22

1.5K 178 86
                                    


تنهد كامل فى عمق ثم نظر إلى حسن بتمعن قائلاً :

- اتجوزها يا حسن

اتسعت عينا حسن واستمر يحدق فى عمه مذهولاً للحظات .. قبل أن يهتف ساخراً :

- جرى لك ايه يا عمى ..؟ أنت اللى بتقول الكلام دا ؟

- أنا مش قصدى جواز بالمعنى المفهوم للجواز .. بس حاجة تحجمها وتخليها تحت عينينا دايمًا ..

استمر حسن في التطلع إليه مستنكرًا فأردف ليقنعه بتقبل الفكرة :

- وبعدين يا سيدي لما تحب تتجوز بجد .. الشرع محللك اربعة .. اتجوز تانى وقت ما انت عايز

هز حسن رأسه فى عناد قائلاً :

- ولو .. برضو مش هينفع .. أنا مش ممكن اربط اسمى باسم خدامة وضيعة زى دى أبداً .. دا انا قلت لك أجيبهالك هنا تبوس رجليك وانت مرضتش .. إذا كنت انت مش طايق حتى تشوفها .. عايزنى انا اتجوزها ؟!

*****

8- ملكة مملوكة

عاد من مكتبه منهكاً .. عليه الآن أن يتولى مسئولية الشركة كاملة .. سعيد لم يعد هنا ليتحمل عبئها معه .. مصنع عمه أيضاً أصبح مطالباً به بعد أن نصحه الأطباء بعدم التعرض للإجهاد حتى يتعافى تماماً من أزمته الصحية

تناول غداءه بسرعة واستأذن فى الذهاب إلى غرفته للحصول على قسط من الراحة .. ربما لن يستطيع الذهاب لرؤية شادى اليوم .. رؤيتها أصبحت همًا بعد اقتراح عمه المخزي الذي زاده كرهًا لها .. كيف طاوعه لسانه على قول كهذا ؟

 كامل باشا .. يريده أن يتزوج خادمة ؟! وليتها خادمة عادية .. بل مجرمة تسببت في قتل أقرب الناس إليه ..!

بدل ملابسه واستلقى فى سريره متأوهاً وما كاد يغمض عينيه حتى رن هاتف سعيد بجواره .. التقطه ساخطاً .. تباً .. متى وكيف جمع سعيد كل هؤلاء الأصدقاء ..؟ بعضهم من أيام الدراسة والبعض من النادى والبعض من ........

اتسعت عيناه غضباً ما أن عرف بهوية المتصلة .. لماذا تتصل به الآن ؟ ألم يخبرها بأنه سافر ؟ ألم يخبرها عمه أيضاً بأن سعيد سافر هرباً منها وبأنه لا يريد رؤيتها مجدداً ؟

ضغط زر الاستجابة وراح يستمع إليها صامتاً :

- سعيد .. أنا سبيل .. مبتردش عليا ليه ..؟ للدرجة دى هنت عليك ..؟ أنت خلاص نسيتنى بجد ..؟ مش عايز تشوفنى تانى ..؟ أرجوك اتكلم .. قول أى حاجة .. قول انك لسه بتحبنى

عض على شفتيه فى تهكم .. ها هو الزمان يكرر نفسه أسرع مما تخيل .. نفس الكلمات التى كتبها سعيد لها قبل رحيله بأيام معدودة .. نفس صبغة التوسل والرجاء .. لكنه ليس نفس الحب ..لا يشعر بمرارتها .. رجاؤها مزيف لا صدق فيه .. لن تنتحر مهما تفنن فى رد رسالتها .. كل سمومه لن تقتلها .. سمها لا زال الأقوى .. سيبقى الموت البطئ هو الحل الأمثل لها

بيلاَّ  ( قريبًا)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu