عشق ليس ضمن التقاليد

נכתב על ידי AseelElbash

2.2M 79.6K 17.8K

&&حقوق النشر محفوظة ومطبوعة فقط بأسمي انا اسيل الباش&& The highest ranked : #1 in romance.. #الرواية تدور أحد... עוד

المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس (الجزء الاول)
الفصل السادس (الجزء الثاني)
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
مهم جدًا
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
note
الفصل السابع عشر (الجزء الاول)
الفصل السابع عشر (الجزء الثاني
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي وعشرون
الفصل الثاني وعشرون
الفصل الثالث وعشرون
الفصل الرابع وعشرون
الفصل الخامس وعشرون
مهم
الفصل السادس وعشرون (الجزء الثاني)
الفصل السابع وعشرون
الفصل الثامن وعشرون
مهم جدا
الفصل التاسع وعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي وثلاثون
الفصل الثاني وثلاثون
الفصل الثالث وثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون والاخير
الخاتمة
شعلة بين الضلوع
اعلان هام جدًا
حقيقة
التحذير الأخير

الفصل السادس وعشرون (الجزء الاول)

37.5K 1.7K 364
נכתב על ידי AseelElbash

في بعدك.. من يوقد شمعة الغزل..
ويعزف على جسدي ألحان الشغف..
ويموج بروحي كرياح المطر..؟
في بعدك.. بمن اتشبث؟
وبمن اتغزل؟ وبمن اتأمل؟
لقد احببتك فوق الحب حبًا،
وعشقتك فوق العشق عشقًا،
رغم بعدك.. ودون قربك..
ورغم ليالي جفاء التنائي..
ودموع الايام.. وشجن الكلمات..

---------------------------
إتسعت عيناها برعبٍ شديد بينما اخذ قلبها الذي خارت قواه ينبض بقسوة، غير عابئًا بوهنه.. طالعتهن ياقوت دون تصديق للحظات طويلة.. ثم سرعان ما كانت دموعها تسيل على وجهها وهي تغمغم بنبرة ضعيفة مكسورة:
- ماذا قلتِ؟ انا.. انا ماذا؟

بتعجب اجابتها الداية:
- انتِ حامل!

- لا!! لا!!! مستحيل!!
صاحت ياقوت بعنف وهي تجهش ببكاء حاد لتطالع غزالة السلطانة فتفهم نظرات كنتها وتقوم بالخروج برفقة الداية من الغرفة..
قالت غزالة ببكاء متأثرة بانهيار ياقوت:
- ياقوت لا تفعلي ذلك بنفسك! لن يجبرك احد على اي شيء!

صرخت ياقوت بمرارة وهي تضرب السرير الذي ترقد عليه بقبضتيها بعنف:
- لا!! لا يا الله! سوف تجبرونني على العودة إليه وانا لا اريد ان افعل.. لا اريد! لا!! لا يا الله!
رفعت ياقوت رأسها فجأة وتطلعت أمامها بعينين شاخصتين للحظات معدودة قبل أن تنظر الى بطنها بجنون:
- اين هي؟ اين تلك الداية؟ قومي بالنداء عليها لتخلصني من هذا الطفل اللعين؟ ناديها والا سأقتل نفسي!

زجرتها غزالة بحدة:
- هل جننتِ يا ياقوت وفقدت عقلك؟.. هذا حرام! كيف سيهون عليك أن تقتلي روحًا لم تلد بعد؟ هذا طفلك.. من رحمك.. سيكون سندك وسيرفع لك ظهرك.

أغمضت ياقوت عينيها ودموعها تنهمر وتنهمر دون تريث.. ثم انتحبت هاتفة:
- سوف تخبرونه عن مكاني بحجة انني حامل.. لن اعود اليه.. لن افعل! اقتل طفلي ولا اعود اليه.. هل تفهمين؟

- قسمًا بالله لن أخبره.. وان ادع خبر حملك يصل اليه أبدًا ولكن لا تفعلي ذلك بنفسك.. انت تريدين الراحة والبعد.. ولكِ ما أردت.. حتى اذا اردتِ بعد أن تلدي سيبقى موضوع حملك سرًّا ومُخفى عن الجميع.. انا اعدك!
غمغمت غزالة بنبرة صادقة وهي تضم ياقوت الى جسدها التي همست بنبرة بائسة:
- انت تكذبين.. تحاولين أن تخدعيني، اليس كذلك؟

هزت غزالة رأسها سريعًا نافية:
- قسمًا بالله العظيم لا اكذب.. انا لن أخبره أبدًا عن مكانك يا ياقوت ولا احد سيخبره.

رفعت ياقوت رأسها تحاول أن تستنبط الصدق في مقلتي غزالة.. ثم إزدردت غصتها الخانقة وشحوبها يزداد بينما تغمغم بنبرة موجوعة:
- لماذا هناك دائمًا ما يربطني به؟ اريد ان ارتاح.. قلت ان ببعدي عنه سأرتاح ولن يكون هناك بعد الآن ما يجمعني ويربطني به.. ولكن ها هو هذا الطفل يربطني ويذكرني به مجددًا.. لماذا؟

ردت غزالة بهدوء متفهمة خوفها وحزنها:
- ياقوت حبيبتي الحمل ليس شيئًا عجيبًا.. انت متزوجة منذ فترة لا بأس بها وهو يقترب منك منذ فترة.. كان لا بد أن يحدث الحمل يومًا ما.. واحمدي الله أن الحمل حدث وانت بعيدة عنه والا ما كان سيدعك تغيبين عن نظره لو لدقيقة واحدة.. اكثر ما يتمناه طفلًا منك انت خاصةً.. ادري انه عذبك كثيرًا وانا على الرغم من كوني شقيقته لا أرضى بظلمه لك.. محال أن ارضى لأنك انثى مثلي.. ادري بمقدار وجع الظلم ومرارته.

إختنقت نبرة صوتها وهي تسترسل فيظهر الألم العميق الذي يكمن داخلها:
- انا أيضًا تعذبت وفقدت طفلي بسبب ظلم شقيقك لي.. لذلك اخبرك أن لا تفقدي طفلك واهتمي به.. سيكون سلاحك ضد كل من يتجرأ ويؤذيك.

وضعت ياقوت يدها على بطنها تتحسسه برقة ثم همست:
- وإذا لم يكن وحاول أن يكسر ظهري؟ اذا عرف ساري به وحاول أن يعيدني اليه؟ ماذا سأفعل حينها؟

إبتسمت غزالة بحنو:
- انت اقوى منه يا ياقوت.. تذكري أن بداخلك نقطة ضعفه.. انت تحملين اغلى روحين على قلبه.. تحملين روحك وروح طفلكما!

زفرت ياقوت بوهن ثم هزت رأسها بعزم وهي تعيد النظر إلى بطنها..
- اريد ان انام.. دعيني لوحدي من فضلك!

******************
وقف قسورة ينظر إلى السماء بعينين جامدتين وخنساء تقف على بعد منه تتأمله بتعاسة.. كان شاردًا واجمًا.. ملامحه لا تشي بشيء.. فقط الجمود يستوطن ملامح وجهه الجميلة..
تتذكر حينما عاد إلى المنزل ودماء معتصم وعزيز تلطخ ثيابه ويديه..
حينها كادت أن تفقد عقلها رعبًا عليه وما أن همت بسؤاله والصراخ كان يهتف بنبرة حادة مقتضبة
"اخذت بثأر شقيقك وبثأر طفلنا"
وقبل أن تحاول مرة أخرى الحديث كان يرفع كفه قائلًا بخشونة
"لا اريد ان اسمع اي كلمة الآن.. دعيني لوحدي فقط"
ثم غادر بعد ذلك تاركًا إياها لا تعرف ماذا حدث أبدًا والقلق يعصف بها عصفًا..

تنهدت خنساء بمرارة ثم دنت منه بإرتباك لتغمغم بوهن بينما تمتد يده لتلمس ذراعه برقة:
- قسور هل ستبقى على هذا الحال طيلة اليوم؟

لم يرد عليها وبدى أنه من الاساس لم يسمعها.. فهزت خنساء ذراعه بخفة:
- حبيبي.. قسور.. انظر الي!

هز رأسه بخفة ثم تطلع إليها وقال بخشونة:
- ماذا هناك يا خنساء؟

تأبطت ذراعه وتساءلت بنبرة شجية:
- ما خطبك حبيبي؟ ما الذي. يؤرق مضجعك ويزعجك الى هذا الحد؟ ما الذي يحزنك؟

اشاح قسورة بعينيه وهتف بنبرة قاسية تحمل في طياتها وجعًا عميقًا:
- لا شيء عدا انني قتلت روحين اليوم.. فقط قتلت اثنين من أبناء عمومتي! معتصم وعزيز! ما رأيك خنساء الان؟

إتسعت عيناها بنظرات مصدومة مذبهلة وسارعت دموعها للتجمع في مآقيها:
- هما؟!!! هما من قتلا شقيقي؟! من قتلا احمد؟ لماذا؟ لماذا؟

هزت رأسها بذعر ووجع وهي تدمدم بعدم وعي ودموعها تتدحرج على وجنتيها بقساوة مشاعرها الموجوعة:
- يا الله! كيف طاوعهما قبلهما أن يقتلا ابن عمهما؟ ما هي الفائدة؟ احمد لا يستحق! لعنة الله...!

صمتت سريعًا وهي تستوعب أن قسورة قتلهما وصارا الاثنان الآن تحت التراب فغمغمت بصوت مرتعش:
- قسورة!! هل انت بخير؟

زلفت منه أكثر لتحيط وجنتيه بكفيها بينما تطالعه بحزن وقبل أن تحاول الحديث كان قسورة ينحني برأسه ليقبلها بقوة محاولًا قدر الإمكان إقصاء فكرة انه قتل اليوم شخصين من عائلتهما..
قبلته لها كانت عنيفة ومع ذلك تجاوبت معه خنساء وهي تكاد تصرخ من قسوة عناقه لجسدها..
كان في عالم اخر كليًا.. يحارب به تأنيب الضمير.. الخوف من الله.. الخوف من القادم.. الخوف من العداوة التي ستنشأ لا بد بين أفراد قبيلته..
انتقم وأخذ بثأر ابن عمه وبثأر طفله ولكن ليس سهلًا أبدًا أن تقتل روحين بجمود وبلا مبالاة خاصةً إذا كانا يقربانك.. ليس سهلًا أبدًا..

استشرست قبلته عنفوانًا مؤلمًا وشفتيه تؤدي طقوسها حول وجهها وعنقها.. ثم طال بهما الليل وطال وقسورة ينهل من شغفها دون اكتفاء ودون أي تروٍ.. وهي رغم كل شيء احتوته برحب الصدر.. رغم قسوة لمساته وعنفوان مشاعره.. احتوته بقلب امرأة عاشقة وبادلته جنونه بتوق وشغف كبير دون الحاجة للحديث أو التفوه بالكلمات التي لا معنى لها مؤقتًا.. دون الحاجة لاي شيء سوى الشعور بالبعد يندثر بينهما والاحتواء يلتحم بينهما بجنون..

******************
بعد اسبوع..
تلبث يوسف قبالة باب منزل فؤاد وغزالة بقلب ملهوف ومنقبض في آنٍ واحد..
كان قد بعث فؤاد بأحد من رجاله ليطلب وجوده.. وبعد أن تحدثا عرف يوسف من فؤاد أن ياقوت تختبئ في منزله..
كان بحاجة لشقيقته.. أن يحتويها.. أن يشعر أنها على قيد الحياة ويطمئن على سلامتها.. أن يضمها لصدره ويشعر انها هي أيضًا لم تتركه لوحده في هذه الدنيا وتغادر..

حينما فتح فؤاد الباب واشار له بيده أن يدخل بلغ به التوتر منتهاه.. من سيلتقي بها هي شقيقته فلماذا كل هذا الخوف والتوتر؟ على الرغم من كونها هي من طلبت أن تراه ولولا طلبها لم يكن ليعرف مكانها أبدًا إلا أنه مذعور من فكرة أن تكون سواء حالتها الجسدية أو النفسية سيئة..

- السلام عليكم.. هي في هذه الغرفة!
همست غزالة باستحياء ليهز يوسف رأسه بإمتنان ويطرق الباب بقبضته عدة مرات فيوافيه اذنها له بالدخول..
التقط يوسف أنفاسه بصعوبة ودخل ثم اغلق الباب خلفه ورآها... رآها جالسة على السرير بضفيرة طويلة مرتاحة على كتفها الأيمن بينما بعينين رقراقتين تنظران له بلهفة وآسى..
لم تتردد قدماه للحظة وهي تقوده إليها ليجلس بجانبها على طرف السرير ثم يأخذها سريعًا في حضنه وتنهمر دموعه ودموعها..

بقي يوسف يريد عبارة "حمدًا لله" بصوت عالٍ بينما ياقوت اخذت تردد اسمه بضياع واستنجاد..
بعد دقائق طويلة بعض الشئ ابتعد يوسف عنها ليحيط وجهها بكفيه وسألها:
- كيف حالك يا ياقوت؟ هل كنتِ طيلة الوقت هنا؟

اومأت برأسها مستنزفة تمامًا:
- منذ اللحظة التي هربت بها منه وانا هنا.. اختبئ في منزل شقيقته.

- الم يعرف بعد بمكانك؟
تساءل بتوجس فهزت رأسها تنفي سريعًا وغمغمت:
- لا احد يدري.. لا هو ولا غيره.. انا مرهقة يا يوسف! انا اتألم للغاية!

قبّل جبينها وسألها بحنو:
- هل اخذك برفقتي الليلة؟ هل تريدين المجيء إلى منزلي؟

- لا! سيعرف مكاني.. ربما يراقبك وانت لا تدري! سأبقى هنا فهو لا يشك بشقيقته غزالة ابدًا!
تمتمت برعب ليتنهد قائلًا:
- سأحاول أن أجد طريقة احضرك بها الى منزلي.. انت لن تبقي طيلة الوقت في منزل فؤاد ما دمت اعرف مكانك!

تنهدت ياقوت بوهن ثم تساءلت بتردد:
- ما هي اخبار القبيلة؟ اقصد.. يعني العائلة؟

إستفحلت وطأة الكماشة التي تخنق فؤاده وهو يتذكر الايام الماضية بتعاستها ومرارتها.. موت احمد ثم معرفته بقاتله ثم موت معتصم وعزيز..
أغمض يوسف عينيه مرتبكًا وخائفًا.. لا يدري إذ كان من الصواب أن يقص على ياقوت كل الاحداث الماضية وخاصةً موت شقيقهما معتصم بسبب قتله لأحمد..

تمتمت ياقوت بتخفر عندما لم تجد منه غير الصمت:
- يوسف.. هل الاخبار لا تسر؟ ماذا هناك؟ أخبرني!

جذبها الى صدره ليضمها بقوة ثم همس بشحوب:
- لا شيء! لا شيء!

- يوسف!
اعترضت بإستنكار وهي تحاول الابتعاد عنه فيثبتها بحضنه ويغمغم بآسى:
- انا وحيد يا ياقوت! ليس لي غيرك الآن.. اخاف ان اخبرك فتتأذي.. لست مستعدًا على خسارتك انت الأخرى بعد أن وجدتك.

استسلمت له وهمست بضياع:
- انا لا افهم! ماذا تقصد؟ لن تخسرني! لا تقلق علي!

زفر انفاسًا حارة تكوي روحه ورد بكذب:
- اقصد بسبب موت احمد.. انت لن تتحملي اي شيء اخر.. وانا لا اريد ان ألقي همومي عليك إذ أن همومك تكاد أن تهدم جبلًا!

سالت دموعها دون أي تريث وهمست بشحوب والم بينما يدها ترتفع لتحيط اسفل بطنها بخوف:
- انا حامل يا يوسف! هذا هو همي الكبير حاليًا! انا مذعورة! مذعورة أن يجدني ساري ويعيدوني إليه بحجة الحمل.

للحظات لم تظهر أي رد فعل منه فإبتعدت عنه بتوجس لتطالع ملامحه المصدومة.. إرتعشت شفتيها لتغمغم ببؤس وخوف:
- انا ايضًا لا أريده!

أعادها يوسف سريعًا إلى صدره يهتف بآسى:
- لا يا ياقوت! لا حبيبتي! لا ذنب للطفل أن يموت بسبب كرهك لوالده! لا يستحق! بالعكس استغلي حملك لتكوني اقوى! في رحمك روح أن شاء الله ستكون سندك وقوتك حتى الممات.

حمد الله أنه لم يخبرها عن موت معتصم.. يخشى أن يؤذيها وهي حامل..
لثم جبينها قبل أن يسمعها تقول:
- أن شاء الله سأحتفظ به وسأحميه.. ارجوك يوسف لا تخبر اي شخص بمكاني.. وانتبه جيدًا حينما تزورني!

******************
وضعت حسناء يدها على بطنها الذي ازداد انتفاخه بشكل ملحوظ وهي تبتسم بحب شديد.. وإتسعت ابتسامتها العاشقة اكثر حالما شعرت بيدي زوجها تطوقانها بقوة وبشفتيه تتجولا على خدها وعنقها بينما يهمس بعشق:
- اشتقت لكِ! كيف اهون عليك وتدعيني وحدي بسبب هذا الولد العاق قبل أن يولد!

ضحكت حسناء ملئ شدقيها واستدارت لتحيط عنقه بذراعيها مغمغمة بدلال:
- اشتقت لك انا بجنون يا روح حسناء.. ولكن انت تدري بحملي.. والان انا أصبحت بحال افضل وسأغدقك بدلالي انا وطفلنا البار.

ومضت عينا أيهم بنظرات خبيثة وقال بمكر:
- اثبتي لي الآن حبيبتي.. لأنني عاشق مشتاق حد النخاع.

رفعت جسدها قليلًا تقف على أصابع قدميها بينما تلمس شعره بحنو.. وبخجل قبلت طرف شفتيه وهمست:
- احبك يا أيهم! وطفلي لأنه منك اعشقك!

لم يغمض عينيه مستمتعًا بمشاعرها التي تغلف وجهها وهي تتغزل به.. اخذت عيناه تراقب إغلاقها لعيونها مستسلمة تمامًا لتيار مشاعرها الذي كاد أن يجرف قلبه الى الهلاك وهو يخفق بعنف ليس له حدود.. احتدت وتيرة أنفاسه بسبب أنفاسها اللاهثة التي تقابل أنفاسه بعنف ورقة..
بمشاعر عنيفة ارتفعت يده ليمررها على ظهرها بنعومة شديدة يقرّبها منه أكثر، محاولًا بصعوبة اخفاء ضحكته الشقية من شعوره ببطنها المنتفخة تعيق قربه منها كما يجب ثم جاهد للتركيز بكلماتها التي كادت أن تهلك فؤاده هيامًا:
- الفترة التي غبت بها عنك حبيبي كنت اموت ببطء.. احبك كثيرًا ايهم ولا استطيع أبدًا الابتعاد عنك.. معك انت فقط اشعر بالحب.. اشعر انني انثى مميزة..  معك فقط يا روح وقلب حسناء!

همسها بهذه الكلمات بالقرب من شفتيه لم يفاقم الا من جنون عاطفته ليرفعها حتى تصل طوله ثم دون أي حرف اقتحمت شفتاه ثغرها بشغف وشوق شديد.. بادلته حسناء شغفه ويدها تحيط رأسه بحب ممررة اناملها بين خصلات شعره بنعومة ليتوجه بها إلى غرفة نومهما بينما ذراعيه تتنقل بجنون على جسدها..

بعد عدة ساعات..
توسمت حدقتا ايهم النظر بحسناء المتوسدة صدره بينما يده تمر بحب على ظهرها بعد جولة طويلة من العشق كان يبثها من خلالها جنون حبه لها..
تنهدت حسناء مسمتعة بلمساته الرقيقة ثم رفعت وجهها إليه وتمتمت بدلع:
- حبيبي..

إبتسم وهو يرفع لها حاجبه، هامسًا:
- عيونه لحبيبك.

إتسعت ابتسامتها لتقبل صدره بحب ثم تقترح بتساؤل:
- ما رأيك أن نفكر معًا بأسم لطفلنا أو طفلتنا؟

- اذا طفلة فسيكون اسمها علياء على اسم أمي.
رد أيهم بجدية لتبتسم وتغمغم بتوتر:
- بالتأكيد حبيبي ومن الأساس اسم أمك جميل جدًا.. وانا افكر يعني أن لو كان طفلًا.. اقصد انني اقترح فقط أن يكون اسم الولد.. يعني اقصد...

صمتت حسناء بإرتباك وخوف وهي ترى انعقاد حاجبيه وكأن سحر لحظاتهما قبل قليل ينقشع بعيدًا..
هتف أيهم بنبرة صارمة وقد أدرك ما تريد التفوه به:
ماذا يا حسناء؟ تابعي.

عضت شفتها السفلى قبل أن تقول برجاء:
- لقد قطعت وعدًا على نفسي! ارجوك!

أبعدها عنه برقة لتعتدل وتسند ظهرها على ظهر السرير في حين نهض أيهم وهتف بعصبية:
- حسناء انا أفهم جيدًا ما تريدين الوصول إليه.. ولكن في احلامك أن اسمح لأسم شخص اغار منه عليك على الرغم من كونه تحت التراب الآن أن يكون بيننا.. هذا الاسم مجرد أن أسمعه يحرق أوصالي.. محال يا حسناء! وعدك بإمكانك أن تلقيه عرض الحائط اذا كنتِ لا تريدين حقًا رؤيتي مجنونًا.. وايّاك ثم ايّاك أن اسمعك تحاولين الحديث بهذا الموضوع مجددًا.. هل تفهمين سيدة حسناء؟

صمتت حسناء دون أن تعقب ليزمجر بعنفوان:
- هل سمعت ماذا قلت ام اكرر؟

اومأت برأسها دون أن تنبس ببنت شفة ليدنو منها بعينين شرستين ويهدر بتهديد:
- هل فهمت وسمعت ماذا قلت؟ لم اسمع الى الآن جوابًا منك!

طأطأت ثم أجابت بأختناق:
- حاضر! لقد فهمت.

حدجها أيهم بنظرات دامت للحظات طويلة كانت تحاول خلالها التماسك وعدم البكاء.. ماذا كان سيحدث لو اخبرها بتفاهم عن رأيه؟.. بأمكانه أن يتحدث دون صراخ.. ولكن الرجال كلهم مثل بعضهم البعض.. مجانين!

******************
بعد ثلاثة اشهر..
لم يكن ساري يدري بحمل عائشة.. لم يكن يعرف بحملها اي احد عدا والدتها وشقيقتيها.. كان كل تفكيره يأخذه اليها فقط.. الى ياقوته.. التي اشتاقها بجنون ولم يمل الى الآن من البحث عنها.. سيجدها أن شاء الله.. لا بد أنه سيجدها.. ولو بعد سنوات سيجدها وسيعيدها الى جناحه ليغدقها بجنون عشقه دون اكتفاء.. سيجدها ولن يدعها تغيب عن عينه ولو للحظة..

كان قد تحدث مع عائشة صباح اليوم.. بعد أن كادت روح جسده أن تذبل روح من شدة يأسه واشتياقه لياقوت.. وعرف بموضوع حملها عندما رآها تتقيأ بسبب حملها.. لم يكن يجلس كثيرا في المنزل فلم يكن يراها كثيرًا ويرى اثار الحمل عليها.. لكن صباح اليوم اعترفت له بكل سهولة بحملها وطلبت منه برجاء أن يبقى موضوع حملها بينهم فقط.. لا تريد أن يعرف اي شخص من قبيلة الفهدي.. وهو وافقها قبل أن ينظر إليها بتمعن ويقول بآسى:
- الا تعرفين مكانها يا عائشة؟ اخبريني انك انت من ساعدتها على الهروب! صارحيني وقسمًا بالله لن اعاتبك أو اعاقبك.. فقط اريد ان اعيدها الي.

بخوف مطموس داخل صدرها كانت تجيبه:
- لا والله انني لم اساعدها على الهروب يا ساري.. ولو كنت اعرف مكانها لأخبرتك.. انت في النهاية شقيقي! بالتأكيد لن اراك تتألم هكذا وابقى صامتة!

- اصدقيني القول يا عائشة!
هتف ساري بجدية لترد عائشة بهدوء:
- انا صادقة يا ساري.. لا اعرف مكانها.. لن اكرر تجربتي بعد المرة الأولى التي ساعدتها بها على الهروب.

هز ساري رأسه بآسى ثم غادر متوجهًا الى منزل شقيقته غزالة ليتحدث معها فهي الوحيدة التي تفهمه..
وفي طريقه اشترى لها بعض الاغراض كالخضار والفاكهة والمكسرات ثم توجه إلى منزلها..
رحبت به شقيقته فهذه ليست المرة الأولى التي يزورها بها بعد هروب ياقوت.. وياقوت طيلة الوقت اساسًا لا تفارق غرفتها وحمدًا لله أن كل مرة يزروها يغادر دون أن يشعر أو يشك بإختباء ياقوت في منزلها..

كانت غزالة على معرفة ان ياقوت موجودة في غرفتها فلذلك تصرفت براحة أكبر وهي تقول لشقيقها:
- ساري حبيبي ضع الاغراض في المطبخ وتعال لنجلس ونتحدث.

اومأ ساري ثم اتجه بقلب مرهق من شدة شوقه لحبيبته التي هجرته ووضع الاغراض على الطاولة الخشبية دون أن ينتبه أن من هاجرته تقف بجانب نافذة المطبخ تنظر عبرها الى السماء بكآبة..
ظنت ياقوت أن غزالة من دخلت إلى المطبخ فهمست بتعب دون أن تشيح ببصرها عن السماء:
- غزالة.. هل ابدأ بتحضير الغذاء الان ام بعد قليل؟

لثوانٍ معدودة شعر بجسده كله يتجمد وقدميه بصعوبة شديدة تستدير لتتأكد عيناه من وجودها أمامه.. حدقتاه إتسعتا ومشاعر شتى هاجمته دون رحمة.. خوف.. لهفة.. فرح.. تعب.. غضب..

- ياقوت!
تمتم ساري بنبرة قاسية غير مصدقة وكأنه يشرب حروف اسمها بنهم فإستدارت ياقوت بسرعة بقلب مذعور وقبل ان يدنو منها خطوة واحدة كانت تصيح بفزع وسعادتها الوهمية تختفي وتضمحل:
- لا!!!! غزالة ساري!!!!! لا!!!! لا!!!!!

--------------------------
يتبع..
غدًا تكملة الفصل ان شاء الله..

رأيكم بالفصل رغم قصره؟
وتوقعاتكم..

مع حبي:
اسيل الباش

המשך קריאה

You'll Also Like

294K 13.5K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
237K 8.1K 10
دوما كان حبيبها ..لم تعرف حبيبا سواه ..ولن تفعل .. حتى عندما قررت الزواج من غيره ..كان قرار العقل ..فلقد كبدها قلبها من قبل الكثير من الاوجاع .. وال...
110K 2.1K 6
رفع عينيه عن الملفات التي كان يقرؤها عندما دخلت غرفة مكتبه وتسلل إلى انفه رائحة عطرها الخفيف المميز. وبرغم دهشته التي ظهرت جلية في ملامحه إلا انه لم...
980K 79.3K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...