-اللقاء الأول: بدء رحلتي الى العشق

535 19 6
                                    


في سنة ١٣٣٠ الهجرية الشمسية لم أكن قد تجاوزت السادسه عشره من عمري في تلك السنة قضيت شهر رمضان بمشقة كبيرة اذا حل شهر رمضان في منتصف الصيف فالهواء حار والنهارات طويلة كنت ضعيف المزاج وكنت خلال ذلك ملتزما بمستحبات هذا الشهر .

ولكن الأشد أذى من ذلك هو أن قلبي كان ينكر أحيانا جميع المقدسات

ما كان لدي ايمانا مستقرا.أحيانا يهدأ قلبي ويسكت ولكن عاصفة من الشك والتردد كانت أحيانا أخرى تعصف بقلبي لا ادري ماذا أفعل

قصدت في أحد الأيام العالم الجليل التقي الزاهد المرحوم الشيخ حبيب الله الكلبايكاني لأحد لديه علاجآ لهذا المرض الروحي فقال لي

ما ينبغي لك ان تغتم وانت في هذا السن فما يزال امامك متسع من الوقت ولسوف يستقر ايمانك عاجلا ولسوف تستريح.

ان ما تعانيه من أذى هو أثر من وجود الايمان في قلبك ولكنه إيمان لم يستقر بعد

فإذا ذهب الإيمان في بعض الأحيان وخلا مكانه شعرت بالاذى والضيق ولو لم يكن في قلبك إيمان بالمره أحسست بغيابه ولا الفراغ الذي يتركه، ولكنه قد ألفت ذلك لما شعرت بالضيق.

وكان ثمرة هذا اللقاء ان الشيخ أوصاني ان ازيد بمواظبتي على المستحبات وان الهج بذكر الله وخاصه (لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)

لأنه ربما يخلصني من هذا الغم ، ولكني لم أجد لهذا العمل اثرآ كبيرا .

كانت نار العشق للمعنويات ومرارة الأذى من غياب اليقين مما يزداد في قلبي يومآ بعد يوم.

حتى خطر لي ان اعتكف في ليالي أحياء شهر رمضان برفقة أبي في مسجد (كوهر شاد)وان ادعوا الله تعالى خلال اعتكاف الأحياء ان يهديني في الاقل إلى من يكون مرشدا لي الإكمال إيماني

منذ العشرين من شهر رمضان بدأت بالاعتكاف وفي الليله الثالثة والعشرين اكتمل الاعتكاف الاول فبدأت بالاعتكاف الثاني في مسجد (كوهر شاد) نفسه ...واذ كنت في ليلة الأحياء تلك واضعا المصحف على راسي اخذني النوم فرأيت سيدآ له شبه بأية الله العظمى القمي(وألهمت في الرؤيا انه هو بقية الله ارواحنا فداه)

كان جالسآ في وسط المجلس على سرير وهو القادر على حل مشكلاتي ذهبت إليه وذكرت إليه قضيتي فأشار إلى...

ترى الى أين أرشده بقية الله ونوره الذي يهتدي به المهتدون ويفرج به عن المؤمنين؟!

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now