أغلق الخط دون أن يودعها لكنها احتضنت الهاتف هائمة حتى خطفه منها شادي وراح يعبث بأزاره فى فضول .. ضحكت عندما فتح فمه وعيناه انبهارًا بما وصل له من صور وألوان وأصوات تتبدل تباعًا كلما لمس زرًا جديدًا ..
حملته ووضعته فى " المشاية " لتدفعه في رفق أمامها إلى المطبخ قائلة :
- أيه رأيك .. نعمله أيه على الغدا ..؟ ملوخية .. ورق عنب .. بس ورق العنب هيحتاج وقت .. يبقى ملوخية ونشوي له لحمة معاها .. كانوا بيعملوا له الأكلات دى مخصوص كل ما يزور الفيلا
هتف شادي مشجعًا .. أتراه يفهم ما تقوله بالفعل أم أن معنوياتها المرتفعة قد انتقلت إليه ؟
ما كادت تخرج الأكياس من الثلاجة وتشرع فى عملها حتى رن الهاتف مجددًا .. انتفض شادي مكشرًا فأخذت منه الهاتف ومسحت شعره مبتسمة .. تطلعت إلى رقم هاتفه على الشاشة فى قلق .. أتراه تراجع عن المجيء ؟
صاحت بسرعة ما إن فتحت الخط :
- أنا خلاص جهزت الغدا
- معلش خليه ليوم تاني
بهتت ملامحها إحباطًا ثم عادت تتلون من جديد عندما أردف :
- بما أنكم زهقانين من قعدة البيت ممكن تسبقوني على النادي لغاية ما اخلص شغل واحصلكم .. خدى تاكسي يوصلك لحد هناك
- أيوه بس .....
- متقلقيش .. أنا هاتصل واسيب لهم خبر على البوابة
- أحنا ممكن نستناك هنا ولما تخلص شغل نروح كلنا سوا
- أنا لسه قدامى ساعتين على الأقل .. بلاش تضييع وقت
- بس انا خايفة ....
- خايفة من أيه تاني ..؟ لما يعرفوا انك مراتي محدش هايقدر يقرب لك .. عشر دقايق تكوني فى التاكسي
أغلق الخط ساخطًا .. تطلعت إلى شادي في تساؤل فرفع ذراعيه نحوها كأنه يتعجل الذهاب .. تنهدت في استسلام قائلة :
- طيب استنى لما ارجع كل حاجة مكانها الأول
اختارت لـ شادي ملابس قطنية مريحة ووضعت له بعض لوازمه الأخرى في حقيبة جلدية صغيرة لتحملها معها قبل أن تختار لنفسها " تي شيرت " أبيض اللون وجينز ضيق وحذاء رياضي أبيض اللون أيضًا
زينت وجهها بقليل من مساحيق التجميل ورفعت شعرها الغزير فى شكل ذيل الحصان .. تأملت شكلها في إعجاب وهي تشكر شيري ومدام سيمون على مساعدتهما القيمة .. أسرعت بعدها لتحمل شادي وحقيبته وتغادر الشقة
ترجلت من سيارة الأجرة وتوجهت فى خطوات جاهدت لتبدو واثقة إلى بوابة دخول النادي العريق .. يكفيها أن ترفع عنقها العاجي الطويل وتتهادى بقوامها الممشوق لتحيطها هالة من العزة تليق بها ..
ESTÁS LEYENDO
بيلاَّ ( قريبًا)
Romanceجحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال الوقت .. كتنين رهيب تبثه نارها أينما ذهب .. تطل عليه من كل الوجوه لتخرج له لسانها وتضحك فى شماتة .. قتلت أخيه وسوف تصيبه هو بالجنون .. حتى...