كانت ليلة شتائية باردة

47 4 4
                                    


كانت ليلة شتائية باردة...تلك التي كان فيها الحاج ملا أقا جان وبعض رفقائه الذين قدموا معه من طهران معي في غرفتي بالمدرسة الحجتيه.

كنا نجلس جميعا في الغرفه حول الكرسي الدافئ
قال الحاج ملا أقا جان الليلة وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام فلنتوسل بمقامها عليها السلام.

الجميع كانوا يرغبون وابتدأ الحاج يقرأ التعزية
وضعت راسي على الكرسي كنت ابكي وقد أمسكت رجل الكرسي الخشبيه بيدي حين اخذني النوم بدون ان أشعر.

-رايتني في الرؤيا طفل غير مؤدب طاردتني امي فاطمة الزهراء عليها السلام من البيت وكنت ابكي واطلب من امي الصفح.

-انفتح الباب فخرجت من باب المنزل سيدة كأنها الشمس في رابعة النهار ما كنت أظن أن الله تعالى قد خلق امرأه مثلها في عظمتها وحلولها.

استيقظت من النوم مسرورا وسمعت الحاج ملا أقا جان يقول لهؤلاء الاصدقاء :

"الحمدلله لقد أُعطي الابطحي حاجته "

وعلى اي حال فقد نمت هذه الليلة وفي منتصف الليل افقت على صوت نقر على زجاج باب الغرفة لابد أن أحد ينقر الباب

فتحت باب الغرفة واذا رجلان من تجار طهرات احدهما من تبريز والآخر من اصفهان، وكانا يسكنان في طهران.

لقد سمعا ان الحاج ملا أقا جان قد وصل إلى قم فجاءا ليلاً لرؤيته ولأنها يعلمان انه لا ينزل هنا في مكان اخر فقد قصدا غرفتي مباشرة في المدرسه الحجتيه وايقضانا من النوم.

جلسنا معاً ساعة من الليل واثناء كلامهما سالا عن موعد السفر .

أجاب الحاج ملا أقا جان المقرر أن يكون سفرنا بعد غد وفي مثل هذا الوقت.

قام التاجر الاصفهاني من مكانه وقال لي الديك صوره؟

قلت نعم.

قال اعطني عشر صور لاحضر لك عشية غد وفي مثل هذا الوقت جواز سفر

اعطيته الصور فدهب في انتصاف الليل إلى اصفهان بسيارات الليل، وفي الليلة التالية جاء ومعه جواز سفر لي وجوازآ لشخصين اخرين كانا في برفقتنا، ولم تكن لديهما جوازات سفر .

ولكن ماذا صنع ؟

وكيف استطاع بهذه السرعه تهيئة جوازات السفر؟ لا أحد غيره يعلم .

والذي عرفناه نحن ان التاجر التبريزي قد تحمل نفقات إعداد الجوازات .

وتحمل التاجر الاصفهاني متاعب السعي لاستحضار الجوازات .

ثم عرفنا أنهما كانا مأمورين من قبل الصديقة الطاهرة عليها السلام وعندما فهمت علة اخفاقي في الحصول على جواز سفر لي من طهران رغمي سعيي الحثيث مدة عشرين يومآ.

وعلى كل حال فقد ركبنا القطار من قم باتجاه خرمشهر عصر اليوم الرابع عشر من جمادى الأول.

كانت تلك اول سفرة طويلة مع الحاج ملا أقا جان وإذ ينبغي أن يستفاد من الأستاذ في السفر أكثر فقد ركزت انتباهي على أخلاقه وطريقة تعامله مع الاصدقاء ورفقة السفر.

وكنت انتفع من علومه ومعارفه خطوة بخطوة على طريق المشائين كان في اخلاقه غير قابل الوصف، فأنه كان يقتدي بصاحب الخلق العظيم صلى الله عليه واله في تلك الليلة الخامسه عشر من جمادى الأولى حينما كنا في قطار خرمشهر أخذني النوم وفي الصباح أخبرني الأصدقاء فقالوا:

عندما نمت مال راسك إلى ركبة الحاج ملا أقا جان وقد ظل هو جالسآ بكل هدوء وظل راسك على ركبته حتى الصباح ولم يشأ ان يوقظك، ومن المعلوم أن ليالي الشتاء ليال طويلة، وكلما قلنا له لقد تعبت فاسمح لنا نجعل رأسه برفق على وسادة من الثياب قال هذا غير ممكن (وذكروا لي كلمات قالها بشأني حتى رضوا وسكتوا مما لا اقدر على ذكره هنا )

وحين استيقظت صباحا من النوم كانت .....

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now