجميع ومنها هي تحديدًا.. ولكن رغمًا عنه يجد نفسه يشفق عليها مع انه يقسو عليها.. يقسو ويجلد روحها بسيّاط كلماته وأفعاله..

كانت ياقوت تحاول دفعه كما لو انها تدفع السور الذي يحيط بقبيلتها.. لا يتزحزح ولا يهتز.. تتخبط وتضرب بينما روحها تكاد تخرج من جسدها.. وهنت عظامها من كل ما تعانيه وانسلخت الروح عن جسدها بعد ان عرفت بتخلي أحمد عنها كليًا.. كيف ستتقبل فكرة ان حلم الطفولة والفارس الحبيب تخلّى عنها والأفظع انه سيتزوج من عائشة وزواجهما سيتم بذات اليوم التي ستتزوج هي به من ساري؟!

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن