و هل أمامها خيارٌ آخر!؟

2.5K 255 47
                                    

كان سلطان جالساً في مجلس السيد جمال و هو يشعر بشئ من الراحة، لم يعلم انه سيقلب موازين خططه بهذه الطريقة، و لكنكل شئ سار في هذا الطريق، يستطيع ان يتخيل ردة فعلها بملامحها البريئة الغاضبة و هي تسمع الخبر الذي لدى والدها، يعلم تماماً انها لا تستلطفه و تعرف حقيقته و هذا الأمر يريحه بعض الشئ. و لكن اكثر ما يريحه هو انه كشف مؤامرة غبية كان سيكون هو ضحيتها بشكل او بآخر.

قبل أيام كان جالساً في احدى المقاهي  سمع حديثٌ سام، بالطبع لم يكن عن طريق الصدفة فهو يرتاد المقاهي ليلتقط آخر الأخبار، كان هناك مجموعة من الشباب الصغار اعمارهم ما بين السابعة عشر إلى الثامنه عشر، كانت رؤوسهم قد التصقطت ببعضها و ألسنتهم راحت تهمس بالقذارة، فوضعهم أسوأ من وضع النساء المغتابات النمامات.
"هل سمعت عن ابنة القاضي جمال؟!"
"اوه تلك التي يتحدث الجميع عن جمالها!؟"
"اجل، يقولون ان هناك رجلٌ يرتاد لمنزلها و في المرة الأخيرة اثار فوضى عارمة!؟"
"اجل يبدو ان الفتاة قد فاحت سمعتها السيئة في البلاد!!"
"ماذا!؟ يالها من فتاة دنيئة!!!"
" أجل يقال ان هناك شاب صغير قد رأوه الجيران اكثر من مرة يدخل من الباب الخلفي للمنزل و يخرج بكل اريحية!"
"هذا جيد ربما اجرب حظي معها في المرة القادمة"
عند ذلك الحديث وقف سلطان كان يشعر بغضب شديد مما يسمعه، سلطان بطبعه لا يهتم لأمر أحد، يشعر ان العطف و الإهتمام بالآخرين ضعف، و لكن لا يعلم ما هذا الغضب الذي اعتراه، و كأن النار اشتعلت في كل جسده و احرقت قلبه، وقف بقوة و ضرب الطاولة بقبضته، أمسك بالشاب الأخير الذي تحدث بقذارة من قميصه، لم يتخيل يوماً انه سيسقط قناعه أمام أحد، و اليوم يسقط قناعه أمام عدد لا يستهان به من الناس، من أجل ماذا!؟ من أجل تلك الصغيرة التافهة في نظره، هل لأن والدها هو معلمه !؟ و لكنه لا يهتم لأمر والدها ان حمل له ذرة صغيرة جداً من الإحترام، فالجميع قد يفسر غضب سلطان على انهم مسوا شرف معلمه او انها مجرد حمية قد يشعر بها اي رجل شريف ان سمع مثل ذلك الحدث القبيح و في نظر الجميع سلطان من الشرفاء، و لكن لا انه امر أخر لا يفهمه! انه يحترق من الداخل بمجرد تخيل هذا الصعلوك يتقرب من نجمة بأي شكل من الأشكال.

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now