انهم أحياء يرزقون يسمعون كلامنا

45 3 4
                                    

كان الوقت قد اقترب من الظهيرة حين ذهبنا من بغداد إلى الكاظمين، وتوجهنا بلا توقف تلقاء الحرم المطهر للأمام موسى ابن جعفر عليه السلام.

كنا في حالة روحية طيبة فدخلنا وبدون اختيار إلى داخل الحرم من دون أن نقرأ إذن الدخول، أما الحاج ملا أقا جان فقد كان ما يزال واقفآ عند عتبة الحرم المقدسة حين خرجنا من داخل الحرم.

كان له توجه قلبي عجيب نحو الضريح المقدس كمن كان يرى الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام، وكان هو يتحدث مع الإمام عليه السلام بكل أدب.

وحين خرجت من الحرم وقد كنت طلبت من الامام عليه السلام ثلاث حاجات أخبرني الحاج ملا أقا جان بحاجاتي الثلاث، وذكر لي ما سيقضى منها وما لا يقضى لان قضاءها ليس في مصلحتي بحيث انه اقنعني تماماً.

في صباح اليوم التالي قصدت الحرم بمفردي وحين عدت إلى الفندق قال لي لقد شاهدت مشهدا عجيبآ، ثم لم ينطق بعدها بحرف ألححت عليه ليُعرفني بما شاهد.

فقال حين دخلت الحرم رأيت الإمام موسى ابن جعفر والإمام الجواد عليهما السلام جالسين فسلمت عليهما وردا الجواب، وكنت واقفا امامهما أقرأ الزيارة الجامعه وبغتة رأيت كلا منهما قد نهض وطأطأ الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام رأسه وكان واقفآ على امتداد قامته ينظر باتجاه باب الدخول.

نظرت انا ايضا إلى حيث كان عليه السلام ينظر فرأيت الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام قد دخل حتى صار بين الإمام موسى ابن جعفر والإمام الجواد عليهما السلام، ثم جلسوا جميعا.

التفت الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام إلى الإمام الجواد عليه السلام وقال:

لدينا في هذه المدينه عدد كذا من الشيعة وذكر العدد فلم لا تلبي لهم حاجاتهم؟

تناول الإمام الجواد عليه السلام ورقة وقلماً وسأل الإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام عن اسمائهم

فكتب اسمائهم وذكره بحاجاتهم وامره بتلبية تلك الحاجات.

قال الحاج ملا أقا جان فلان مثلا (وذكر أسم أحد الأصدقاء )

وقال قد كتب وحاجته هي ان يرزق طبعآ شعريآ فاعطي حاجته، وحين سألت هذا الشخص عن الموضوع قال هذا صحيح، كنت حتى البارحه لا استطيع ان اقول بيتآ من الشعر.

وقد طلبت الليلة الماضيه من الامامين الكاظمين عليهما السلام قول الشعر وما ان استيقضت في الصباح حتى صرت اقول حتى الكلام العادي شعرا .

قضينا اياما في الكاظمين وزرنا قبور السفراء الاربعة في بغداد، وقد قال لنا الحاج ملا أقا جان افكارا رائعه حول السفراء الاربعة.

وهي ان الدليل الذي يؤدي بنا الى الاعتقاد بعصمة الأئمة الأطهار عليهم السلام، هو نفسه الدليل الذي يجعلنا نقول ان السفراء الاربعة لهم نصيب من العصمة.

لأننا اذا لم نعدهم كذلك كأن نعدهم يذنبون ويخطؤن ويجري عليهم السهو والنسيان، فأننا لن نستطيع عندئذ ان نعتمد على ما ينقلونه إلينا.

اوصانا الحاج ملا أقا جان في كل المشاهد المشرفة، ان يكون اعتقادنا في الائمه  عليهم السلام انهم أحياء يرزقون يسمعون كلامنا ولا ينبغي أن نغفل عن هذه الحقيقة أدنى غفلة.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now