رجعة الروح إلى البدن

27 1 0
                                    

سردت لرفاق طريق السعادة هذه الوقائع من حياة أولياء الله هؤلاء .. وفي خاتمة الأمر ، قالوا لي جميعاً :

لقد استفدنا .

ولكن سؤالين ما يزالان .. أحدهما مختصر
والأخر مفصل .. لو سمحت ؟

من الطبيعي أن يكون جواب طلبهم بالايجاب .

-طرحوا السؤال المختصر ، فقالوا :

خلال ذكر طرف من سيرة والدك عرفنا أنه يُعدّ أن يحيي إلى زمان الظهور .. وقالوا له أيضاً : تعبت من الدنيا ، فارحل عنها ثم عد.

#فهل العودة إلى الدنيا في زمان الظهور بإرادة الإنسان ؟

الجواب :
لا شك أن الإعتقاد بالرجعة من ضروريات المذهب الشيعي ، بل من ضروريات الأديان كافة .

والرجعة بتعريف جامع هي :

"رجعة الروح إلى البدن في هذه الدنيا قبل نشور القيامة"

وما من ريب أن هذا المعتقد موجود ـ إجمالاً ـ في كلّ أديان العالم الحية ؛ فان عيسى ( عليه السلام ) كان يحيي الموتى في هذه الدنيا ، وكذلك
سائر الأنبياء الذين ذكروا مرات في التوراة والإنجيل والقرآن .

والرجعة التي هي من المسلمات في الإعتقاد الإسلامي .. تعني رجعة كل الناس أو بعضهم في
زمان ظهور دولة الحق العالمية .

والبحث في هذه المسألة يحتاج إلى تفصيل
تكفلت به أكثر الكتب الإعتقاديّة .

ولكن .. هل من الممكن أن تكون رجعة الإنسان بإرادته ، فإذا أراد أن يرجع رجع .. وإلا فلا ؟

ليس هذا بعيد ؛ فانّ بعض الأولياء ، من شدّة قربهم من الله (تعالى) يعطيهم الله تعالى كل ما يريدون .

ولكن كيف يختار أولياء الله العودة مرة أخرى إلى سجن الدنيا ، فينأون عندها عن محضر الأنبياء والشهداء والصديقين والأئمة الهداة ( عليهم
السلام ) ؟ .. إلا إذا أراد الله (تعالى ) ذلك لمصالح ؛ فانهم - في هذه الحالة ـ يلبون ما أراد الله (جل جلاله ) ، ولا بد أنهم حينئذ يرجعون .

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now