نجمة و المخادع

By autumn_midnights

148K 11.7K 2.1K

نجمة شغوفة بالفلك و المخادع أناني شغوف بالسلطة، نجمة تحلم بأن تنشر كتاباً تفيد به الناس و المخادع يحلم بأن يج... More

قبل البداية اقرأ هذا المنشور...
نجمة!
وداعاً يا بر زيان
قلعة سالم... و خطط نجمة
الزيارة
خطط نجمة
ملاحظة من الكاتبة
إصابة السيد جمال
ذئب الجبل!
خلافات و كوب قهوة
ترقية و موقف غريب!
إرتياب
أحداث غريبة
و هل أمامها خيارٌ آخر!؟
ملاحظة من الكاتبة
تردد و ظلم
الزواج
وضع جديد
مأزق نجمة
مغامرة المساء
لعبة الموت
ملاحظة من الكاتبة
على هامش الفوضى
سيل الذكريات التعسة
إغتيال مشاعر
صفعات الحقيقة!
تنويه....! و شكراً
إنها تعلم..!
عزيزي العقرب
الجني
ملاحظة من الكاتبة
خلفنا سنتركهم ....!
شجار
قلبها الأحمق المتهور
ملاحظة من الكاتبة
لأجل لا شئ!!
حبل مشنقة من ذهب
رسالة الأسود
مذابح بلا شرفاء!
السالمة
صحراؤها الأبدية
ذنوب
عينان على الدمار
ملاحظة من الكاتبة
الموت يتجاهل الحمقى
غفران
ألم و أمل

العزاء

2K 189 12
By autumn_midnights

نظرت نجمة لبوابة قلعة سالم! رغم أنها عاهدت نفسها أنها لن تعود أبداً إلى لاسيما بوجود سلمى بجانبها و لكنها اليوم مجبرة، و كانت تتمنى لو كانت هنا منذ أسبوع على الأقل!! فقد وصلتها تلك الرسالة اللعينة متأخرة! إنه القدر و هي لا تعترض! و لكنها تشعر بأنها كانت مقصرة.
تنهد نجمة بتعب و نزلت من على ضهر جملها
"أمي لماذا نحن هنا؟! " سألت نجمة التسعة أعوام بهدوء و أكملت:" طوال الطريق و دموعكِ لم تتوقف!؟"
"سلمى؟!" سألت نجمة بهدوء قاتل و بصوت راجف
"أجل يا أمي؟!" أجابت سلمى بجدية و هي ترمق والدتها بقلق
"هل تحبين جدكِ؟!"قالت نجمة
"بالطبع إن السيد جمال هو أفضل رجل قابلته في حياتي" قالت سلمى بمرح
" حسناً إن السيد جمال قد أعطاكِ عمره يا عزيزتي" قالت نجمة بتعب
"ماذا؟! ماذا يعني ذلك؟!" سألت سلمى و التي على الأغلب فهمت ما يعني! فطفلة في التاسعة قد لا تفهم ما يعني الموت بالتحديد و لكنها تفهم أنها لن ترى جدها مجدداً!!
"ادعي له بالمغفرة" قالت نجمة و هي تمسك بكتف صغيرتها بحنان
امتلأت الدموع في عيني الصغيرة و قالت وسط شهقاتها:" و لكن هذا يعني أنني لن أراه مجدداً ؟! انني لم اودعه جيداً يا أمي انه ليس فقط جدي إنه جدي و أبي يا أمي"
إحتضنت نجمة صغيرتها بتعب و هي تشعر بمدى ألمها مسحت دموعها التي خانتها، فعي تتذكر وقع تلك الرسالة عليها!
"عزيزتي نجمة
أرجوكِ إحضري بسرعة فأنا يؤسفني أن أكون من يزف لكِ هذا الخبر و لكن السيد جمال أعطاكِ عمره، لقد توفي بسبب حمى مباغته بالأمس سيصلى عليه اليوم سأتكفل بأمر العزاء.
المخلص دائماً
بدر"


"سيدتي!" رفعت نجمة رأسها لترى الشاب الذي وقف أمامها و القلق يملأ عينيه! لم تتعرف عليه على الفور و لكنها حينما أمعنت النظر أيقنت أنه بدر! لقد كبر كثيراً!! تركته و هو إبن الحادية عشر و اليوم هو إبن التاسعة عشر ، شاب قوي جندي في الجيش يطمح لأن يكون قائداً في المستقبل!
"بدر!؟" سألت نجمة بتردد و أكملت بتعب:" لقد كبرت كثيراً بالكاد تعرفت عليك"
"أما أنتِ فلم تتغيري أبداً سيدتي" قال بدر و هو يغصب ابتسامته! و نظر ناحية سلمى التي انتفخت عيناها الخمرية من كثر البكاء:" و انتي الآنسة سلمى!، اتذكركِ طفلة رضيعة"
"أنا لست طفلة انني في التاسعة الآن" صرخت سلمى بإستهجان
"سلمى ماذا أخبرتكِ عن الصراخ في وجه من هم أكبر منكِ عمراً" قالت نجمة بحزم
"و لكن يا أمي!" قالت نجمة بإعتراض
"أعتذر منك يا بدر إنك تخدمنا خدمة العمر تقف معنا وقفة الرجال في مصابنا ليوفقك الله و يرزقك إبنة الحلال" قالت نجمة
"لا تقلقي يا سيدتي كما أن هناك من يساعدني فسيدي..." قال بدر قبل أن يتدارك نفسه:" أقصد صديقي يساعدني يا سيدتي عزاء الرجال في القصر نهتم به جيداً و عزاء النساء في المنزل يا سيدتي دعيني أساعدكِ بحمل متاعكِ"



تنهد سلطان بتعب فمع مرور كل تلك السنوات الناس لا ينسوون ما قام به و لكنه هنا ليرد جميل معلمه!
فقي السنتين الأخيرتين أنهى عمرته و زار المدينة ، و هناك استشعر توبته فعلاً، فهم أخيراً كم كان مخطئاً ثبت قلبه على شئ معين! فحينما رأى الكعبة للمرة الأولى لم يستطع ان يقاوم مشاعر الرهبة و بكى طويلاً و هو يدعي أمام الكعبة، ذهب للمدينة و هناك رأى كيف كانت حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و كيف كانت حياة صحابته الكرام و التابعين تعلق قلبه بالمدينة، فقرر أن يبقى هناك في المدينة، و عزم أن يبقى هناك لبعض الوقت ليدرس أكثر و يأخذ من دروس المسجد النبوي، و هناك أصبح معلماً تؤخذ منه الإجازات* ، بعدما عرفوا بما حظى من إجازات من معلمين آخرين فإنصب تركيزه على دراسة السياسة و التأريخ فقد وجد نفسه في هذا الأمر فعلاً، فردسها و أصبح يدرسها و كان قد عمل على كتابة كتاب يحكي فيه تأريخ ماهستان، بقي هناك حتى موسم الحج و بعد موسم الحج و الذي فيه حقق حلمه الآخر ، قرر العودة مجدداً لماهستان و قلعة سالم!

دخلت نجمة لمنزلها و هنا وجدت كل الأعين تتوجه لها و لإبنتها التي إلتصقت في والدتها بخوف، و راحت النساء يهمسن ! حتى في عزاء والدها سيأكلن لحمها!
"عظم الله أجركِ يا صغيرتي" قال السيدة ماجدة
"أجرنا و أجركِ" يا سيدة ماجدة قالت نجمة و هي تراقب السيدة ماجدة و التي بدى عليها الكبر !!
"اوه يا ابنتي" قالت السيدة ماجدة و هي تختضنها و هي تبكي! ، و هذا المنظر جعل سلمى الصغيرة تغرق في البكاء!
بالطبع سمحت نجمة للسيدة ماجدة لتفرغ حزنها كما تريد فهي خدمت السيد جمال حتى آخر يوم في حياته! تتفهمها نجمة فهي نفسها لم تتوقف دموعها أساساً!
"تعالي اجلسي هناك يا ابنتي" قالت السيدة ماجدة و عي تأخذها لقلب المجلس و قالت بحنان لسلمى:" كيف حالكِ أيتها الصغيرة ؟! هل تريدين عصير الرمان!؟"
"انا بخير" قالت سلمى و هي تمسح دموعها
كانت نجمة تستقبل المعزيات بلا وعي فعقلها علق عند والدها ! هل تألم يا ترى قبل وفاته؟! هل نطق الشهادة؟! من كان بجانبه حينما توفي؟! "ليرحمك الله يا سيد جمال!"

"انه هو الخائن!!"همس الرجل الأول
"كيف يتجرأ و يعود بعد كل ما قام به؟!" قال الرجل الآخر
"لقد ضاع الخجل يا صاحبي " قال الرجل الأول
رمقهم سلطان بهدوء و تعب، هذا ليس همه! ما سيقوله الناس، فلا يهمه عفو الناس المهم أن يغفر له الله تعالى و أن يسامحه من أساء لهم ليرتاح باله و لو قليلاً، فهو يذكر انه عاد لقلعة سالم قبل أسبوعان! كان يشعر و كأنه روح جديدة! كان يريد أن يبدأ صفحة جديدة مع كل شئ و كل شخص حتى مع المدينة التي أتلفت روحه!!
فقد قام أول الأمر بزيارة قصر السلطان، دخل للمجلس بثقته المعهودة وسط إستهجان الكثيريين! بالرغم من انه كان متوتراً في داخله إلا انه تحامل على نفسه
"لقد وصلتمي رسالتك يا ابن عمي!" قال السلطان بحزم
"لم آتي لهنا يا سيدي سوى لغاية واحدة" قال سلطان بهدوء بإبتسامة صادقة
"جئت لأطلب من أن تسامحني! فأنا أعرف أن ذنبي كبير و على الرغم من انني أخذت عقابي و انت عفوت عني متكرماً و لكن لا زلت لن ارتاح إلا إذا أخذت منك السماح يا سيدي" قال سلطان
"لقد سامحتك منذ زمن !! فكل شخص يدفع ثمن أفعاله و أنت قد تكون دفعتها و لا زلت تدفعها و أنا أدفع ثمن أفعال والدي فهو جزء من المصيبة التي وقعت عليك ان جئنا للحق، فالله غفور رحيم فمن أنا لكي لا أسامحك" قال السلطان بحكمة
"انك تخدمني اليوم يا سيدي بمساحتك لي خدمة العمر" قال سلطان براحة

عاد لينظر للمعزيين أجل هو لا يهتم لهم أساساً، فهو لم و لن يهرب من ماضيه انه جزء منه عليه ان يتقبله، فقد عرف الكثيريين عن ماضيه حينما كان في المدينة و لكنهم اعجبوا بتوبته في نفس الوقت فالعقلاء يفهون انهم لا يجب ان يحكموا على البشر انطلاقاً من ماضيهم و لكن عفا الله عن ما سلف فالحاضر أهم، فهو حينما حضر لماهستان تفاجئ بالدعوة التي تلقاها من بيت العلم الكبير ليدرس الطلاب هنا و لكنه رفض العرض فهذه المدينة لم تعد تبتلعه!! هو هنا لغاية و لسبب!
و بعد أن قابل كان هدفه السيد جمال! و الذي كان خارج المدينة لبعض الوقت، انتظره سلطان و في أثناء إنتظاره قابل بدر!
" سيدي لا يمكنني أن أصدق عيناي، حينما قالوا انك في المدينة اعتقد انها مجرد اشاعة" قال بدر بلهفة
"كيف هي أحوالك يا بدر؟!" سأل سلطان بتعب و بإبتسامة
"على خير ما يرام يا سيدي" قال بدر بمرح
" أرجوك يا بدر سامحني على كل ما فعلته!" قال سلطان بأسى
"سيدي أنا لم أستطع أن اكرهك بالرغم من انني كنت غاضباً جداً من تصرفاتك لست أنا من يجب ان تعتذر منه" قال بدر بجدية
"بارك الله فيك يا بدر" قال سلطان بفخر



نظرت نجمة للمعزيات اللتين دخلن للتو! لقد كانت السيدة مريم و وردة ابنتها تسير خلفها، لاحظت نجمة عيون النساء التي اتجهت ناحيتهن!
"يا لها من مسكينة" قال احدى السيدات
"لقد بقيت ابنتها في منزلها" قالت سيدة اخرى
"لم يتقدم لها أحد بالرغم من جمالها" قالت سيدة أخرى
لاحظت العار الذي كسى ملامح وردة و والدتها! تنهدت بتعب، يال المجتمع القاسي يقسو على الفتاة المسكينة فقط لأنها لم تتزوج!
و ما فرق وردة عن نجمة ؟! فنجمة فعلياً متزوجة!! و لكن كلاهن تشعر بالوحدة! صحيح !الفرق سلمى الصغيرة هي التي تملأ وحدة نجمة ! و لكن وردة هي من سمحت للمجتمع ليتحكم بها و تصرفت و كأنها بالفعل عانس مسكينة لم تحاول ان تشغل نفسها! لم تحاول ان تبعد عن عقلها كل كلام الناس!؟
"عظم الله أجركِ" قالت السيدة مريم بحقد واضح
هذه المرأة لن تتوب روحها عن الحقد يوماً!!
"أجرنا و أجركِ" قالت نجمة بتهذيب
"عظم الله أجركِ يا نجمة" قال وردة بخجل
فعلى ما يبدو ان وردة قد تعلمت الدرس و كسر غرورها عكس والدتها
"أجرنا يا أجركِ عزيزتي" قالت نجمة بهدوء
راحت السيدة مريم ترمق سلمى بحقد
"هل هذه ابنته؟!" قالت السيدة مريم بسخرية
بالطبع لم تفت هذه النبرة عن نجمة و لم تفتها نظرة الغصة في حلق وردة هب ترى سلمى و ايضاً نظرات الترجي في أعينها لتتوقف والدتها عما تنوي فعله!
"إنها إبنتي سلمى يا سيدتي" قال نجمة بقوة عكس الضعف و الحزن الذي تشعر به في داخلها
"اوه صحيح اتذكرها كتلة لحم!" قالت السيدة مريم بسخرية
كانت سلمى ستفتح فمها لترد و لكن اوقفتها نجمة و بهدوء قالت لها:" صغيرتي أحضري لي كوب ماء "
"حلضر والدتي قال سلمى بخيبة و ذهبت لتنفذ طلب والدتها
"أجل يا سيدة مريم و كما ترين غدت اليوم فتاة جميلة " قالت نجمة بقوة
"اوه ليحفظها الله لم نقل شيئاً" قالت السيدة مريم و هي تهرب بسرعة لتجلس بين المعزيات


نظر سلطان لبدر الذي دخل بعدما خرج قليلاً لينهي عملٌ كما قال، كان يبدو أفضل حالاً حينما دخل فقد عادت الحياة لعينيه قليلاً! تذكر اليوم الذي قرر زيارة السيد جمال فيه بعد عودته من سفره! فقد لاحظ أنه كان يلمس رأسه بإستمرار كان يبدو شاحباً و متعباً!فهو قد دخل لمجلسه بتوتر!
"معلمي!" وقف سلطان بأدب حينمت دخل السيد جمال للمجلس
"اوه انظروا من خطرنا على باله" قال السيد جمال بمرح تعب
فجأة وقع أرضاً و هو يمسك رأسه!
"معلمي هل أنت بخير؟!" سأل سلطان بقلق
"مجرد صداع " قال السيد جمال
"كلا سأنادي الحكيم في الحال!" قال سلطان بهلع
"لا تفعل يا سلطان فقط دعني استلقي هنا" قال السيد جمال
"و لكن معلمي!" قال سلطان بقلق
"لا تقلق قل ما لديك!؟" قال السيد جمال بتعب و هو يستلقي
"لقد جئت إليك معتذراً عن كل ما بدر مني يا معلمي!" قال سلطان بإحراج واضح
"لقد سامحتك يا سلطان منذ زمن بعيد!" قال السيد بدر بهدوء و أكمل:" و لكن لا تنسى أن تعتذر منها و من ابنتها فقد قصرت في حقهن و هن من يستحقن الإعتذار"
"صدقني سأفعل يا سيدي و لكن أريد أن اصلح كل أخطائي أولاً يا معلمي" قال سلطان بحنين و شوق
"بارك الله فيك يا بني بارك الله فيك" قال السيد جمال بتعب:" لقد رأيتهما قبل ثلاثة أسابيع و لكني أشتاق إليهن و قد لا أستطيع أن اراهن مجدداً"
"ماذا تقصد يا سيدي" قال سلطان بهلع
"ادعي لي يا سلطان ، و اعتني بإبنتي و حفيدتي" قال السيد جمال بصعوبة و هو يرتجف
"معلمي ارجوك دعني انادي الحكيم" قال سلطان بخوف
"لقد فات الأوان! لا تنسى ان تزورهن في بر زيان" قال السيد جمال بصعوب
"أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله"
قالها السيد جمال و أسلم الروح وسط صرخات سلطان!!
كانت تلك الذكرى صعبة على نفس سلطان !!


في ثاني أيام العزاء و التي مرت ثقيلة على نجمة و ابنتها جلست نجمة مع سلمى في الخارج تراقبان النجوم
تنهدت نجمة بتعب و هي تدعو لوالدها
"أمي كيف يبدو والدي؟!" سألت سلمى بفضول
"ما هذا السؤال الغريب يا صغيرتي لم تبدي يوماً إهتماماً بهذا الموضوع !؟" قالت نجمة بهدوء
"أجل لأنكِ تجيبيني بإختصار يا أمي و أنا أريد التفاصيل" قالت سلمى
تنهدت نجمة بأسى:" انه يشبهكِ يا سلمى"
"هل ترين في كل مرة تجيبيني بنفس الجواب، أويد التفاصيل، مثلاً لماذا هو ليس بالجوار" قالت سلمى بفضول
فقد كانت أسئلة سلمى أحياناً أكبر من عمرها فقد كانت دائما تشعر بالفضول و تريدأن تعرف ما يجري حولها !
اما نجمة فقد وضحت بشكل مختصر لإبنتها انها و والدها منصلان لأنهما لم يتفقا و أنه يشبهها
"هذا لأننا منفصلان!" قال نجمة بهدوء و هي تشعر ان هذه الليلة ستطول ان لم تغلق هذا الموضوع على الفور! ليس لأنها لا تريد ان تتذكره و لكن لأنه لم يفارق ذاكرتها يوماً و لكنها لم تكن تستطيع مسامحته تماماً! فهي رغماً عنها علمت بأخباره من والدها فقد أخبرها! بالغرغم من انها ابدت برودها ناخية اخباره إلا أنها في الليل بكت كثيراً حينما علمت انه سجن و حمدت الله كثيراً حينما خرج! كانت تدعو له سراً بالرغم من كل شئ، هل لم تسامحه أبداً و لا تدري ان كانت ستقدر ان تفعل ذلك فما فعله بها و بنفسه و بهذه الصغيرة ليس بالأمر الهين!! و لكنها بالرغم من دلك لا تستطيع ان تنساه !!
"اههههه انتِ لن تعطيني التفاصيل مجدداً" قالت سلمى بإعتراض
"حسناً هيا لقد حان موعد النوم" قالت نجمة بتعب
"أمي؟!" سألت سلمى
"نعم؟!"
"لقد دعوت لجدي اليوم بالرحمة و المغفرة " قالت سلمى بحزن و أكملت:" لقد دعوت له كثيراً كل دقيقة كنت ادعوا له"
نظرت نجمة لإبنتها الصغيرة:" خيراً فعلتي يا ابنتي"


في ثالث أيام العزاء، تفاجأت نجمة بدخول مباغت لقد كانت فردوس و السيدة فهيمة و التي بدى واضحاً عليها الكبر أكثر من أي وقت مضى، و كان مع فردوس ثلاثة أطفال صبي حملته في يدها و التوأم فتى و فتاة و اللذين بدوا في الثامنة او السابعة من عمرهم
"نجمة!؟" صاحت فردوس بحزن واضح
احتضنت فردوس نجمة و غرقت الأخرى في بكاء مرير فحضن فردوس كان مختلفاً عن البقية بالنسبة لنجمة و لاحظت نجمة السيدة فهيمة و هي تمسح دموعها التي باغتتها
"عظم الله أجركِ عزيزتي" قالت فردوس بحزن
"أجرنا و أجركِ" قالت نجمة بصوت متقطع و هي تمسح دموعها
"ابتعدي من أمامي يا فردوس دعيني أرى " قالت السيدة فهيمة و التي بدى بأن نظرها قد ضعف بفعل السنين، فقد تخلت عن عنادها بعدما أصر عليها حسن و حلف أنه سيترك عائلته ويأتي للعيش معها ان لم تأتي هي و بالفعل رضخت له أخيراً عاشت مع حفيدتها و زوجها
"عظم الله أجركِ يا صغيرة" قالت السيدة فهيمة
"أجرنا و أجركِ يا جدة" قالت نجمة بحنين
حولت السيدة فهيمة نظرها لسلمى التي راحت تراقب الجدة فهيمة بإنزعاج من نظراتها
"هل هذه سلمى؟!"قال السيدة فهيمة
"أجل يا جدة" قالت نجمة و أكملت:" سلمى سلمي عليها هيا قبلي رأسها"
قامت سلمى و فعلت ما طلب منها
"و من هؤلاء؟!" قالت نجمة و هي تلاعب أبناء فردوس
"الصغير أحمد و التوأم محمود و فاطمة" قالت فردوس و أكملت:" سلموا على خالتكم يا أولاد"
كانت فرحة نجمة كبيرة بمقابلة فردوس و عائلتها اللطيفة، فهذا غير من مزاجها قليلاً و لاحظت انسجام سلمى مع بقية الأطفال بعض الشئ بالرغم من انها كانت دائماً لا تتفق مع من هم بسنها فهي ذات شخصية قوية تريد ان تكون قائدة على البقية!
فتذكر انها في احدى زياراتها للقرية المجاورة تركت سلمى تلعب مع أطفال القرية كعادتها، فقد انشغلت بشراء المؤونة للمنزل، و لكنها لاحظت تقدم بعض النساء منها
"سيدة نجمة!" صرخت احدى النساء و عي تجر ابنها الذي انتفخت عينه و لاحظت ان بقية الأطفال اصيبوا بالجروح
"ارجوكِ امسكِ بإبنتكِ لقد ضربت ابناؤنا بشكل سئ" قالت السيدة بغضب واضح
ضحكت نجمة في داخلها من تذكرها هذا الموقف، هي يعجبها ان تكون ابنتها ذات شخصية قوية و لكن لا يعني ان تعتدي على الأخرين لتفرض نفسها، في ذلك اليوم عاقبت نجمة سلمى على فعلتها جعتها تنظف المنزل من الغبار، فقد عاشت نجمة في ذلك اليوم في كابوس فلم تكن تريد ان تتحول هذه الفتاة لتصبح كوالدها فهي جاهدت لهذا الأمر، بالرغم من ان سلمى كانت لا تزال صغيرة و لكنها شرحت لها الصح من الخطأ و عاقبتها لتتعلم الدرس، فسلمو مطيعة بالرغم من عنادها و اندفاعها و عصبيتها!



لم ينتبه سلطان للذي دخل بهدوء و بدى الحزن واضحاً على ملامحه الا حينما تقدم منه بتجهم
"عظم الله أجرك"
"أجرنا و أجرك" قال سلطان بصدمة
" نعم لقد سمعنا عن أخبارك من الغريب !!" قال حسن بغضب لم يعهده سلطان و أكمل:" اوه لا تقلق لقد سمحناك بالرغم من أننا غضبنا من تصرفاتك الهوجاء"
نظر له سلطان بصدمة انه حسن نفسه بطيبته و بمرحه بالرغم من كل الحزن الذي غلب على ملامحه!
"سامحني يا صاحبي لقد مررت بالكثير " قال سلطان بأسى
احتضنه حسن بتعب و قال:" لا تقلق ان قلبي واسع لقد نسيت اساساً بالعتاب الذي كنت سأسطره لك حينما رأيتك هكذا"
"بارك الله فيك يا صاحبي و غفر الله لنا" قال سلطان
"لقد كان رجلاً صالحاً ليرحمه الله و ليغفر له" قال حسن
"أجل لقد كان كذلك " قال سلطان بتعب

————————————————
*الإجازة العلمية: وهي إجازة معرفة العلوم. فإذا آنس الطالب من نفسه القوة في العلم، والتدريس والإفتاء في مجالات العلوم، وطلب من أشياخه أن يجيزوه، كالإجازات التي كان يمنحها الجامع الأزهر والمدرسة النظامية والمدرسة المستنصرية والمدرسة العمرية وجامعة القرويين والمدارس العصرونية ومدارس بخارى وسمرقند ونيسابور وقرطبة وغيرها من مدن العالم الإسلامي.

مرحباً أصدقائي
لا تقلقوا ليس هذا الفصل الأخير سيكون هناك فصل أخير قادم في الطريق و لكنه قد يكون فصلاً قصيراً لست متأكدة بعد! و لكن ترقبوا الأحداث القادمة و اتمنى لكم قراءة ممتعة

و بالنسبة للأسئلة فأترك اكم حرية التعبير عن ما هو شكل النهاية!؟ كيف تتخيلون ستكون؟!

و اتمنى لكم اوقاتاً سعيدة

Continue Reading

You'll Also Like

63.1K 2.4K 30
( مالذي تريدينه تحديدا حتى تتوقفي عن الظهور لي ) زفرت بتعب ثم نظرت حولها قليلا ومع وقوع بصرها على الأمطار الغزيرة في الخارج عادت للنظر بسرعة إلى ال...
11.3M 1.1M 144
لبوةٌ وثلاث صغيرات .. هُنَّ لها وطنًا جميل وهيَّ لهنَّ معنى الأمان يعيشنَّ في بئرٍ من الحرمان معَ ذلكَ الذي يُدعى أب ولكنهُ في المكرِ ذئب فَـ متى...
343K 12.1K 54
بنت يتيمة الاب وتعيش مع امها واختها لي بعمر15سنه وعندها عمام ثنين الجبير حنون ورباها هيه واختها والثاني رجل لٱ يعرف الرحمه مو زين سكرجي اغلب اوقاته ب...
2.6K 155 16
صوفيا : "التّفاصيِلُ مُهِمّة أنطُوني!" عِندَما يَكُونُ الأَمَلُ عَلى هَيئَةِ إنسان.... لا تنسوا التعليق 🖤 أنطوني تشارلز ~ صوفيا روتشيلد ~ مُكتَمِلَة...