الفصل السادس عشر

47.2K 1.8K 308
                                    

كنت جبانًا اكثر مما يجب
وانا أطلق سراحك من قيد حبي..
كنت قاسيًا اكثر ربما وانا
احكم على علاقة لم تبدأ بعد بالفشل..
بيدي رسمت النهاية وبخنجري
قمت باغتيال احلامك الوردية..
خططت وحلمت معك الى حد الوهم
ووقت التنفيذ حطمتك وكسرت الوعد..
بتُّ في كل ثانية اتساءل بأي حق
قد اطلب المغفرة أو العفو بينما آثار
جريمتي لا تزال ندوبها تشوّه قلبك؟

----------------------
لا زال صوته الخشن يتردد في اذنيها.. تهديده وتحذيره لها.. لم تتوقع أبدًا أن تلتقي بأحمد.. ليس كهذا اللقاء على أي حال وهي في الواقع لا تدري ماهية مشاعرها تجاه أي شيء فكيف تعرف مشاعرها تجاه احمد؟ لقاءها بالشخص الذي كان كل حياتها بعثر كيانها.. هي تحقد على احمد ولا يمكنها ابدا ان تنسى القهر الذي تسبب لها به.. ولكن لا يمكنها أن تنسى بهذه السهولة أيامهما معًا.. احمد كان كل شيء في حياتها الى أن قرر أن يتخلى عنها في امس حاجتها له..

لم تخرج من جناحهما منذ أن ادخلها ساري اليه بعصبية.. تريد ان تفعل الكثير والكثير ولكنها حاليًا لا تقدر.. لا تستطيع فعل أي شيء لوحدها.. أجل.. هي تريد أن تنتقم.. تريد أن تقهر ساري وتؤلمه.. تريد أن تلقن احمد درسًا قاسيًا لا ينساه.. أن تجعله يدرك قيمة ما فقده.. وتود أن تحرق قلب ساري وهي تعرف من أكثر شخص يحبه ساري ولا تستطيع أن تؤذيه ابدًا.. غزالة لا تستحق المزيد من الانتقامات ولكنها الأقرب إلى ساري..

غطت ياقوت كامل جسدها بدثار السرير فور أن شعرت بوجوده داخل الجناح.. لا تود ان تراه.. تبغض تصرفاته وكلماته.. كل ما يبذر منه تكرهه..
أحسّت فجأة بجلوسه على السرير ثم بيديه تجذبها هي والدثار الى صدره.. إزدردت ياقوت ريقها بصعوبة حالما ابعد الدثار عن وجهها وهمس:
- لا احب أن تحجبي نفسك عني بشيء تافه كدثار السرير.

ابعدت وجهها ياقوت بقدر ما يسمح لها قربه القسري ثم غمغمت بشجاعة واهية:
- لا يهمني ما تحب وما لا تحب.

ابتسم ساري وهو يمرر يده على ظهرها بنعومة:
- ولكن انا يهمني ما تحبين وما لا.. وواثق انك تهتمين لما احب وما لا احب لأنني زوجك.

تجاهلت ياقوت يده التي تقربها منه وكلامه الذي لا يهمها وسألته:
- ساري.. هلّا بامكانك أن تشرح لي سبب تصرفاتك اليوم؟ هل بامكاني القول انك لا تثق بي ام انك تغار علي وتريد أن تؤذي احمد بأي طريقة ممكنة؟

عقد ساري حاجبيه بعصبية وغادرت الابتسامة العابثة شفتيه وهو يرد:
- انا اثق بك ولكن لا اثق بمشاعرك القديمة.. لو كنت لا اثق بك لم اكن سأبقيك زوجتي حتى هذه اللحظة.

- انا ابنة اعدائك التي تود الانتقام منهم من خلالي.. ولذلك لا تستطيع أن تطلقني بهذه السهولة.
غمغمت ياقوت بصوت اجش وهي تنظر الى عينيه بثبات.. فتنهد ساري وهو يعيدها الى صدره رغم محاولتها البقاء بعيدة عنه وقال بجدية:
- بعد زفاف غزالة سنغادر انا وانت القبيلة.. سأخذك الى مكان تحبينه ولا تتمنين العودة منه ابدًا.

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن