ألم و أمل

4.5K 314 161
                                    

جلست سلمى أمام المنزل في بر زيان و هي تعبث بالرمال فقد انشغلت نجمة في الداخل بإعداد الطعام
"سلمى توقفي عن اللعب بالرمال و تعالي للداخل" صرخت نجمة من الداخل
"أمي إنني أبني بيت أحلامي هنا اتركيني" ردت سلمى بصراخ و هي منهمكة باللعب
"هذه الطفلة !!" قالت نجمة بقلة صبر، قررت ان تتركها بين أحلامها فهذا أفضل لطفلة مثلها مليئة بالفضول، و لكن نجمة لم تعلم ان سلمى فوق فضولها و عنادها فهي جريئة و هذا سيجعلها تتصرف بتهور أحياناً،
نظرت سلمى للصحراء فقد لاحظت سلمى تقدم أحدهم من البعيد ناحية منزلهم، و بكل جرأة وقفت لتتأكد من يكون فعذه كانت عادتها السرية فهي تعتقد انها بهذه الطريقة ستحمي والدتها من الدخلاء ان عرفت من يكونون من قبل!! فقد كانت دائما قد وضعت في عقلها بأن والدتها هي تلك الأميرة الجميلة التي يجب ان تحمى طول الوقت !



لم يكن سلطان يتخيل انه سيقوم بالأمر مجدداً فقد استجمع كل قوته و كل طاقته و كل شجاعته لهذا الأمر، فالعودة لنجمة مجدداً و طلب السماح منها انها خطوة صعبة احتاجت منه الكثير من التخطيط و لكنه لم يصل لنتيجة، و مع ذلك هو عرف مكان منزلها، و هو يشتاق إليها كثيراً فقد سمع حديث بعض النساء في السوق حينما كان في قلعة سالم و هذا جعله يشتاق إليها أكثر و يشعر بغلطته إتجاهها أكثر و ضرورة الإعتذار لها أكثر!!
"هل رأيتيها؟!" قالت المرأة الأولى
"من؟!" قالت الثانية
" ابنة القاضي جمال الراشدي رحمه الله"
"اوه سمعت انها غادرت المدينة منذ زمن و عاشت مع ابنتها في الصحراء"
"و من يستطيع لومها، فقد ضاع شبابها المسكينة"
" لا اقصد الحسد و لكنها زادت جمالاً بالرغم من حزنها"
" اطرقي الخشب يا امرأة يكفيها ما ذاقته المسكينة"
"سبحان الله لا اقصد شيئا" قالت المرأة و هي تطرق الخشب و اكملت:" و حتى ابنتها انها كالقمر في ليلة اكتماله"
"يبدو انكِ ستقضين على العائلة بأكملها"
"لا أقصد شيئاً ليلهمها الله الصبر"
فذلك الحديث ذكره بالكثير ، فهو لم ينسها يوماً بل كان احد اسباب استمراره هو أمله بلقاؤها يوماً و لو بالصدفة، فهو نادم، يريد ان يعتذر لها يريد ان يعود لها يريد الإستقرار الذي خسره بأفعاله الحمقاء!
نظر للصحراء كان المنزل أمامه من بعيد يطل بشموخ كان يشعر بالراحة و بالخوف بالألم و بالأمل فهو لا يعرف ما هي ردة فعلها، لاحظ شخص ما يقترب منه من ناحية المنزل كان كله أمل أن تكون هي!


"توقف عندك!" قالت سلمى بحذر
"ماذا!؟" قال سلطان بإستغراب و هو يدقق في ملامح الطفلة ذات التسعة أعوام بعينيها الخمرية اللون شعرها الأسود المجعد الذي يصل لأسفل كتفها و الشامة أسفل عينيها اليمنى!
"ليس من المفترض ان اكلم الغرباء و لكن يجب ان أتأكد من شخصك لأعرف ان كنت سأسمح لك بالمرور من هنا ام لا " قال سلمى بحذر
نظر سلطان للطفلة الصغيرة و ضحك في داخله على تصرفاتها البريئة
"و لماذا تفعلين شيئاً كهذا!؟" سأل سلطان بمرح
"لا أريد للأشرار أن يمروا بجانب منزل والدتي " قالت الطفلة
نظر لها سلطان بصدمة فهو كان ما بين الألم و الأمل فقد علم أنها ابنته انها صغيرته!! و لكنه لا يستطيع أن يضمها إلى صدره لا يستطيع بعد حتى تسامحه صاحبة الجلالة ملكة قلبه!
تنهد سلطا بألم و لوعة و غصب ابتسامته و قال:" حقاً و هل والدتكِ أميرة ما؟!"
"كلا و لكنها أميرتي و ذاك هو قصرنا كما ترى أيها الغريب!" قالت سلمى بتباهي
"حقاً و ما هو اسمكِ أيتها الفارسة الشجاعة!؟" قال سلطان بمرح
"اسمي سلمى " قالت نجمة بتباهي
"اسمك الثلاثي" قال سلطان بمرح
"سلمى ابنة سلطان السليماني؟!" قالت سلمى بفخر
"حقاً" قال سلطان و أكمل:" و أين والدكِ لماذا لا يبقى مع أميرته ليحميها؟!"
" انه ليس في الجوار " قالت سلمى بتفكير و اكملت و هي تتذكر:" لحظة لحظة انا من يسأل الأسئلة هنا"


نجمة و المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن