إذا لم أنفعل؟ كلا لن أنفعل،اذا لم يكلني الله إلى نفسي.

36 3 0
                                    


-قال السائل كان المرحوم الشيخ إبراهيم امام زاده اليزدي يعتقد أن الإنسان حينما يصل إلى الكمال فأنه يستطيع بدون مرشد من خارج ذاته ان يستمد من الجلال والجمال الإلهي.

(حين ذهبت فيما بعد عند المرحوم اقاى طاهائي الذي هو من علماء أهل الحال وكان من تلامذة المرحوم الشيخ إبراهيم . . اعطاني كراسا اسمه (رسالة في العرفان) ما يزال لدي حتى الآن وقد كتب فيها ذلك المرحوم في الكلمة الثانيه والأربعين:

*دقيقة عرشية*

《اذا وصل العارف الكامل إلى مقام الحيرة والاستغراق يستفيض من الحق تعالى بلا واسطة المرشد الخارجي لرياضة النفس والضلالة والهداية والواصل قد جاوز عنها ونال مقام بي يبصر وبي ينطق 》

قال الحاج ملأ أقا جان صحيح ان الله تعالى قد الهم الإنسان الهدايه ولكن الالهام قد تشوبه احيانا وسوسة، فينبغي أن يكون لدى الإنسان في الموارد المشكوكة ميزان يزن به، وهذا الميزان هو الإسلام وأحاديث المعصومين، ولهذا فنحن لا نتفق مع هذا الرأي، ومهما يكن فقد بقينا في النجف الاشرف اياماً أما أنا فقد اطلعت خلال هذه الأيام على الدروس التي يلقيها المراجع العظام في ذلك الوقت مثل ايات الله سيد عبد الهادي الشيرازي، وسيد محمود الشاهرودي، وسيد محسن الحكيم،والشيخ باقر الزنجاني، والشيخ حسين الحلي، والشيخ البجنوزدي.

وقد رأيت أن حوزة النجف العلميه ملائمة جدا للدرس والتحصيل.

-في صبيحة اول يوم ثلاثاء من اقامتنا في النجف قال لنا المرحوم ملا أقا جان حين نصلي الظهر ونتغدى ينبغي أن نذهب إلى الكوفة لزيارة مقام مسلم ابن عقيل، وهاني ابن عروة، وحضرة زكريا، ومسجد الكوفة، ومسجد زيد، ومسجد صعصعة

ونبيت الليلة في مسجد السهلة لتنال ان شاء الله بركات كثيرة.. فلنذهب وربما نلتقي بالأمام بقية الله صلوات الله عليه.

ثم قال بصوت خفيض سمعته انا وحدي:

اذا لم أنفعل؟

قال هذه العبارة وهز رأسه:

ولماذا أنفعل؟!

كلا لن أنفعل،اذا لم يكلني الله إلى نفسي.

ثم تلا هذه الآية:

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي)

بعد أداء صلاة الظهر وتناول الغداء توجهنا نحو الكوفة بالسيارة، وفي الطريق زرنا مقام كميل بن زياد وميثم التمار ومسجد الحنانة.

وفي الساعة الثالثة بعد الظهر دخلنا مسجد الكوفة وحيث كنا في مقامات مسجد الكوفة مشغولين بأداء الأعمال التحق بنا شاب ايراني يعمل خفافا في كربلاء، وكان هذا الشاب مشغولا برياضة نفسه في مسجد الكوفة داخل غرفه خلوته، سالته ماذا تفعل هنا ؟

قال:

كنت عاكفا على رياضة نفسي ومن شروط هذه الرياضه اني لا اكلم أحد مدة واحد وعشرين يوماً ، اقضيها صائما.

قلت له وهل تمت رياضتك ؟

قال كلا؛ ولكني كنت جالسا في الغرفة هذه الساعة مشغولا بقراءة سورة الحمد، سمعت فجأه صوتآ يقول لي:

ما تريده تجده عند هذا الرجل، يعني الحاج ملا أقا جان، ولذلك فأني لن اتركه حين أنال بغيتي.

قلت وما بغيتك؟

لكنه ما قال شيئا ولاذ بالصمت، وقد تبين فيما بعد أن مراده التشرف بلقاء الامام ولي العصر عليه السلام.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now