35

1.5K 164 70
                                    


بدل ملابسه وحاول أن يخلد للنوم بلا جدوى .. سبيل لازالت شابة وجميلة ومن أبسط حقوقها الحياة .. من الظلم أن يدفنها حية مع شقيقه الراحل لمجرد ارتباطها به بزيجة سرية متوترة لم تدم أكثر من شهرين .. لم يعد يستطيع الإنكار .. زواجها من شقيقه لم ينصفها بل عذبها كما عذب سعيد وأكثر

إن لم يكن يريدها زوجة حقيقية له فعليه أن يحررها لعله يتحرر هو أيضًا منها .. كونه الرجل الوحيد في عالمها يزيدها تعلقًا به ويزيده تعلقًا بها .. سبيل ليست أكثر من نزوة في حياته .. رغبة جسدية عززتها رغبتها المتبادلة فيه .. عرفها منذ ما يقرب العام وكان يكرهها أكثر من أي امرأة أخرى فكيف يعقل أن يتحول كل هذا الكره إلى حب فجأة ؟!

في النهاية هو بشر .. رجل مثله مثل شوكت وغيره من هؤلاء الذين سقطوا أسرى جمالها وفتنتها .. هو ليس معصومًا من الإغواء .. خاصة وأنها ملكه بغض النظر عن مدى شرعية تلك الورقة التي وقعتها مرغمة حينها .

زواجه السريع من سارة هو ما سوف يحسم هذا الأمر

*****

وضعت صينية الطعام فوق السجادة بجوار شادي وجلست تتناول غداءها معه .. ضحكت في مرح وشاركته التصفيق عندما قلدها ووضع ملعقة الأرز في فمه ثم صفق لنفسه في سعادة

انتفض قلبها فجأة وتعلقت عيناها بوجه حسن الذي دخل خلسة ووقف يتطلع إليها في حنين .. كان مخطئًا عندما ظن أن أجمل ضحكاتها هي تلك التى تسحره وهو يراقبها في الكاميرات دون أن تراه .. !حول وجهه إلى شادي الذي ترك طعامه ونهض ليستقبله فرحًا .. أمسك حسن بقبضتيه وقبلهما مرحبًا وهو يضحك قائلًا :

- كمل أكلك واغسل إيديك وبعدين هنلعب مع بعض لحد ما تزهق

- هاجيب لك تتغدى معانا الأكل لسه سخن

ابتلع ريقه وهو يتمعن في ابتسامتها المشرقة .. كاد يتراجع عن قرار أرقه الليل كله .. لا يعلم إن كان ما يأرجحه حب أم جشع .. حتى وإن كان يعتقدها مجرد نزوة فهي أجمل من أن يتركها لرجل آخر ..!

جاهد ليبدو هادئًا :

- أنا سبقتكم واتغديت مع عمي .. كملي أكلك-

 أنا خلاص شبعت بس كنت باعلم شادي ياكل بالمعلقة .. بقى شاطر قوي ومش بيوسخ هدومه ولا بيوقع حاجة على الأرض .. خلاص عيد ميلاده أخر الشهر دا

أغمض عينيه لحظات ظنتها تأثرًا ربما بـ ذكرى سعيد أو فرحًا بـ نمو شادي .. لم يجد الشجاعة لحظتها ليخبرها بأن زفافه إلى سارة سيوافق اليوم ذاته .. يا لها من مصادفة غبية ..!

 جاهد ليتحكم في انفعالاته وهو يقبل وجنة شادي دون أن يحرر قبضتيه حتى لا يلوث ملابسه قائلًا :

- برافو حبيبي

ضحك عندما حرر الصغير قبضتيه منه عنوة وراح يصفق لنفسه في زهو كما اعتاد أن يفعل كلما سمع كلمات التشجيع

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now