بيلاَّ ( قريبًا)

By AmanyAttaallah

74.8K 6K 2.1K

جحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال... More

مقتطفات
مقتطفات
مقتطفات
1
2
3
أماني
4
5
6
7
8
9
مقتطفات
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
27
28
29
30
31
32
33
34
مقتطفات
35
36
37
38
39 النهاية

26

1.7K 202 61
By AmanyAttaallah


قاد سيارته فى توتر ضاعفه صراخ شادى المتواصل على المقعد المجاور له .. توقف أمام البناية وحمله مصفراً مداعباً بلا جدوى فغادر السيارة وراح يتجول به فى الشوارع على غير هدى حتى استسلم للنوم أخيراً فتنفس الصعداء واستدار عائدًا إلى المنزل

وضع الطفل بجوارها على الفراش وتحسس فى رفق جبينها المتصبب عرقاً .. انتفضت فى لا وعى وتمتمت :

- لأ .. بلاش .. مش قادرة .. أرجوك يا سعيد .. مش مستحملة نظراتهم أكتر من كده .. لو مش قادر تقولهم الحقيقة طلقني

 قطب جبينه وهو يتذكر عبارتها " أنا ماخدتش من سعيد غير الخوف والذل ... "

 نهض فى مرارة ليحضر طبقاً من الماء البارد ومنشفة نظيفة .. جلس فى كرسي بالقرب من سريرها وشرع فى وضع الكمادات فوق جبهتها وكفيها حتى انخفضت حرارتها واسترخت ملامحها المضطربة فاستسلمت لنوم هاديء

نظر فى ساعة يده فوجدها تشير إلى السادسة صباحاً .. نهض فى كسل مغادراً الغرفة .. لولا ارتباطه باجتماع عاجل فى التاسعة صباحًا لكان تغيب عن العمل .. استلقى على الأريكة بكامل ملابسه ممنياً نفسه بغفوة قصيرة تعيد إليه توازنه قبل ذهابه إلى المكتب .. ساعة واحدة ربما تكفى

استيقظ فجأة عندما ارتطم جسده بالأرض .. فتح عينيه بصعوبة وتطلع إلى ساعة الحائط فوجدها الثامنة صباحاً .. تثاءب فى كسل ونهض مرغمًا ليغتسل ويذهب لعمله

دخل إلى الغرفة حيث يرقدان .. تحسس جبهتها الباردة فى ارتياح قبل أن يتأملهما فى حسد ويطلق سباباً خافتًا .. ها هما يغطان فى نوم عميق بعد كل ما سبباه له من أرق ليلة أمس

10- زوجتي

استيقظت سبيل فى العاشرة صباحاً عندما ربت أحدهم على كتفها فى رفق .. فتحت عينيها فى كسل وما لبثت أن اعتدلت جالسة وهى تنظر فى دهشة لتلك الصبية التى أيقظتها قائلة :

- أنتى مين .. ودخلتى هنا ازاى ؟

- أنا نورا بنت عزيز البواب

تطلعت إليها سبيل فى بلاهة فأردفت :

- حسن بيه مر على ابويا الصبح وهو رايح الشغل وطلب منه انى اطلع أقعد معاكى واشوف طلباتك لحد ما يرجع أخر النهار

هزت سبيل رأسها متفهمة فعادت الفتاة للثرثرة :

- أول مرة نعرف أن حسن بيه اتجوز وخلف كمان .. أصله بقى له أكثر من سنة غايب عن الشقة .. كانوا بيقولوا انه مسافر بلاد بره .. هو انتوا اتجوزتوا هناك ؟

أجابتها سبيل شاردة :- لأ .. اتجوزنا هنا

أخبرهم إذاً أنها زوجته .. ترى كيف أخبرهم ؟ هل شعر بالخوف والخجل كما كان يحدث لـ سعيد عندما يسأله أحدهم عن علاقته بها ويجد نفسه مجبراً على الاعتراف بزواجه منها .. حتى عندما اضطر أن يعلنها صراحة ليستأجر تلك الشقة المفروشة .. لم يصدقه البواب حينها إلا بعد أن أخرج له قسيمة الزواج

 تنبهت إلى الفتاة التى مدت لها يدها بكوب من الماء قائلة :

- خدى الدواء عشان أحضر لك الفطار أطاعتها سبيل صامتة فعادت تقول :

- بالشفا .. أجيب لك الفطار هنا ولا على السفرة ؟

- على السفرة أحسن .. هاصحى شادى علشان يفطر هو كمان

نهضت سبيل وأحضرت ملابس نظيفة لـ شادى فأسرعت الفتاة لتأخذها منها قائلة :

- عنك انتى يا هانم .. دا انا اللى ربيت اخواتى الخمسة .. أمى ولا حست بيهم .. كانت بتولد وتديهم لى

اتصل بها فى منتصف النهار ليطمئن على ما آل إليه حالها وليخبرها بأنه سوف يتأخر فى العودة لأنه سيذهب للمستشفى ليطمئن على صحة عمه أولًا

كانت العاشرة مساءً عندما عاد منهكًا .. استقبلته نورا قائلة :

- حمد لله على السلامة يا حسن بيه .. كله تمام .. بس سعادتك أتأخرت قوى

ابتسم حسن وهو يضع يده فى جيب سترته ليخرج مبلغاً من المال وضعه فى يدها قائلاً :

- معلش .. كان عندى شغل كتير

وضعت الفتاة النقود فى ثوبها قائلة :

- خلى يا حسن بيه .. أنت تأمر .. ومن غير حاجة خالص

همت بالانصراف ولكنها عادت واستدارت نحوه قائلة :

- عايز حاجة منى قبل ما انزل ؟

- لو فيها عشا يبقى كتر خيرك

ضحكت الفتاة وأسرعت إلى المطبخ قائلة :

- طبعًا يا بيه .. معلش .. افتكرتك اتعشيت بره .. أصلك اتأخرت قوى

- تانى ..؟!

عادت الفتاة تضحك وشاركتها سبيل الضحك فالتفت حسن إليها قائلاً :

- عاملة ايه دلوقت ؟

- الحمد لله أحسن بكتير

صاح شادى بصوت مرتفع ليجذب انتباهه فاستدار إليه قائلاً :

- أهلاً يا رخم افندى .. فايق وبتضحك حضرتك دلوقت .. بعد ما وريتنى ليلة سودا انت وامك

ضحك الطفل بصوت مرتفع أجبر حسن على الضحك هو أيضاً فحمله وراح يدغدغه فى مرح مستمتعًا بصخب ضحكاته

فى مساء اليوم التالى وصل بعض العمال يحملون سريرًا يصلح لفرد واحد .. أمرهم بوضعه فى غرفة الصالون نظرت إليه فى تساؤل .. أتراه يمهد لوجود شغالة مقيمة حتى يعود هو للإقامة فى الفيلا مع عمه .. ؟

 شعرت بالراحة عندما قال موضحاً :

- مش هاقدر انام على الكنبة دى شهر ونص وكل يوم اصحى ألاقى نفسى على السجادة

غمغمت فى خجل :

- أنا آسفة

- أنا مش عايزك تعتذري .. أنا عايزك تخفي

تطلعت إليه مستنكرة .. وكأن الشفاء بيدها .. ولكنه عاد يصرخ فيها :

- يا ريت تهتمي بأكلك شوية .. مش لازم نورا تتحايل عليكي ساعة علشان تاكلى والأخر تاكله هيَ بدل ما يترمي في الزبالة

اتسعت عيناها وهي تتطلع إليه في دهشة .. أيعقل أن تكون نورا هي من أخبرته بالأمر ؟

استيقظت فى وقت متأخر على هديل شادى بجوارها .. التفتت إليه وقبلته مبتسمة فتمادى صراعاً ورفساً ليجبرها على حمله .. ذراعها تعوقها ولكنه لا يفهم .. تجهمت قسماته وهم بالبكاء .. لم تفلح مداعباتها فى إسكاته .. تخشى أن تحمله فيسقط أرضًا لكن أين نورا ؟ لماذا لم تظهر بعد ؟

نادتها مرارًا فى غضب حتى شعرت بخطواتها تقترب من غرفتها فهمت بتوبيخها لكنها قضمت غيظها عندما فوجئت بـ حسن أمامها .. صاح بانفعال :

- صباح الخير .. ايه الدوشة دى عـ الصبح ؟

أجابته فى تلعثم :

- شادى هيقع من على السرير ومش عارفة اشيله .. فين نورا ؟

اقترب وحمل شادى وراح يدغدغ بطنه ويعضها فى مرح قائلاً :

- نورا فى أجازة أسبوع .. سافرت البلد هى واخواتها علشان يحضروا فرح حد قريبهم

نهضت سبيل وغادرت فراشها قائلة :

- طيب .. هاحاول أحضر فطار

- الفطار جاهز يا هانم

جلس فى غرفة المعيشة يداعب شادى ويشاركه مشاهدة أفلامه الكرتونية المفضلة بينما توجهت هيَ لتنظيف المطبخ رغم اعتراضه .. ابتسمت وهي تتذكر شكله بـ مريول المطبخ يقطع البصل لتحضير الغداء .. كل ما فيه يبهرها حتى قسوته ..غسلت الأوانى الفارغة وهمت بوضعها فى أماكنها عندما سقط أحد الأطباق الزجاجية منها فتهشم وتناثرت أشلاؤه فوق أرضية المطبخ

وجدته أمامها فى سرعة البرق .. تطلع إليها ساخطاً قبل أن يحضر أدوات التنظيف ويجمع بقايا الزجاج ليضعها فى سلة المهملات هتف بها ساخطاً :

- قلت لك سيبي كل حاجة زي ما هيَ .. بس دماغك الناشفة دي تعباكي وتعباني معاكي

- كنت عايزة أريحك شويه كاد أن يطرق رأسها بسيل من التوبيخ العنيف لولا جرس الباب الذى دق فجأة فلوح بيديه فى الهواء وزفر فى وجهها ساخطاً قبل أن يتوجه ليستعلم عن الطارق

ناداها فأسرعت تلبى .. تطلعت فى دهشة إلى الفتاة التى تفحصتها في تمهل قبل أن تقترب لتصافحها وهى تبتسم قائلة :

- أنا هاخد مقاسات حضرتك دلوقت .. والهدوم كلها هتكون عندك فى أقرب وقت ممكن

تسمرت سبيل فى مكانها حتى تنبهت على صوت الفتاة التى أردفت :

- ممكن آخد المقاسات من فضلك ؟

غمغمت وهى تقودها إلى غرفتها :

- آآآآه .. اتفضلى

مضى بعض الوقت قبل أن تخرجا إلى حسن الذى جلس فى انتظارهما واضعاً ساقاً فوق الأخرى وهو يهزهما في تملل .. نهض ما أن رآهما قائلاً :

- كله تمام ؟

- تمام يا حسن بيه

- يا ريت تكون الحاجة عندنا الأسبوع الجاي

هتفت الفتاة مستنكرة :

- صعب نجهز الكمية دى كلها فى أسبوع واحد .. بس ممكن أجيب لكم جزء منها

زم حسن شفتيه صامتاً فابتسمت الفتاة وهزت كتفيها فى قلة حيلة قائلة :

- حضرتك عارف مدام سيمون .. الدقة عندها مهمة جداً .. وحضرتك بالتأكيد عايز للهانم حاجة كويسة

التفتت إلى سبيل وأردفت :

- حضرتك تفضلى موديلات أو ألوان معينة ؟

أجابها حسن فى حسم :

- لأ .. مدام سيمون هى اللى هتختار كل حاجة على ذوقها

  توجهت الفتاة للمغادرة فـ عاد يستوقفها قائلاً :

- فكريها تبعت لى شيري الساعة سبعة زى ما اتفقنا

- حاضر

انصرفت الفتاة وراح حسن يلعب مع شادي وكأن شيئاً لم يكن .. ترى من تكون شيري ؟ وما الذى يريده منها ؟ أترى للأمر علاقة بها ؟قاومت رغبة ملحة لسؤاله عنها ولكن السؤال انحشر فى حنجرتها وابتلعته مرغمه فطل جليًا من عينيها .. تجاهلها عمدًا حتى المساء عندما جاءت إلى المنزل فتاة تشبه الببغاء .. خصلاتها تناثرت فى مزيج عجيب من لون وردي يتعارك مع لون أزرق .. تجاورها فتاة أخرى بشعر أشقر تحمل حقيبة كبيرة

ما أن فتحت لهما سبيل الباب حتى هتفت الفتاة الببغاء فى مرح :

- هاي .. أنا شيري .. حسن بيه موجود ؟

قبل أن تتمكن سبيل من التعليق كان حسن قد أقبل لاستقبالها مرحبًا .. فهمت من حديثهما أنها المرة الأولى التى يراها فيها .. فلماذا أظهر كل ذلك القدر من الاهتمام بها ؟

تلك المجنونة هيَ من ستتولى تهذيب شعرها بطريقة عصرية وعليها أن تخضع لها رغمًا عنها .. من الجيد أن حسن أيضًا رفض صبغ شعرها بأية الوان أخرى .. رقص قلبها لا إراديًا وهو ينظر إليها موجهًا حديثه إلى شيري ومعاونتها قائلاً :

- لونه الأسود عاجبني .. كل اللى محتاجه شعرها قصة جديدة تظهر جماله وبس

ضحكت شيري وهى تتأمل سبيل بدورها قائلة :

- أوك .. سيبهالي ساعة واحدة .. واوعدك مش هتعرفها بعدها

استسلمت سبيل لأصابعهما التى لم تغفل حتى ذراعها المصاب .. شعرها .. أظافرها .. بشرتها .. لم تكن قلقة بشأن ذات الشعر الأشقر التى تولت العناية بيديها وقدميها حتى أظافرها .. ما كان يرعبها شيري التى تحركت كالبهلوان لتترك بصماتها على وجهها وشعرها فى حيوية وحرية لم تسترح لها .. تطلعت إلى خصلاتها التى تكومت بين قدميها وهتفت معترضة :

- مش عايزاه قصير

أجابتها شيري فى حسم يتعارض مع هشاشتها الظاهرية :

- مش قصير ..

 - بس انتى قصيتى كتير قوى منه

- مش كتير ولا حاجة .. شعرك غزير علشان كده متهئ لك انه كتير

زفرت سبيل فى إحباط .. فابتسمت شيري قائلة :

- اصبري .. وهتشوفي لمسات شيري السحرية حولتك لأيه

كادت سبيل أن تبكى وهى تتخيل نفسها ضفدع وخنفساء .. أو ربما ببغاء لا يختلف عنها إلا فى لونه الأسود .. غراب إذاً ..؟!

تأوهت عندما بدأت تدهن بشرتها الملتهبة بمساحيق تجميلية وصفتها مزهوة بأنها ماركات عالمية لم تسمع عنها سبيل قبلاً .. هدأت أخيرًا ثم أطلقت صيحة انتصار عاتية وهى تشير لـ سبيل قائلة :

- قومى شوفي نفسك فى المراية وميرسي لـ شكرك ومدحك فيا مقدمًا

نهضت سبيل وتوجهت للمرآة على عجل .. لم تستطع أن تشكرها ولو بكلمة واحدة .. روعة بصماتها كانت أكبر من أن تعبر عنها .. بريق عينيها كان كافيًا لتضحك شيري فى رضا وهى تضرب الهواء بحركاتها البهلوانية التى تبخسها كثيرًا من قدرها

أحنت سبيل رأسها فى خجل عندما دخل حسن إلى الغرفة بعد أن نادته شيري بصوت مرتفع .. لمعت عيناه فى إعجاب أخفاه سريعًا وهو يلتفت إلى شيري قائلاً فى لهجة جافة :

- مكنش فى لزوم للماكياج دا كله

هتفت شيري معترضة :

- علشان نبرز شغلنا

كشر صامتًا فأردفت فى شراسة :

- متنكرش أنك مبهور بيها .. عينيك مليانة إعجاب

قطب حاجبيه قائلاً :

- فعلاً شغلك حلو .. أنت عملتى إنجاز

رمقته سبيل بنظرة مستنكرة .. يا له من غليظ مستفز .. متى سيقدم إحسانه بطريقة أفضل ؟!

*****

ميرسي للناس الجميلة اللى بتعلق وبتتفاعل بحماس شديد علشان تحمسنا نكمل


Continue Reading

You'll Also Like

1M 32.9K 44
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
508K 41.5K 16
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
633K 30.6K 33
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
327K 11.4K 43
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...