رسالة الأسود

2K 198 39
                                    

منذ أيام و نجمة عقلها يأخذها و يعيدها و لا تدري ما هو مصيرها، فهي عاضبة غاضبة جداً، بل لم تكن يوماً بمثل هذا الغضب، فقد رغبت لوهلة بالإنتقام!
جلست أمام والدها بوجه مكفهر غاضب و قالت و هي تصك على أسنانها بغضب
"والدي سأذهب للعيش عند الجدة فهيمة حتى أضع حملي!" قالت نجمة بهدوء قاتل
"نجمة توقفي عن الهذيان إنكِ غاضبة و عقلكِ لا يعمل جيداً حينما تكونين غاضبة" قال والدها و هو يحاول تهدأتها
"أنت على حق يا والدي أنا غاضبة، غاضبة جداً، بسببك لأنك أنت من زوجتني منه و ها هو اليوم يتمادى، أنا لن أسامحه، بل سألقنه درساً قاسياً يا والدي!" قالت نجمة بغضب و إنهيار و هي تصرخ
"أنا السبب يا نجمة أنا السبب أنتِ محقة وضعت ثقتي في الشخص الخطأ يا نجمة و لكن أرجوكِ اهدئي و فكري بعقل، أنت حامل و على وجه ولادة و رحلة ثلاثة أيام لقرية السيدة فهيمة تعد إنتحاراً" قال والدها و هو يحتضنها بحنان
"والدي أرجوك هذه المرة لا تمنعني فأنا لم أعد طفلة صغيرة دعني أتصرف و أحل مشاكلي بنفسي يا والدي، أرجوك، ففي النهاية أنا بحاجة لراحة لأفكر جيداً يا أبي" قالت نجمة و هي تترجى والدها بيأس

فنجمة تعرف أكثر مما يعرف والدها، فمنذ البداية كانت لديها شكوكها و حينما سمعت عن المشاكل بين ولاية ودة و القويرة و الحرب القائمة بينهم و هي تعلم أنه خلف هذا الأمر، و كما أنها تعرف أكثر مما يعرفه والدها ، فسلطان صنع الكارثة و يحملها على ظهره بفخر! فقد قرأت رسالته المزعومة ألف مرة برر لنفسه كثيراً فيها و كأنه صاحب حق مغتصب!! فتحت الرسالة مجدداً بغضب و هي تقرأ كلماته الرقيقة و التي تعلم أنه كان في أصدق حالاته و هو يكتبها


"بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حبيبة قلبي إلى الأبد نجمة
يا من لم تيأسي في إصلاح الأسود الذي تفشى بداخلي، إن قلت أنني بخير و أنا بعيد عنكِ سأكون كاذباً ، فإنني مابين نادم و غير نادم متانقضان عجيبان، وبالرغم من الراحة التي وفرتهما لي عينيكِ العسليتان إلا أنني كنت أناني لم ترتح روحي إلا ان انتقمت، فأنا خائف بأنني بروحي الغاضبة التي لم تحصل على الإنتقام ، سأفرغ غضبي كله فيكِ و في الذي ببطنك! ، أنا إنسان فاسد و ذلك أمر تطبع في لا أستطيع الهروب منه هذا واقعي، لن أكون يوماً أباً صالحاً ، و لذلك أنا خائف من أن ألوثكما بسوادي.
أعلم أنكِ الآن غاضبة جداً و ربما تبكين! و لكن أرجوكِ يا حبيبتي لا تبكي و تقتلي روحي فوق مصابها و مقتلها، فأنا كالتائه بلا وطن منذ رحلت عنكِ، لا تظلميني و لا تنسي حقي فقد سرق مني و حق عمي الذي قتل غدراً و أمي و والدي! إنه حقي و يجب أن يعود فروحي هائجة من هذا الذي فقدته و لم أنعم به!
و اعلمي أنني ميت لا محالة و ان تواجد جسدي على أرض الواقع ، ان القادم أسوأ و لذلك اهربي يا اهربي بعيداً ، فزوجكِ خائن ستعانين من هذا ايضاً.
و لا يسعني سوى أن أقول إلى اللقاء فقلبي لا يطاوعني بأن أنطق بكلمة الوداع، فأنتِ إن كرهتي طاري اسمي فأنا سأبقى وفياً كما قلتِ لكِ يوماً على العهد سأبقى أقبل جدار داركِ و أنام أسفل بابكِ، لا وجه لي لأطلب منكِ السماح يا حبيبتي و لكن كل ما اريده منكِ ان لا تنسي أيامنا الحلوة على الأقل ، فأنت الشئ الصادق الوحيد الذي عرفته في حياتي.
زوجكِ المخلص دائماً
سلطان إبن سلمان السليماني"

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now