شرح مناجاة الشاكين/مقدمة فيها تشويق

56 1 0
                                    

مقدمة_فيها_تشويق:

الإمام زين العابدين عليه السلام. في هذه المناجاة ينقل عذوبة التوسل ورقة المناجاة ما يبهر العقول وتأخذ بالقلوب، وهذه المناجاة تعرف بمناجاة الشاكين، فالإمام هنا يشكو من ألد أعدائه واقرب مناوئيه وهذه يحددها في قضيتين احدهما :

عداء النفس للإنسان
وثانيها عداء الشيطان للإنسان كذلك .

وهذا بين العدوين من اشد الأعداء وأعظمها على المكلف، اذ المكلف تتجاذبه أهواء النفس ووسوسة الشيطان، فالهوى هو إحد حالات الضعف التي تتملك النفس فتهبط الى محقرات الأفعال ومشنعات الذنوب فتأخذ به إلى ابعد ما يكون من القبيح. والشيطان بتسويلاته يهدم إيمان الإنسان حينها يحسّن له صنع القبيح وارتكاب ولعل عداوة النفس أ أشد من عداوة الشيطان إذ الشيطان لا يمتلك النفس القوية المجاهدة على محاربة الهوى وإبعاد خطرات الشيطان، اذ الشيطان لا ينفذ إلا من خلال رخاوة النفس وعدم تماسك جوانبها تماما كما هو نفوذ الشيء إلى البناء الصلب لا يكون باليسر كا لو نفذ من مكان رخاوة الجدار الذي يسمح بالنفوذ والاستمكان، فالنفس المحكمة يعجز عن دخولها الشيطان ونفوذ وساوسه المحذور .

وتسويلاته، لكن النفس بضعفها وخضوعها لشهواتها تتعاضد مع الشيطان فتنفذ في مكنونها وتستحكم الخطايا وتنفذ الوساوس بعد ذلك ليفعل الشيطان فعله في الإنسان .

وتسويلاته، لكن النفس بضعفها وخضوعها لشهواتها تتعاضد مع الشيطان فتنفذ في مكنونها وتستحكم الخطايا وتنفذ الوساوس بعد ذلك ليفعل الشيطان فعله في الإنسان . من هنا جاءت مناجاة الإمام زين العابدين ع والإنسان في هذه المناجاة يظهر ضعفه وتبدو استكانته فيكون عاجزا عن سد النقص إلا بالاستكانة والخضوع وهذا ما اظهرته المناجاة المعروفة بمناجاة الشاكين .

وسيكون البحث في أرجاء هذه المناجاة الجميلة والتضرعات البديعة التي يبيدها الإمام زين العابدين ع في مناجاته لنرى عظمة الله في قدرة أوليائه المصطفين محمد وآله النجباء الأكرمين•

شرح_الفقرات

هذه مناجاة الشاكين حيث توجه الإمام زين العابدين ﷺ الى الله تعالى ليشكو ما عليه نفسه من الاسراف والتفريط في جنب الله وطاعته، وقد أشرنا إلى أن المقصود من ذلك هي نفس الداعي والمكلف وليس نفس الإمام؛ اذ نفسه المعصومة لا يمكن لها ان تنزل الى حالة العصيان والاسراف، وقد اصطفاها الله وطهرها من الرجس، واي رجس اعظم من الذنوب ؟ لذا فان أي معصية لا تصدر من الامام، بل اراد الامام ان يعلم الامة حالة الاستشعار بالذنوب والتقصير فضلا عن الاخبات والتضرع والاستكانة التي تجعل الامام يشعر بالتقصير في جنب الله، فيتواضع إلى الله ليخاطبه بلسان الندم والخطيئة والتذلل، وهذا منتهي المعرفة التي ادت الى منتهى العبودية والطاعة والخضوع.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now