عود على ما بقي من سيرته

30 2 0
                                    



قلت اني ذهبت إلى زنجان بعد شهرين من سفرتنا إلى العراق وثمة حادثه يتصل سياقها بما بعد وفاة المرحوم .

وخلاصتها اني لبثت بضعة أيام في زنجان ولم أكن ادري ان ذلك سيكون آخر لقاء لي به،استاذنت منه للسفر الى العراق فأذن لي .

وبعد أيام توجهت إلى العراق حين كانت تصل الي منه رسالة في كل اسبوع تقريبا كان ينظم لي خلالها امور عملي ودراستي وحياتي واستمر الحال كذلك حتى وصل الي يوماً سيل من برقيات التعازي، قلبت حالي رأساً على عقب البرقيات كانت تخبر بموته، ذلك ان اغلب اصدقائه يعلمون انه لم يكن للحاج ملا أقا جان صديق أكثر مودة مني
وقد علمت انه غادر الدنيا بالسكتة القلبية في نفس اليوم العشرين من رجب بعد سنة واحدة لم تتقدم ساعة ولم تتاخر ساعة، التي كان مقرراً في العام الماضي أن يودع فيها دار الفناء في كربلاء رحمة الله عليه.*

*وقائع ما بعد الوفاة*

*كان اليوم يوم جمعة لما قمنا في منزلنا بالنجف الاشرف مجلس الفاتحه للمرحوم ملا أقا جان وكان العلماء والفضلاء يتوافدون إلى مجلس الفاتحه وجاء فيمن جاء السيد مرتضى الواعظي السبزواري أحد علماء أهل مشهد الأجلاء الذي كان على صداقة وثيقة بالمرحوم، وكان قد أقام زماناً في كربلاء وخلال مجيئه إلى النجف كان يأتي إلى منزلنا، جلس في مجلس الفاتحة وسأل الفاتحة لمن  ...؟

قلت له وبكل اسف وصل إلينا خبر من إيران ان صديقك الحاج ملا أقا جان قد توفي ومجلس الفاتحة هذا له.

ولكنه قال خبر مكذوب! البارحة ليلة الجمعة رأيته في الصحن الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام وبقيت مدة اتحدث معه !

قلت لابد انكم قد توهمتم فهذه البرقيات وصلت إلينا من المقربين إليه ولابد انه قد توفي حقاً،
بيد أن هذا السيد لم يصدق وإذ كنا على هذا الحال من الأخذ والرد ... حدث ما جعلنا جميعا امام الحقيقة وجهاً لوجه... لقد دخل الحاج مصطفى القائمي أحد أصدقاء المرحوم وكان قد جاء من إيران فقال:

قبل أن نخبره بشي الليلة الماضية كنت في كربلاء، ولما كنت في طريق الخروج من الصحن الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام انتابتني الدهشة وانا أرى الحاج ملا أقا جان يدخل الصحن مع انه كان قد توفي عندما كنت في إيران وحين دنوت منه لاحتضنه واعانقه ... أنساب مني كما ينساب النسيم ثم غاب !

حينئذ سأله السيد مرتضى الواعظي في اي ساعة كان هذا؟

فأخبره بالوقت الذي رآه فيه، فقال السيد الواعظي انا ايضآ رأيته في الصحن في نفس الوقت ثم قال عجيب  ...!!

من الممكن أن تكون تلك روح هذا الرجل العظيم . 

لقد قال لي الحاج ملا أقا جان لما رأيته في الصحن،  جئت هذه الليلة لازور وارجع لاني قد حصلت في زنجان على منزل جديد وعلي ان اعود سريعاً، ولكنه عندما ودعني مر سريعا حتى اني ما استطعت رؤية ظهره وهو ذاهب .

وبعد بحث من هنا وهناك حول هذه المسأله توصلنا الى حقيقة مفادها أن الارواح القوية تقدر بعد الموت ان تعود إلى الدنيا وان تظهر للآخرين كما لو كانت في الحياة الدنيا .

كنت ذكرت فيما مضى ان المرحوم ملا أقا جان كان يبعث لي حين فارقته رسالة كل اسبوع على نحو متوسط يرشدني فيها ويدلني وما زلت احتفظ بأكثر رسائله، واود هنا ان أورد نموذجا واحداً من رسائله، وقد اعرضت عن درج المزيد من رسائله بغية صون القارئ الذي لا يعرف افكار الحاج ملا أقا جان ان تذهب به التصورات إلى الأوهام  ذلك أن المرحوم كان يظهر لي باعتباري سيداً من الموده والمحبه في أكثر رسائله ما ربما لا يسيغه غير العارف به، ولكني أورد هنا رسالة واحده هي آخر ما وصل الي منه، وقد وصلت الي بعد أيام من وفاته ولعله رحمه الله كان قد كتبها قبل وفاته بيوم واحد وانا أورد من نص الرسالة الاخيره ما أجده مفيدا للقارئ.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now