27

1.6K 165 72
                                    


عندما حانت زيارتها إلى الطبيب لنزع الجبس لم تجد صعوبة فى اختيار ملابسها ولا فى ارتدائها .. انتقت فستان أخضر بكم قصير بدت فيه كـ الوردة النادية عطرًا ونعومة .. عندما خرجت للردهة وجدته ينتظرها حاملاً شادى بين ذراعيه .. أسودت عيناه ما أن وقعت عليها وهتف فى غلظة :

- أيه الفرح اللى انتى عاملاه ده ..؟ فاكرة نفسك رايحة فين ؟

ابتلعت ريقها قائلة :

- أنا اخترت فستان سهل فى اللبس علشان دراعى ميوجعنيش

- ودراعك موجعكيش وانتى بتحطي المكياج دا كله ؟

مسحت وجهها بكفيها قائلة :

- دا يادوب ..... مش قلت لى اهتمى بمظهرك وانتى خارجة معاياتنهد بضيق وهو يشير لـ باب الشقة قائلاً :

- اتفضلي قدامي .. لو مكنش الدكتور مستنينا كان بقى لى معاكى كلام تاني

ما إن انتهى الطبيب من نزع جبيرة الجبس عن ذراعها حتى تنفست الصعداء وراحت تحركه فى كل الاتجاهات كطفلة فرحة فضحك الطبيب قائلاً :

- حمد لله على السلامة يا هانم

هتفت فى ارتياح :

- الله يسلمك يا دكتور .. أشكرك

- خلى بالك بعد كده .. يا ريت متجهديش نفسك الأيام دى

صافحه حسن فى امتنان وسحبها لمغادرة العيادة فى شئ من القسوة فهتفت فى تمرد :

- بشويش دراعى لسه فى مرحلة نقاهة

هم أن يوبخها ولكنه ابتسم مرغمًا ثم سألها :

- بتعرفى تاكلى بالشوكة والسكينة :

- ليه ؟

نظر إليها محذرًا فقالت بسرعة :

- أيوه

- كويس .. يالله بينا

تبعته إلى السيارة صامتة .. أعطاها شادى وقاد مكشرًا حتى توقف أمام مطعم فخم ودعاها للترجل منها .. أشار إلى طاولة فى ركن هاديء :

- تعالى نقعد هناك علشان أكون مطمن على شادى أكتر

هزت رأسها وتبعته دون تعليق .. ناولها قائمة الطعام لتتصفحها ولكنه فى استبداد راح يطلب العشاء لكليهما دون أن يسألها إن كانت ستفضله أم لا .. أظهر لـ شادى أحترامًا أكبر وهو يرحب به مبتسمًا ويسأله عن رأيه فى المكان بل وأشار له أيضًا بأطباق محببة للأطفال لينتقي منها ما يشتهيه .. يا له من مستفز ؟!

لا تنكر أن الطبق الذى طلبه لها كان شهيًا ولكنها وجدت صعوبة فى استساغته .. لو كان قد تكرم وسألها عن رأيها فيه قبل أن يجبرها على أكله بهذه الطريقة لكانت ابتلعته أسهل بالطبع .. لاحظ تمردها فضاقت عيناه قائلاً :

بيلاَّ  ( قريبًا)Onde as histórias ganham vida. Descobre agora