للمرحوم ملأ أقا جان مشرب آخر استمد منه كثيرآ في مسألة النضج المعنوي له ورفاقه .
وذلك هو زيارة الائمة عليهم السلام بل زيارة الأئمة عليهم السلام.انه يستمد الكمالات من مراقد الأئمة عليهم السلام فالائمة أحياء يجيبون زائريهم ولهم مراقدهم عنايات خاصة بالشيعة والزوار .
ومن أجل هذا فإن طريق السير والسلوك اذا انغلق امام واحد من اصدقائه فإنه كان ياخذه لزيارة أحد الأئمة.
وهو كثير ما يذهب إلى مشهد لانه كان ساكنا في ايران، ولأن زياره الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام هي أفضل الزيارات هناك.
في نفس السفرة التي تعرفت فيها لأول مره عليه كان يصحبه عدة شبان من طهرا.
وهؤلاء قد فازوا بكثير من المعنويات بفضل بركة الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام حتى تحرروا من اغلب الحجب.
كان يعتقد أن الترقي الروحي مما لا يمكن بعد إداء الواجبات وترك المحرمات الا بالتوسل الحقيقي الجاد باهل بيت العصمة والطهارة.
انهم عليهم السلام وسيلة ارتباط افراد البشر بالله في كل شيء، في الماديات والمعنويات.
وقد ورد في دعاء الندية( اين السبب المتصل بين الأرض والسماء )؟
اي اين الإمام الذي هو واسطة وصول فيوضات الله إلى الخلق ؟
كان يقول:حين يرتفع الإنسان إلى درجات عالية من الترقي الروحي فأن صفاته الحيوانية سوف تكون منقاده لقواه الروحيه ... حتى تغدو كل قوى الجسد متأثره بالقوة الروحية.
وكان يقول: اول حاسة من حواس الجسم تقع تحت تأثير الروح هي الذائقة ... (حين اذكر حبيبي يحلو مذاق فمي) هذه حقيقة حين يكرر العاشق اسم حبيبه يعذب مذاق فمه ... أليس كذلك؟
كرر عبارة(يا صاحب الزمان)سبعين مرة في الاقل مع اعتقادك ان الإمام الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه يسمعك وانت تحبه.
ثم لاحظ بعدها اصار فمك حلو أم لا؟ على عكس الشخص الذي يثير تذكرة انفعالك وغضبك رمز اسمه مرات كثيرة ثم أنظر أصار طعم فمك مرآ أم لا؟
ان هذا الأثر يحدث لكون الروح في البدن ولكونها مرتبطة بالقوى الحيوانية.
تظهر في الذائقة لذة وحلاوة وذكر الحبيب ومن هذا ما نقوله في إذن الدخول على الائمه عليهم السلام(و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم)
بعد الذائقة يظهر أثر قوة الروح في حاسة الشم قد يكون الانسان احيأنآ وحده في خلوة ولم يمس اي نوع من العطر ولكنه يحس بغتة ان ما حوله قد تعطر بعطر فواح ولكنه لا يلبث أن يختفي.
لي صديق يعتقد انه لدى حظور روح اي واحد من الائمه عليهم السلام يستطيع أن يميز كل أحد منهم عليهم السلام من خلال عطره الخاص ربما كان هذا الموضوع مسلماً إلى هذا الحد فأن حاسة الشم لدى الإنسان تنفعل بالاحاسيس الروحية والمعنوية حتى يحس بعطورها المعنوية.
-كنت يومآ في مجلس مع عدد من أصدقاء المرحوم وكان منشغلآ ببيان بعض فضائل اهل بيت العصمه عليهم السلام حينما شم كل الحاضرين عطرآ لا نظير له بين عطور الدنيا ولقد أجاز لنا نقل هذه الواقعه بعد ان شم الحاضرون العطر وتنبهوا لذلك .
في أغلب الليالي التي يمضيها في مشهد تعود ان يجلس في الايوان الذهبي للصحن الجديد وحوله اصدقاؤه وقد حدث عدة مرات ان فاح عطر مع هبة نسيم لطيف وكان يعتقد أن ارواحآ أو ملائكه كانت في تلك اللحظة تقصد الحرم الشريف.
حين كان ملأ أقا جان يعقد مجلس الدعاء والتوسل كان لا يكف عن الضراعة والتوسل حتى يتيقن ان الغرفة قد غمرت بالعطر الروحي وكان احيانا بعد أن يغمر العطر المكان يتاؤه ويقرأ هذا البيت لبكاء العشاق...
"اذا ما احتضنت خيالك عند الليالي... يَضوع فراشي سحيرا بعطر الزاهر"
انه يعتقد ان الروح حينما تقوى سيطرتها على قوى الجسم الحيوانية فأن حاسة السمع تنفعل بالروح وتتأثر ايضآ .
ومصداق ذلك ان العين تنام قبل الاذن لان هيمنة الروح على الاذن اقوى من هيمنتها على العين.
احيانآ هكذا كان يقول يجلس الانسان وحده في غرفه ولا أحد معه فيسمع صوت همس الموجودات وتسبيحها شبيهآ بدوي النحل في مكان واحد .
إنها أصوات تسبيح الملائكه وتسبيح الموجودات ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كان المرحوم يوصيني ان لتكن حالة سلوكك في الحياة كما لو دخل دارك ضيف بدون ان يدعى واعلم أن الإمام الصادق عليه السلام كان يقول (السخي يأكل من طعام الناس ليأكل الناس من طعامه)
وقال المرحوم الحاج آقا جان: في أحد الأيام كنت أصلي في المسجد الجامع بزنجان مؤتماً بإمام الجماعة في ذلك المسجد حين جاء إلي رجلٌ وقال:
لقد اشتريت لك زوجاً من الأحذية، لكي نذهب معاً إلى مشهد لان السيد الحسني سوف يظهر .
قلت له: ولماذا تقول هذا لي ؟ إذهب إلى إمام الجماعة وقل له، ليخبر كل المصلين ثم نذهب جميعآ إلى مشهد لنصرة السيد الحسني فقال:
إن الشخص الذي أخبرني ان السيد الحسني سوف يخرج قد قال ان اخبرك وحدك
قلت له اذا اردت ان أعرفّك فإني أقول ما يزال الوقت مبكرآ، السيد الحسني لا يخرج الان .
ثم ذهب ....
وبعد وفاة المرحوم ملأ أقا جان رأيت ذلك الرجل وسألته ماذا فعلت بعد أن فارقت ملأ أقا جان؟
قال سافرت إلى مشهد وحين وصلت توجهت فورآ إلى مسجد كوهر شاد، كنت اريد ان اعرف من هو السيد الحسني؟ وأين هو؟
وبدعوات وضراعات متواصلة فهمت ان السيد الحسني يصلي الآن في أيوان مسجد كوهر شاد .. وذهبت إلى هناك فرأيت سيدآ مشغولا بالصلاة .
صبرت حتى فرغ من صلاته بعدها نظر الي، وتمامآ كما فعل الحاج ملأ أقا جان حين أشار بيده وقال:
ما يزال الوقت مبكرآ- فأن هذا السيد أشار بيده ايضآ ما يزال الوقت مبكرآ
في ذلك الوقت..عندما سمعت هذه القصة من المرحوم ملأ أقا جان سألته :
هل السيد الحسني من علامات الظهور المحتومة؟
قال :
كلا، انه من العلامات المحتملة.