17

1.4K 118 40
                                    


جلس حسن يتناول فطوره مع عمه فى شرفة حجرة الأخير الذى بدأ يحرك أطرافه تدريجياً حتى أصبح بإمكانه مغادرة الفراش .. لسانه لا يزال ثقيلاً بالكاد يرد تحيتهم أو يناديهم .. الرعاية التى أبداها حسن نحوه كان لها تأثير السحر فى تحسن صحته مما أشعر الأخير بوجوب منحه المزيد منها

رن هاتفه فتناوله ونظر فى دهشة إلى الرقم الذى يطلبه قبل أن يغمغم فى قلق :

- ألو .. خير يا شوكت بيه .. حصل حاجة ؟

ما أن أغلق الخط حتى نهض فى عصبية وانطلق كالسهم دون أن يودع عمه الذى تابعه فى قلق حتى اختفى عن عينيه

وصل البناية واتجه مباشرة إلى شقة شوكت الذى استقبله فى ترحاب وود زاده ضيقاً وتحول إلى جنون ما أن رآها تخرج إليه بمنظرها المشعث وملابسها الضيقة القصيرة ..

استمع واجماً إلى شوكت وهو يقص عليه الظروف السعيدة التى سمحت له باستضافتها فى مسكنه المتواضع فزينته بهاءً بوجودها فيه .. أخيراً صافحه حسن فى صبر نافد قائلاً :

- شكراً يا شوكت بيه .. آسفين لإزعاجك

قال شوكت وهو يتطلع إلى سبيل فى إعجاب واضح :

- مفيش إزعاج خالص .. دا كلام برضو .. سبيل هانم تشاور بس هتلاقيني فى خدمتها دايمًا

احترقت تحت وطأة نظراته وهو يشير لها كى تتقدمه قائلاً :

- اتفضلى يا سبيل هانم

ما إن دلفا إلى الشقة وأغلق الباب حتى أزاحها للداخل بعنف كادت تسقط معه أرضاً .. صارخاً فيها :

- شكلك مش ناوية تجيبيها البر

حول بصره الغاضب إلى جهاز التسجيل .. كانت الفقرة الرياضية قد انتهت وبدأت القناة ببث فاصل من المنوعات الغنائية .. ضغط على أسنانه وهو يردد كلمات أغنية عبد الحليم حافظ ساخراً :

- وكمان بتلومونى ليه لو شفتم عينيه حلوين قد ايه ... ما شاء الله .. يا سيدى على المزاج العالى

 تطلع إلى مظهرها وأردف :

- مش كفاية الشورت والشعر الغجرى المجنون

توجه نحو التسجيل ليغلقه فأسرعت للغرفة التى يرقد فيها الطفل ولكنه لحق بها وعاد يمسك بذراعها ويعتصره فى قوة وهو يجذبها للردهة قائلاً :

- تعالى .. أنا لسه مخلصتش كلامى

انهمرت دموعها بغزارة قائلة :

- الواد بتاع السوبر ماركت هو اللى غلط .. أنا ما عملتش حاجة ..

- كل دا ومعملتيش حاجة .. ؟! أجى الاقيكى فى شقة واحد عازب بشكلك الـ........

قطع عبارته وضرب كفاً بأخرى قائلاً :

- الله يسامحك يا سعيد .. وحلة وغرزتنا فيها

بيلاَّ  ( قريبًا)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu