الفصل الثاني

61.4K 2.1K 768
                                    

أبحرتُ بين الميناء والميناء
سفرًا الى عينيك.. تائقًا..
قاومتُ أمواج السحر
كي لا تغتالني.. قسرًا..
كنتُ ولا زلتُ
في محرابك.. متعبدًا..
شتان عظيم بين سحرك
ومكرك، فحتى الشهيد
يصير مرة اخرى.. شهيدًا..

-----------------------------
بعد كلماته المرعبة صارت تصرخ بجنون.. تبكي وتدفعه بعيدًا عنها بصورة هستيرية.. خائفة منه حد اليأس.. تكرهه.. تكرهه بجنون.. كل خلاياها ترتجف بارهاق.. بخورٍ خدش قلبها المسكين والمرعوب..
لا احد يعرف ماهيّة شعورها في هذه اللحظة.. بدلًا ان تصبح زوجة لأحمد.. لحبيبها وحلمها منذ الأزل صارت زوجة لعدو قبيلتهم.. زوجة لرجل أقسى منه لم ترى قط..

أحست بشفتيه تدنو من وجهها وتلوّث بشرة وجهها بقبلاتها التي كانت وكأنها كمّاشة تخنق قلبها وتمنعها من التنفس كما يجب.. هزّت رأسها بنفي وهي تجاهد على ابعاده عنها..
يا رب.. هدرت ياقوت بنحيب وهي تضربه على صدره.. واستقبل ساري ضرباتها بهدوء واكتفت يداه بالقبض على ذراعيها بخشونة مؤلمة بعض الشيء.. وثغره أحرق وجهها بقبلاته التي اثارت اشمئزازها.. تنفر منه.. تكرهه.. لا تريده.. لن تقدر على التحمل أكثر.. ستنهار وستصعد روحها منهكة الى السماء..

- لا تفعل أرجوك.. ليس بهذه الطريقة!
صرخت ياقوت ببكاء حينما القاها ساري بعنف على السرير.. لا تريد ان يتغلغل جسدها الذل اكثر ويغترف من روحها المقهورة.. ستموت من قهرها وهي ترثي نفسها..

أحسّت بأنفاسه تلفح عنقها وكأنها نار.. حارّة كالجحيم ومخيفة حدّ الموت.. لم تتجرأ ان تفتح عينيها.. لم تتجرأ أبدًا وهمسه يصلها خشنًا ملتهبًا:
- كيف تخرجين دون حجاب؟ كيف تجرأتِ يا امرأة؟

لم ترد على سؤاله ودموعها تتدفق بجنون.. تجاهلت سؤاله وغمغمت برجاء باكٍ يقطع الأفئدة:
- ليس غصبًا يا ساري.. لستُ جاهزة.. لستُ جاهزة لأكون زوجتك فعلًا.. سأموت!

- انتِ زوجتي فعلًا.
هدر ساري بقوة وهو يلثم خدّها بخشونة فحاولت ياقوت دفعه عنها وهي تهدر بارهاق نفسي:
- صحيح زوجتك.. ولكن.. ولكن لا...

لم تعرف كيف توصل المعنى له.. متخبطة بخوفها وخجلها.. مذعورة اذا صحّ التعبير..
لم يبالي ساري بتعابير وجهها ولا انفاسها المضطربة بل هتف بهدوء غريب:
- يجب ان نتأكد من كونك عذراء! النساء ستدخل لتتأكد من عذريتك!

شحب وجهها وتوسعت حدقتاها ودون ان تعي كانت تحتد مقاومتها له.. تضربه بكل قوة وتشتمه بجنون.. كانت في حالة دفاع عن نفسها.. عن كيانها.. هشمت له وجهه وهو جامد كالصخر.. ينتظر نوبة جنونها ان تهدأ.. أنفاسها تكاد ان تنقطع عكسه تمامًا.. لم يتحرك ولو لبرهة بينما ضرباتها تنزل على صدره بعنف فهداويات اصيلات.. أظافيرها انغرست بعنقه ووجهه بقساوة حتى سال بعض الدماء..

وعندما رأى انها لن تهدأ سوى بطريقة واحدة مال عليها وقيّد قبضتيها بيدٍ واحدة وسرق قبلتها الأولى.. كان مسيطرًا ولكنه هادئًا على خلافها هائجة ومُسيطر عليها..

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن