37

1.9K 173 61
                                    


عاد إلى الفيلا واجمًا .. كان معظم الحضور قد انصرف عدا القليل من أصدقاء عمه المقربين جلسوا يتسامرون معه في غرفة المعيشة .. ألقى عليهم تحية سريعة وتوجه إلى غرفته ..

بدل ملابسه وجلس يفكر طويلًا قبل أن يتخذ قراره بالاحتفال معها بعيد ميلاد شادي مهما كلفه الأمر ...أمسك بهاتفه في حماسة .. سوف يخبرها بأن حفل الميلاد الذي أقاموه الليلة لم يكتمل لأنها لم تكن فيه .. سيحتفلون بعيد ميلاده في موعده .. ثلاثتهم فقط .. هو وهي وشادي ..

سوف يشتري كل ما يلزم الحفل ويذهب إليهما في الصباح قبل زفافه

سارة سوف تغضب وتثور .. سوف تتهمه بالخيانة .. ربما تتخذ قرارًا يريدها أن تتخذه لتنهي صراعًا عاتيًا بأعماقه .. قد تؤجل حفل الزفاف وقد تلغيه أيضًا .. ليتها تفعلها ..

زفر ساخطًا عندما تجاهلت الهاتف للمرة الثالثة .. كان يعلم أنها غاضبة وأنها تتجاهله عمدًا كما يفعل هو منذ طلقها الأسبوع الماضي .. أصبحت تناطحه رأسًا برأس .. !ماذا لو قررت أن تتزوج هي أيضًا بأول رجل يتقدم لها لمجرد الانتقام منه ؟

  كرر اتصاله بها من دون جدوى .. فاتصل غاضبًا برقم نورا وطلب منها الصعود إلى شقة سبيل وإخبارها بضرورة الرد على الهاتف لأمر هام

 ذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا قبل أن يعاود طلب الرقم ولكنها لم تجبه أيضًا .. شغل كاميرات المراقبة رغم كونه أقسم مسبقًا بأنه لن يشغلها إلا للضرورة القصوى .. غرفة المعيشة خالية .. أيعقل أن تكون قد استسلمت للنوم بهذه السرعة ؟ بهذه السهولة ؟ أين دفنت كل المشاعر التي غمرته بها حتى أيام قليلة ؟ إن كان هو بكل صلابته لازال يحيا لأجلها ..!

هناك خلل ما بالغرفة .. أين صورة سعيد و.....؟

 رن الهاتف بين يديه فتطلع إلى الرقم في لهفة .. لكنه كان رقم هاتف نورا وليس هاتفها :

- أيوه يا حسن بيه .. الست سبيل مبتردش

- خبطي جامد شوية لغاية ما تصحيها

- طب ما تخليها مرتاحة والصباح رباح

- أنتي مش هتقولى لي أعمل ايه .. أنتي تنفذي وبس

- مش قصدي يا بيه والله .. بس أصلها كانت تعبانة قوي الصبح وانا باخد منها شادي

- طب وانتي بتديهولها دلوقت كانت لسه تعبانة برضو ؟

- معرفش .. أصل الست هانم هي اللي اديتهولها

- هانم مين ؟

- اللي كانت مع سعادتك .. سألتني على رقم الشقة وطلعت لها بنفسها

- سارة ؟!

أغلق الخط وعاد بكاميرات المراقبة إلى ساعة وصوله للبناية .. أتسعت عيناه ذعرًا وهو يراقب انفجار سبيل في جسد سارة كبركان هامد .. رعب الأخيرة وهي تهرول للمصعد لم يشفع لها عنده .. مسكينة سبيل وكأنها في حاجة إلى المزيد من الضغوط ..!

بيلاَّ  ( قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن