اضمامة من أدب هذا الرجل الكبير

36 4 0
                                    

وحين استيقظت صباحا من النوم كانت رجله قد خدرت وبعد كثير من التدليك من قبل رفقاء السفر ... استطاع بالتدريج ان يحرك رجله.

قال لنا : تستطيعون المزاح في السفر ولكن لا تكتبوا ولا تستخفوا بأحد ولا بجماعة.

خلال السفر كله لم ير محزونا الا في كربلاء، كان دائما بشوشآ متبسما وكان أما ناطقآ بالحكمة أو راويآ الاحاديث أو تاليا للقرآن .

ينام قدرآ من الليل ويعنى في آخر الليل بالتهجد وصلاة الليل .

قلت له يومآ حينما كنا في زنجان امرتني ان اقوم لصلاة الليل ولكنك ما كنت تصليها في بعض الأحيان أما في السفر فانك تواظب عليها.

قال سبعون سنة انسلخت من عمري كنت مضطرآ خلالها في زنجان ان أصعد المنبر لقراءة مجالس العزاء في الاربع ساعات الأولى من الليل، وما كنت استطيع الجمع بين مجالس اول الليل وصلاة الليل ذلك لأن وضعي الصحي لا يساعد بعدما دب في الضعف

ثم اني لا استطيع النوم في النهار لانك تدري ان لدي أعمالا زراعيه ينبغي أن أقوم بها بنفسي، ولكن تكاليفي في هذه السفرة قد قلت وأستطيع بحمد الله ان اتهجد واصلي صلاة الليل.

قلت ينبغي أن تترك المنبر في زنجان ولا تشق على نفسك إلى هذا الحد أو ينبغي أن تقلل من ارتقائك المنبر حتى تستطيع أن تقوم الليل، لان الله تعالى في القران قد وعد المتهجدين بالنجاة.

قال فكرت يومآ في زنجان اما ان اقوم لصلاة الليل واقلل من صعود المنبر، واما ان استمر على صعود المنبر.

كالعادة وفي النون قيل لي صلاة الليل من العبادات التي يعود نفعها عليك وحدك، ولكن المنبر والموعظه ومجلس العزاء من العبادات التي يعود نفعها عليك وينتفع بها الناس ايضآ.

وحين تتعارض عبادات من هذا النوع فأن ما ينفع صاحبه وينفع الناس هو الذي يقدم .

يأكل الحاج ملأ أقا جان من الطعام نزرآ يسيرآ ولا ينطق بأكثر من كلمتين، قلبه طافح بمحبة الله والأئمة الأطهار عليهم السلام، وهو يحترم بشكل لافت السادة وذرية النبي صلى الله عليه واله

وكان يقول ورد في الرواية انه لا ينبغي أن يتقدم على السادة في اثناء المشي في الطريق.

حين يدخل السادة في مجلس، حتى لو كانوا صغار السن فانه كان يقوم اجلالاآ لهم على امتداد قامته

وكان يقول في الحديث لو ان شخصآ رأى أحد السادة ثم لم يقم له بكامل قامته فأن الله يبتليه بداء لا دواء له.

كان يجلس دائما على ركبتيه كهيئة المصلي وما كان يدع الاداب مع اصدقائه حتى في السفر.

قلت له مرةكنت سمعت من يقول:

(بين الأحباب تسقط الاداب)

فقال انا أسأل الأشخاص من الذين يقولون مثل هذا الكلام هل الاداب شي حسن أم لا ..؟

حتما سيقولون الأدب شي حسن فأقول في جوابهم اذا كان لدى الإنسان شي حسن فلماذا لا يقدمه لأصدقائه؟!

هذه كانت اضمامة من أدب هذا الرجل الكبير واخلاقه التي شهدتها في سفري معه، وحين وصلنا الى الحدود العراقية الإيرانية قال لنا اني لاشم عبير مولاي سيد الشهداء عليه السلام وقد جرى هذا المعنى على لسانه ليجعلنا أشد بصيرة بمقام سيد الشهداء عليه السلام.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now