الفصل التاسع وعشرون

43.6K 1.9K 577
                                    

دثرتُ نقودَ عشقي في بنك موتي..
فتلهفت النفوسِ للنبشِ في قبري..
لتتأهب تُراب روحي وتصدّ سحجَ اعدائي..
ناجيتُ الأرواح الهائمة التي بجانبي..
وتوسلتها ان تغيثُ خلودَ عمري..
ولكن.. هيهات فيد شقائي إِستتلت اموالي..
لأعود مجددا الى ملاذها العاصي لأمري..
واتوه بين ساحر غربتي وساحر وجداني..

----------------------
كانت ليلة متعبة له بشكل غير طبيعي.. مهلكة لأعصابه.. وساحقة لقلبه.. لم تذق عيناه طعم النوم وهو يفكر بها.. خائف أن تتح:
- اين ياقوت؟ هل استيقظت ام لا زالت نائمة؟

أفسح يوسف له المجال ليدلف الى الداخل ثم رد بإستفزاز:
- ياقوت اختفت مجددًا.. ولكن قررنا عدم البحث عنها هذه المرة!

حدجه ساري بنظرة ساخطة حانقة بصعوبة يلجم بها رده على كتلة الاستفزاز هذه التي تدعى يوسف.. ثم تفاقم شوقه إليها وهو يسمعها تغمغم بصوت ناعس بعد أن خرجت من غرفتها بشعرها المشعث المنسدل حول وجهها الذي يحمل اثار النوم:
- ساري! لا زال الوقت باكرًا!

بدت انها من الاساس تتحدث دون أن تستوعب وجوده فدنى ساري منها بلهفة واضحة وجذبها الى صدره تحت وطأة نظرات يوسف المستنكرة..
- اذهبي وحضري نفسك.. يجب أن نعود إلى منزلنا حبيبتي.

جذبها يوسف من حضنه ليضمها إليه قائلًا:
- دع شقيقتي وشأنها.. هي حامل.. اخاف عليها من التعب.

ابتسمت ياقوت بحنو لشقيقها قبل أن تنفذ ما قاله ساري..
بعد أقل من ساعة كانت تعود برفقته الى المنزل بعد أن أخبرت عائلتها انها ستزورهم مجددًا.. طريقهما الى قبيلة العرّابي كان هادئًا سالمًا.. هي كانت صامتة لا ترغب بالحديث وهو كان يفكر بحيرة فقط إذ كانت قد أخبرت عائلتها عن حمل عائشة أم لا..

كانت غزالة متواجدة في المنزل لتبتسم لها على الفور وتقوم من مكانها لتحتضنها وتتساءل عن حالها.. بادلتها ياقوت العناق وهمست بصوت منخفض لم يسمعه غيرها:
- اعتذر لك على ما فعلته!

اتسعت ابتسامة غزالة وردت بهمس:
- لا بأس عليك.. انا اعرف كيف اتصرف واتعامل مع شقيقي!

ابتعدت عنها ياقوت وابتسمت بصدق ثم قالت بإرهاق:
- سأصعد لأرتاح قليلًا.. اشعر ان قدماي تؤلمانني وبصعوبة اسير عليهما.

فقط خطوة واحدة كانت تخطو قبل أن تشعر بجسدها يرتفع عن الأرض.. شهقت ياقوت بفزع بينما تزحف حمرة الخجل إلى وجهها وساري يغمغم بشقاوة امام والدته وشقيقتيه غزالة وعائشة:
- إذا كانت زوجة ساري العرّابي بغير قادرة على السير هناك ايدي جاهزة لحملها طيلة الوقت وأخذها الى اينما تشاء!

إرتفع رنين ضحكاتهن بينما والدته تؤنبه:
- ساري تأدب شقيقاتك موجودات! افعل ما تشاء في جناحك!

إبتسم ساري لوالدته قبل أن يوجه أنظاره لزوجته القابعة بين ذراعيه والخجل يزين محياها.. اجراس فؤاده اخذت تدق بعنف مؤلم وهو يتأمل احراجها وخجلها الذي يزيدها جمالًا فوق جمالها.. سمعها تهمس بإعتراضها الخجول لينزلها ارضًا ولكن بدى لها انها تتكلم لوحدها دون أن يهتم بالاصغاء الى ما تقوله حتى!..

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن