الفصل الخامس عشر

46.4K 1.7K 264
                                    

فكرت دومًا بروعة الفجر
اذا بزغ من عينيك..
تخيلت الأجمل وانتظرت
شروق حدقتيك..
وإنصهر وتيني وانا
اتأمل إشراقة رمشيك..
وإستوطنت الإبتسامة
الثغر بإنعقاد حاجبيك..
فكرت دومًا بحسن
وجمال إحمرار خديك..
وإنفعلت وانا اتخيل همسات
الصباح تنبع من شفتيك..
تقطعت أوصالي شوقًا
وانا أفكر  بإبتسامتك الخجول
بينما أغمغم بحبي بأذنيك..
وتاهت حروفي وتاهت حواسي
وانا اقرأ الغزل في مقلتيك..

-----------------------
لم تتقبل ياقوت ان كل ما خططت له وحلمت به هدر هباءًا.. جلّ ما أرادته ان تحقق إنتقامًا بسيطًا من ساري على الأقل مؤقتًا.. ولكن لا شيء قد تحقق سوى انها تعاني الآن من قسوة قبضته على خصرها بينما الحصان ينطلق بأقصى سرعته نحو قبيلة العرّابي.. من أين عرف بأمر خروجها وكيف عرف مكانها؟ لا تدري.. ستفقد عقلها حرفيًا وصدى أنفاسه اللاهثة لا يساعدها البتّة لتفكر بعقلانية او بهدوء.. قلبها يكاد يثب من صدرها من شدة خفقانه.. الدموع تتلألأ بمقلتيها تأبى ان تذرفهم..

- إلى أين فقط كنتِ ستهربين مني؟
سمعت همسه الخشن يتوغل الى أعماق أذنيها، مسبّبًا لها رعبًا لا يُطاق.. لا بد انه يعتقد انها كانت ستهرب ولكنها لم تكن تنوي الهروب فإلى أين ستهرب؟ في منزل من ستختبئ منه؟
لم ترد عليه.. فقط أنفاسها المرعوبة كان ردها الوحيد بينما الغضب يكاد يعمي بصيرته وهو يفكر ما الذي سيحدث لو أنه لم يدركها.. أي فضيحة كانت ستتسبب بها له ولعائلتها أمام كل القبائل.. سيرة هروبها كانت ستصبح على كل لسان.. والأدهى إلى اين كانت ستذهب خارج القبيلة؟ كان من الممكن ان تتأذى بطريقة ما..

أفكار عديدة أخذت تعصف بعقله وهو يكاد لا يحتمل ان يصل الى منزله ليتفاهم معها كما يجب وفي جناحه.. ليلقنها درسًا قاسيًا حتى لا تفكر ان تهرب منه مجددًا.. ابدًا..
اخيرًا توقف الحصان بجانب المنزل فترجل ساري عن الحصان وبهدوء أنزل ياقوت التي حاولت ان تنزل لوحدها وتفرّ هاربة.. أدخل ساري الحصان الى الإسطبل ويدها لا تزال أسيرة يده..

- دعني أصعد لوحدي.
غمغمت ياقوت بنبرة مرتجفة فضغط ساري على يدها بقوة أكثر ثم همس حينما دلفا الى المنزل:
- لا تصدري الآن اي صوت.. لا بد انهم نائمون ولا أريد أن أوقظهم بسببك.

وضعت ياقوت يدها الحرة على شفتيها، محاولة ان تكتم لهاثها المرعوب منه ومما سيحدث لها.. إذا تجرأ وضربها حقًا ستهرب.. يا الله هي فعلًا خائفة..
أغمضت عينيها لوهلة حالما أدخلها ساري الى جناحهما وأغلق الباب.. ثم تلقائيًا تراجعت الى الخلف وهي تغمغم:
- لقد كنتُ سأعود لوحدي لأنك تأخرت.

- لوحدك وفي منتصف الليل؟ على من تكذبين انتِ؟
صاح ساري بعصبية وهو يجذبها من مرفقها بعنف ليقربها منه فحاولت ياقوت ان تطمس رعبها منه وتتحلى ببعض الشجاعة..
- لم أنوي ان أهرب حقًا مثلما يفكّر عقلك المتخلف.. والله كنت سأعود الى هذا المنزل فقط.. ولا يهمني اذا صدقتني ام لا.. ولكن يجب ان تعرف انني أقول فقط الصدق.

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن