الفصل الثالث وعشرون

41.9K 1.7K 662
                                    

اعتدت على الشعور
بالغربة كما توهمتُ..
ولم أبالي بمغادرة الشمس
لصباحي كما قلتُ..
وحينما تهاجمني احزاني
افعل كما اعتدتُ..
بسمة تعذبني تحتل ثغري..
وأنين ذكريات تطلقه روحي..
ولخداع نفسي تخونني قوتي..
فتهجر الدموع مقلتي قلبي..
تنطفئ شعلتي.. تخمد مقاومتي..
وتحترق اوصالي في جسدي..

------------------------
كان تصرفها متهورًا ونتائجه وخيمة.. أن ترفع يدها على ساري العرّابي وتصفعه بينما تدافع عن رجل غيره وكأنها لا تدري بجنونه.. أن تعلنها صراحة وكأنها تجلده بعنف بسوطها وتقر عن حبها واحلامها.. كل تهورها وعصبيتها وكل قوتها وشجاعتها وكل كلمة تفوهت بها اضمحلوا بنظرة عينيه الملتهبة.. نظرة سوداء متوعدة.. ووجه كالصخر منحوت بقسوة شديدة..
ارتجف جسدها وهي تطالعه مصدومة خائفة.. تلعن خوفها وضعفها من قسوته.. لماذا يضربها هو ولا يخاف من رد فعلها بينما هي اذا فعلتها تشعر أن قلبها سيتوقف عن العمل في اي لحظة.. هذا ليس عدلًا بحق الله!

لثوان قليلة فقط تيبست مكانها كتمثال حديدي ثم سرعان ما كانت تستدرك نفسها وتتراجع الى الوراء كي تفر هاربة بحياتها.. لن يتركها.. مستحيل.. بالتأكيد سيعاقبها..
استدارت راكضة نحو الباب.. لا تريد اي شيء غير الهروب منه والاختفاء عن حدقيته.. بدا لها كأنها برفقة شيطان لا انسان والذعر تشعشع في كل أنحاء جسدها مفاقمًا من صخب خفقات فؤادها المكلوم.. يا الله هي تخافه.. تخاف عصبيته.. رغم كل شيء تخاف جنونه..

أطلقت ياقوت صرخة يأس مرتعبة حينما منعها عما تنتوي وهو يضمها الى صدره بقسوة بينما يهمس بجانب اذنها بصوت بدا بعيدًا عنه كليًا.. وكأنه ليس ساري.. لا كان شيطانًا!.. نبرته كانت باردة قاسية خطيرة اقشعرت بدنها بطريقة مثيرة للشفقة وهو يقول:
- الى اين يا زوجتي؟ الى اين ستذهب امرأتي التي تجرأت ورفعت يدها علي؟ الى اين يا حضرة العاشقة الخائنة التي تطلب الطلاق من زوجها لتذهب الى حبيبها؟ لا تقلقي سأخذك إليه!

انهمرت دموعها بخوف وهي تقاومه بينما يرفعها عن الأرض ليسير بها تجاه السرير.. كانت تقاوم ذراعيه التي تقبض على جسدها ككماشة متينة ليس منها خلاص.. لم تكن قادرة على رؤية بريق عينيه الوحشي بسبب ذراعيه التي تضم ظهرها الى صدره بعنف مؤلم.. بدا كل شيء واضحًا.. ماذا سيفعل ساري بها كانت تدري به.. وهي ليست جاهزة.. لا... ستموت فيكفيها الامًا.. موت احمد لوحده كسرها بل حطمها فصارت كالفتات تحتاج أن تلملم بقاياها..

صراخها كاد أن يصم أذنيها حالما ألقاها بخشونة على السرير.. فحاولت أن تنهض وتهرب الا انه بسرعة كان يرمي بجسده الضخم على جسدها مثبتًا ومقيّدًا جسدها النحيل..
اخذت تهز رأسها بلا هستيرية وهو يهمس:
- دعيني الان اجد لك سببًا حقيقيًا يجعلك تقولين انني مجرم وانك تكرهينني.. الآن سأدعك تتمنين لو انك فقدتِ نطقك قبل أن تتفوهي بجنونك.

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن