ثمة رجل مسن سلخ من العمر ثمانين سنة تقريباً كان يأتيني أحياناً...ولسانه رطب بذكر الله، اصغيت في أحد الأيام إلى ما كان يلهج به فسمعته يكرر ذكر(الحمدلله).قلت له: هل جربت يا عم من خلال حياتك اي العبادات أكبر نفعاً؟
فقال : الذي أراه ان شكر الله يزيد النعم.
ومن يكن شاكراً فلابد أن يطيع الله في كل ما امره، في مقابل هذه النعم التي تفضل بها عليه ولا يعصي أمراً .
قلت : هذا صحيح، ذلك أن الله سبحانه يقول في القرآن الكريم:
( لئن شكرتم لازيدنكم وان كفرتم ان عذابي لشديد)
ولكن هل الانسان الشاكر لابد أن يكون ذا تقوى في الوقت نفسه ؟
قال : وكيف لا يكون الانسان متقياً وهو مدين لله في كل نعمة انعم بها عليه؟!
ومن لم يتق لم يؤد ديون الله عليه ... ينبغي للانسان مراعاة التقوى من أجل هذه النعم التي تفضل الله بها عليه.. وهذا هو شكر نعم الله.
قلت له : الأمر كما تقول، واسأله تعالى ان يجعلك من الشاكرين الواقعيين لكي تقوى على أداء ما عليك لله من ديون ثم ذهب هذا الرجل مسروراً.
YOU ARE READING
معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس
Spiritualماذا تثير في نفسك عبارة (معراج الروح) حينما تسمعها اول مرة عنوانا لكتاب أو حينما تقرؤها على غلاف هذا الكتاب؟ المعنوية الروحانية، التحليق إلى عالم الحق والحقيقة قطع العلائق والعروج إلى عالم الحقائق ...هكذا سيكون جوابك بالتأكيد. أما إذا كنت انسانا منف...