26

1.7K 202 61
                                    


قاد سيارته فى توتر ضاعفه صراخ شادى المتواصل على المقعد المجاور له .. توقف أمام البناية وحمله مصفراً مداعباً بلا جدوى فغادر السيارة وراح يتجول به فى الشوارع على غير هدى حتى استسلم للنوم أخيراً فتنفس الصعداء واستدار عائدًا إلى المنزل

وضع الطفل بجوارها على الفراش وتحسس فى رفق جبينها المتصبب عرقاً .. انتفضت فى لا وعى وتمتمت :

- لأ .. بلاش .. مش قادرة .. أرجوك يا سعيد .. مش مستحملة نظراتهم أكتر من كده .. لو مش قادر تقولهم الحقيقة طلقني

 قطب جبينه وهو يتذكر عبارتها " أنا ماخدتش من سعيد غير الخوف والذل ... "

 نهض فى مرارة ليحضر طبقاً من الماء البارد ومنشفة نظيفة .. جلس فى كرسي بالقرب من سريرها وشرع فى وضع الكمادات فوق جبهتها وكفيها حتى انخفضت حرارتها واسترخت ملامحها المضطربة فاستسلمت لنوم هاديء

نظر فى ساعة يده فوجدها تشير إلى السادسة صباحاً .. نهض فى كسل مغادراً الغرفة .. لولا ارتباطه باجتماع عاجل فى التاسعة صباحًا لكان تغيب عن العمل .. استلقى على الأريكة بكامل ملابسه ممنياً نفسه بغفوة قصيرة تعيد إليه توازنه قبل ذهابه إلى المكتب .. ساعة واحدة ربما تكفى

استيقظ فجأة عندما ارتطم جسده بالأرض .. فتح عينيه بصعوبة وتطلع إلى ساعة الحائط فوجدها الثامنة صباحاً .. تثاءب فى كسل ونهض مرغمًا ليغتسل ويذهب لعمله

دخل إلى الغرفة حيث يرقدان .. تحسس جبهتها الباردة فى ارتياح قبل أن يتأملهما فى حسد ويطلق سباباً خافتًا .. ها هما يغطان فى نوم عميق بعد كل ما سبباه له من أرق ليلة أمس

10- زوجتي

استيقظت سبيل فى العاشرة صباحاً عندما ربت أحدهم على كتفها فى رفق .. فتحت عينيها فى كسل وما لبثت أن اعتدلت جالسة وهى تنظر فى دهشة لتلك الصبية التى أيقظتها قائلة :

- أنتى مين .. ودخلتى هنا ازاى ؟

- أنا نورا بنت عزيز البواب

تطلعت إليها سبيل فى بلاهة فأردفت :

- حسن بيه مر على ابويا الصبح وهو رايح الشغل وطلب منه انى اطلع أقعد معاكى واشوف طلباتك لحد ما يرجع أخر النهار

هزت سبيل رأسها متفهمة فعادت الفتاة للثرثرة :

- أول مرة نعرف أن حسن بيه اتجوز وخلف كمان .. أصله بقى له أكثر من سنة غايب عن الشقة .. كانوا بيقولوا انه مسافر بلاد بره .. هو انتوا اتجوزتوا هناك ؟

أجابتها سبيل شاردة :- لأ .. اتجوزنا هنا

أخبرهم إذاً أنها زوجته .. ترى كيف أخبرهم ؟ هل شعر بالخوف والخجل كما كان يحدث لـ سعيد عندما يسأله أحدهم عن علاقته بها ويجد نفسه مجبراً على الاعتراف بزواجه منها .. حتى عندما اضطر أن يعلنها صراحة ليستأجر تلك الشقة المفروشة .. لم يصدقه البواب حينها إلا بعد أن أخرج له قسيمة الزواج

بيلاَّ  ( قريبًا)Where stories live. Discover now