معراج الروح مع رحلات لتهذيب النفس

وكان يقول:

شاهدت يومآ لمرتين عجوزين قد جلست إحداهما إلى جوار الاخرى في أحد المساجد وكانتا تتحدثان قالت احداهما:

اجد آلماً في رجلي وظهري.فقالت الاخرى بكل جد وإخلاص الم تذهبي إلى مجلس عزاء الإمام الحسين عليه السلام؟

اجابتها بلى اذهب احياناً،قالت المسأله يسيرة إذن خذي من دموع عينيك في مجلس عزاء وامسحي موضع الألم الا تعرفين ان شفاء كل الاسقام بيد الله؟

وانت حينما تبكين على سيد الشهداء عليه السلام الذي هو ولي الله فإن الله يحبك، والله لا يترك احباءه يتألمون.

في إحدى الليالي نقل لنا حكاية تكشف عن المقام السامي لأبي الفضل العباس عليه السلام.

-كنت في سفرة إلى كربلاء قبل عدة سنوات، كنت أنام في الليالي في رواق الإمام سيد الشهداء عليه السلام، وكانت عادتي أن اذهب لزيارة ابي الفضل عليه السلام في اول الليل، وفي إحدى الليالي حين دخلت صحن ابي الفضل عليه السلام رأيت شابين كان بينهما خصاماً واختلافآ، كانا واقفين قبالة الحرم بحيث يُرى الضريح الشريف، كان احدهما يهم ان يقول شيئآ حين وقع على الارض مغمى عليه اما الاخر فقد فر .

اجتمع الناس حول الشاب المغمى عليه فعرفوه وقالوا: هذا من العشيرة الفلانية، وحين أخبر شيخ العشيرة قدم إلى المكان وكان رجلا مسناً وسأل
الم ينتبه أحد حين وقع على الارض إلى ما كان يفعله؟

ذهبت نحوه وقلت له لقد أشار إلى قبر ابي الفضل العباس عليه السلام وأراد أن يقول كلاما ولكنه لم يتمكن وسقط على الارض.

-قال شيخ العشيرة لقد غضب عليه ابو الفضل عليه السلام، لان بدنه قد ازرق واندقت عظامه خذوه إلى صحن سيد الشهداء عليه السلام فاذا كان من طريق للخلاص فأنه هناك.

حمله اصدقاؤه على اكتافهم ونقلوه إلى صحن سيد الشهداء عليه السلام يومين بليلتيهما كان إلى جوار أحدى غرف الصحن في حالة إغماء، في الليلة الثالثة كنت نائما قريبا منه اترقب ما  سيحدث لهذا الشاب، فالليلة إما يموت وإما ينجو.

ذلك أن من يقع تحت غضب ابي الفضل العباس عليه لا يمهل له في الحياة أكثر من ثلاثة أيام.

وفجاة رأيت الشاب قد تحرك من تلقاء نفسه وقعد.

سأله الأشخاص الذين كانوا يدارونه ماذا تريد؟

قال هاتوا حبلا وشدوا به قدمي واسحلوني نحو حرم ابي الفضل عليه السلام، فعل اصحابه به ما أراد ثم طلب منهم وهو يسحل بالحبل حين بلغوا به قريبا من صحن ابي الفضل عليه السلام ان يعطوا مقدارا من المال إلى فلان وان يتصدقوا بنفس المقدار من المال نيابة عنه إلى الفقراء، تعهد اصدقاؤه ان يؤدوا ما طلب وإذ بلغوا به باب الصحن طلب منهم أن يشدوا عنقه بالحبل ففعلوا ثم دخل الحرم بمذلة عجيبة.