توقف سائق السيارة الأجرة أمام فيلا " شاهين " فترجل حسن منها متوجهاً نحو البوابة بخطوات متثاقلة .. لطالما عهدها واجمة كئيبة كأرملة فى حداد دائم .. واليوم هى أكثر وجوماً من أى وقت مضى
استقبله البواب فى مزيج من الحزن والتهليل .. لا يدرى إن كان عليه أن يفرح بعودته أم يواسيه فى فقيده الغالى
- حسن بيه .. حمد لله على السلامة .. من يوم ما سافرت وبعدت عننا والحزن ملازمنا
تنهد حسن فى ألم ولم يعلق .. أخذ منه البواب الحقيبة وتبعه إلى الداخل مردفاً :
- رجوعك أكيد هيعجل من شفا سيدى الكبير ويرجعه من المستشفى بالسلامة
استدار حسن وتطلع إليه فى دهشة مغمغماً :
- مستشفى ؟!
- لهو حضرتك متعرفش ؟ الصدمة كانت شديدة قوى على كامل باشا .. خلته وقع من طوله ومن ساعتها لا بينطق ولا بيتحرك
ضغط حسن على أعصابه وتشنجت عضلات وجهه فى قهر .. ما يحدث فاق قدرته على الاستيعاب .. لم يتخيل أبداً أن الحال سينتهى بأسرته الصغيرة لهذه المأساة البشعة .. ما أن بلغ أقرب كرسي له حتى ألقى بنفسه فوقه .. دلك ساقيه في هيستيريا قبل أن ينهض في لوعة ليستقبل رئيس الخدم العجوز الذى خرج من المطبخ وما أن رأى حسن حتى أسرع إليه واحتضنه باكياً ..
هز حسن رأسه صائحاً :
- أيه اللى بيحصل دا يا عم جمعة ؟ أنا مش قادر اصدق كل المصايب دى مرة واحدة ؟
أحنى الرجل رأسه وقال فى ألم :
- ومين كان يصدق يا ابنى .. بقى سعيد ينتحر ؟
اتسعت عينا حسن فى ذهول وتسمر جسده كتمثال قبل أن يتهالك مجدداً على الأريكة التى قاده إليها جمعة رحمة به وهو يقول مواسياً :
- بس أنا متأكد أن ربنا هيغفر له .. الله غفور رحيم .. وسعيد أكيد مكنش فى وعيه لما عمل كده ..
قال حسن بصوت واهن :
- سعيد انتحر .. مش ممكن ..!
- بعد ما انت سافرت .. اتبدل حاله .. اللى ماكنش بيبطل ضحك وهزار بقى عصبى وحزنان على طول .. وصوته ابتدا يعلا حتى على سى كامل نفسه .. مبقاش هو أبداً سعيد اللى نعرفه ..
ابتلع حسن ريقه قائلاً :
- كل دا بسببى
- لا يا ابنى .. أنت ملكش ذنب
صرخ حسن منهاراً :
- أنا مجرم .. أستحق الشنق .. يا ريتنى مت بداله .. هربت وسبته لوحده فى السجن ده .. سبته لحكم عم قاسي بيحركنا زى العبيد
ربت الرجل على كتفه قائلاً :
- لا يا بنى .. دا لا ذنبك ولا ذنب سيدى الكبير .. هى السبب.. منها لله
حملق حسن فى وجهه قائلاً :
- هى .. تقصد مين ؟
تلعثم الرجل قائلاً :
- أنا عارف بقى .. أهو البوليس قال انه انتحر بسبب واحدة ست
يا جماعة الرواية لسه قيد التعديل
رأيكم مهم جداً
متحرموناش منه
YOU ARE READING
بيلاَّ ( قريبًا)
Romanceجحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال الوقت .. كتنين رهيب تبثه نارها أينما ذهب .. تطل عليه من كل الوجوه لتخرج له لسانها وتضحك فى شماتة .. قتلت أخيه وسوف تصيبه هو بالجنون .. حتى...
