مقتطفات

1.4K 112 51
                                    


جلس كامل بجوار سريره في انتظار أن يستيقظ من أثر الحقنة المهدئة .. انتفض مذعورًا وهو يسمعه يردد رسائل سعيد إليها كاملة .. تلك التعويذة الملعونة التي قتلته في النهاية .. هل يعقل أن تصيبه لعنتها هو أيضًا ؟

مستحيل .. هز رأسه في عنف مستنكرًا .. كلا .. ليس حسن .. حسن أقوى من أن يفعلها .. ولكن .. حتى الأسود تموت حزنًا ..!

ابتلع ريقه وهو يتأمل صراعه المعذب رغم تأثير المهديء الذي لم ينته بعد " همساتها الحالمة تحولت لزئير مرعب زلزل أعماقه .. بسماتها الناعمة وضحكاتها العذبة صارت شيطانية وهي ترقص فوق جثته وجثة شقيقه .. تهادت نحوه في نعومة كالحلم ثم انقلبت كابوسًا وهي تعدو كالموت لتلتهمه حيًا .. النور في عينيها بات نارًا .. الربيع الذي طالما زينها جف وتيبس فتساقطت كأوراق الخريف .. بل كشجرة الحياة اقتلعت من جذورها وتمزقت أشلاءها بلا رحمة ......

قبض على عنقه مطلقًا صيحات هيستيرية أصابت كامل بالمزيد من الفزع فنهض ليمسك بيديه في قوة وصرخ يطلب المساعدة .. ربت على يده بإلحاح ليوقظه .. وكأنه ينتشله من الموت قبل أن يبتلعه

فتح حسن عينيه وتطلع إليه لحظات بنظرات شاردة وعقل مغيب .. وغمغم مهلوسًا :

- خلي سعيد يسيب لي سبيل .. مش كل مرة تقولي دا أخوك الصغير .. أنا أخوه الكبير .. ولازم يسمع كلامي .. ولو حتى المرة دي بس ..

عض كامل على شفتيه في لوعة وعاد يربت على كفه هامسًا :

- سبيل هنا يا حسن

هتف كطفل صغير :

- لأ .. سبيل عند سعيد .. هي بتناديني بس هو مش عايز يسيبها ترجع لي .. مع أن أنا اللي أديتهاله .. هي مكنتش عايزة تروح عنده .. أنا اللي غصبت عليها ووديتها بالعافية .. خليه يسيبها يا عمي ..


مخصوص للناس اللي زعلانة من حسن

في نوع من البشر عنيد وصلب بالطبيعة.. يعني قاسي غصب عنه

دول قسوتهم على نفسهم بتكون أضعاف قسوتهم على غيرهم

منهم حسن

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now