13

1.2K 103 29
                                    


دعاه الطبيب المسئول عن حالتها إلى حجرته واستقبله غاضباً بعد أن قصت عليه الممرضة ما فعله معها.. رد فعله البارد اللا مبالٍ زاد الطبيب سخطاً فتهف محذراً :

- حسن بيه .. أنا كده ممكن امنعك من دخول المستشفى

لوى شفتيه فى تهكم قائلاً :

- الظاهر انك نسيت أن انا اللى بادفع مصاريف العلاج هنا .. إلا لو كنت ناوى تدفع انت بدالى ابتلع الطبيب ريقه فى حرج قائلاً :

- أنت كده بتدمر كل اللى بنعمله .. الرحمة يا حسن بيه

صاح فى غضب :

- الرحمة للى يستحقها

- مش من الرجولة ولا الآدمية أنك تنتقم من شخص ضعيف

- مين قالك أنها ضعيفة ؟ أنت متعرفش دى عملت فينا أيه

- أنا فعلاً معرفش هى عملت ايه .. بس اللى شايفة قدامى دلوقت هو أنها مخلوقة ضعيفة جداً

لمح العناد يغطى قسماته فأردف :

- وبعدين .. لو انت فعلاً بتحب ابن اخوك وعايزه يعيش بجد يبقى لازم تساعدنا وتبطل تضايقها

- أيه .. هى ممكن تفكر تقتله تانى ؟

- مش بالمعنى المفهوم .. بس حتى لبن الرضاعة لو اتعكر هيسبب له مشاكل احنا فى غنى عنها

- يبقى يرضع صناعى .. اعتبروها ماتت ..

- الرضاعة الطبيعية هتساعده أكتر خصوصاً فى الشهور الأولى .. هتوفر له المناعة اللى هو محتاجها

- يبقى تشوفوا أى واحدة تانى ترضعه .. أى أم تانى تكون بتعرف معنى الأمومة

*****

تطلعت سبيل حولها تتأمل الغرفة الجديدة التى نقلوها إليها بعد أن تحسنت صحتها ولم تعد فى حاجة إلى حجزها فى غرفة العناية المركزة .. الغرفة نظيفة فاخرة بها سرير واحد .. عادت تتساءل عمن يدفع التكاليف الباهظة لإقامتها فى مستشفى بهذه الرفاهية ..؟

أخبرتها الممرضة بأنها لا تعلم شيئاً عن ذلك .. كل ما تعلمه هو أن مصاريف علاجها سددت بالكامل .. أيعقل أن تكون فردوس ومن معها قد شعروا بالذنب جراء ما فعلوه بها فأرادوا التكفير عنه ؟

تلاشت حيرتها عندما دخل إلى غرفتها دون أن يطرق الباب .. راح يحرقها بنظراته حتى همست فى تلعثم :

- أنت مين ؟

أجابها فى برود :

- أنا عم شادى

تطلعت إليه فى بلاهة فأردف فى جفاء :

- ابن سعيد .. أخويا

صمتت فى صدمة .. سعيد لم يتخلى عنها إذاً .. هو من تكلف مصاريف علاجها فى هذا المستشفى الفاخر وليس فردوس وعصابتها .. إن كان قد تشجع أخيراً وأعلن أمام عائلته بأن الطفل له .. فلماذا لم يأت بنفسه ليطمئن عليها .. ؟

همست أخيراً دون أن تجرؤ على النظر إليه :

- فين سعيد ؟

كم ود لو أخبرها بأنه انتحر بسببها لعل إحساسها بالجرم يقتلها .. ولكن من أين لمثلها بإحساس .. لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة قائلاً :

- سعيد سافر

هتفت فى غضب :

- هرب تانى ..؟!

هم أن يوبخها لولا دخول الطبيب إلى الغرفة .. ابتسم فى عصبية وهو يبدل نظراته بينهما قائلاً :

- حمد لله على سلامتك سبيل هانم .. البيبى هو كمان هيخرج قريب .. هتسميه ايه بإذن الله ؟

أجابه حسن فى حسم :

- اسمه شادى

التفت الطبيب إليه فى انفعال قائلاً :

- اسم جميل جداً .. مبروك عليكم شادى

استمر فى فحص سبيل وغمرها بأسئلة بعضها لا جدوى منه حتى دخلت الممرضة إلى الغرفة تحمل صينية الطعام .. قال فى ارتياح :

- عظيم .. كلها يومين تلاتة بالكتير وتستريحى مننا

جذب الممرضة جانباً ووبخها هامساً :

- أنا مش منبه عليكى ألف مرة متسيبيهاش لوحدها

- كنت باجيب لها الفطار .. معرفش انه هييجى دلوقت

- خلى بالك بعد كده

- حاضر .. آسفة يا دكتور مش هتتكرر

التفت الطبيب بعدها إلى حسن قائلاً فى نبرة ذات مغزى :

- خلاص يا حسن بيه .. هانت

*****

كل سنة وحضراتكم طيبين

يا رب السنة الجاية تكونوا محققين أحلى أحلامكم

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now