5

1.4K 116 17
                                    


احتضنت فردوس زميلتها السابقة فى المستشفى مهللة .. عنايات تركت العمل الحكومى منذ أكثر من أربع سنوات .. حصلت على معاش مبكر وقررت العمل فى مستشفى استثمارى كبير .. وبخوها كلهم أنذاك ونصحوها بإعادة التفكير بروية .. العمل فى القطاع الخاص ليس مضموناً وقد يستغنوا عن خدماتها فى أية لحظة لتجد نفسها فى الشارع بلا عمل ولا دخل عدا الجنيهات القليلة التى ستحصل عليها من المعاش .. حذروها بأنها سوف تندم وقت لن يفيد فيه الندم ولكن عنايات أصرت على موقفها ولم تقتنع بكل ما أخبروها به .. والآن أدركوا بأنها كانت محقة وبأنها اتخذت القرار الصائب

ربتت فردوس على الأساور الذهبية التى زينت معصم عنايات وابتسمت قائلة :

- والعز دا من المرتب ولا من بقشيش ولاد البشوات ؟

ضحكت عنايات قائلة :- الاتنين مع بعض وحياتك

- طول عمرك مبختة يا عنايات

- قلت لك ساعتها تعالى معايا .. كانوا عايزين ممرضات بالكوم .. بس انتى فضلتى تقولى لى الميرى والحكومة

تنهدت فردوس فى حسرة قائلة :

-  أهو كل واحد بياخد نصيبه

تلفتت حولها فى قلق وأردفت :

- باقولك ايه يا اختى .. تعالى نقعد على جنب .. المستشفى النهارده فيها تفتيش وتحقيقات ربنا يسترها وتعدى على خير

- ليه يا اختى .. حصل ايه ؟

- بت من اياهم .. الله يستر ولايانا .. ولدت وسابت لنا العيل فى المستشفى وهربت

وضعت عنايات يدها على فمها قبل أن تهز رأسها وتتنهد قائلة :

- حكمتك يا رب .. ناس مش لاقية ضفرهم وناس بترميهم وتجرى

تنهدت فى حرقة وأردفت :

- طب دا انا اعرف واحدة يا حبة عينى بتقطع فى نفسها يوم ورا التانى عشان حتة عيل ولا فيش فايدة .. عملت أطفال الأنابيب دى تلات مرات لحد دلوقت .. أخرهم لسه من يومين .. واهى راقدة فى المستشفى بتتوجع لحد دلوقت .. تيجى تشوفها الهبلة اللى رمت عيلها يمكن تتعظ

لوت فردوس شفتيها قائلة :

- وتلاقيها صرفت فلوس بالكوم

- بالآلاف .. بس يا اختى المشكلة مش فى الفلوس .. دى معاها فلوس كتير قوى

أخذت عنايات نفساً طويلاً وتابعت :

- جوزها وحيد أهله .. ومقتدر على الأخر .. بيحبها حب عبادة ومش عاوز يتجوز عليها بس أهله مش ساكتين .. شغالين زن على دماغه ليل ونهار

- حكمتك يا رب

ضحكت عنايات فى مرارة قائلة :

- والله هاين عليا أخد لها العيل دا واديهولها

- أنهو عيل ؟

- اللى البت سابتهولكم هنا

- يوه .. وهى ترضى بكده ؟

- ومترضاش ليه .. دى تتمنى .. هى لاقية ؟

تأملتها فردوس شاردة .. ذهبت أفكارها لا إرادياً إلى سبيل .. إن كانت هذه الثرية تريد طفلاً بالفعل بغض النظر عن مصدره .. فهى بإمكانها أن توفره لها .. سوف تساعدها وتساعد سبيل فى نفس الوقت .. بل وسوف تساعد نفسها أيضاً بأموال تلك الثرية

- فردوس .. فردوس .. مالك يا اختى .. باكلمك من الصبح وانتى ولا انتى هنا ؟

تنبهت فردوس قائلة :

- أبداً .. بس صعبان عليا الست دى .. اللى بتحكى عنها

- أمال لو شفتيها هتعملى أيه .. ؟

 - طب اسمعى يا عنايات .. جسى لى نبضها .. لو كانت عايزة أى عيل والسلام .. هاتى لى تليفونها وانا هاشوف لها عيل من اللى بيرموهم ولاد الحرام فى المستشفى كل يوم والتانى

 - والله تبقى كسبتى فيها ثواب يا فردوس

- بس تردى عليا بسرعة .. أنا اصلى شاكة فى بت من اللى هنا على وشك الولادة .. قولى لى عشان ألحق أتصرف قبل ما تولد ويسلموه للملجأ

رواية : بيلا

أمانى عطاالله

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now