أنت حجابك .. فانتفض يا حافظ

36 1 0
                                    


سأله أحد أولياء الله ممن بلغ مقام الوصال ،، ولكنه أراد ـ من خلال إجابتي عن السؤال - تعريف الأخرين ، فقال :

هل يمكن للإنسان أن يصل إلى مقام يكون فيه دائماً في محضر الله والنبى والأئمة المعصومين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ؟

والجواب :

لا ريب أن القرآن الكريم قد صرح ۔ والدلائل العقليّة كذلك تشهد ـ أن الله سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً .. فلا مكان ولا زمان ولا شيء بند
ويعزب عن الإحاطة الإلهيّة .

كان الله كذلك ، وهو على ما هو عليه الآن ،
وسيظل على ما هو عليه ( جل شأنه ) . إنه خالق الموجودات المحدودة الذي لا
يحده حدّ ، ولأنّ هذه الموجودات مخلوقة فانها لم تكن شيئاً قبل أن تُخلق .

ولأنها مخلوقة محدودة ... فانها صائرة إلى الزوال .
ثم ان المخلوقات منها ما هو محدود . ومنها ما هو أكثر محدودة .

ومحدوديّة بعضها في كونه خلقاً من خلق الله ، أي انه ما كان .. ثم كان .

وبعضها عباد الله في التكوين والتشريع .

وبعضها محدود ۱۰۰٪؜، بل انها تحت إحاطة أكثر المخلوقات .

وبناء على هذا .. فإننا إذا اعتقدنا أن من هذه المخلوقات ما له إحاطة بما سوى الله ( تعالى ) وله حضور في كل مكان ، وإحاطة علميّة بكل شيء ..
إلا الذات الأحديّة المقدسة التي تجل عن الإحاطة بها .. فاننا عندئذ لا نكون قد نطقنا بكلمة الكفر ، ولم نغد مشركين .

وبعبارة أوضح :

إذا اعتقدنا أن الله قد أحاط بالمخلوقات علماً ، فهو
( سبحانه ) يسمعها ويراها ، ويعلم ما يخطر في باطن أدق الكائنات في أقصى أجرام السماوات ، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .. إذا
اعتقدنا ذلك ، فان من ضرورات الإعتقاد الحقيقي ، ومن مُسلّمات الإسلام التي لاخفاء فيها أن نعتقد بأن الله جل جلاله قد وهب خيرة خلقه وأكرم عباده رسوله محمداً (صلّى الله عليه وآله ) وأوصياءه الأكرمين ( عليهم السلام ) هذا الاطلاع على الكائنات ، فلا يخفى عليهم منها شيء .

ولا يقولَنَّ قائل : إذن ماذا بقي الله (تعالى ) من العلم بالكائنات ؟!

فان من الكفر أن نقول إن الذات الإلهية المقدسة المطلقة التي لا تُحَدّ .. لا تحيط إلا بمخلوقاتها المحدودة !

وفيما يتصل بالنبي الأكرم وأوصيائه المعصومين .. فانهم يحيطون علماً بهذه المخلوقات المحدودة .

وإذا لم يكن الأمر كذلك ، فما معنى هذه الآيات
الشريفات إذن ؟

ا- (وكل شيء أحصيناه في إمام مُبين) .

وهذه الآية الكريمة في إطلاقها وكل شيء ... تنص على أنّ علمهم غير محدود ، ومن المؤكد أن إحاطتهم بما سوى الله ممّا لا ريب فيه .

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora