لأجل لا شئ!!

2.5K 222 46
                                    

"هيا يا سلطان سنتأخر قد تخرج القافلة في أية لحظة" قالت نجمة و هي تستعجل سلطان
"و لماذا نسافر في قافلة يا نجمة لا أفهم!؟" سأل سلطان بإستغراب
"لا أحب أن أسافر لوحدي" قالت نجمة بإعتراض و أكملت:" ثم إن محافظة ودة بعيدة بعض الشئ، نحتاج للرفقة و إلا سنصاب بالضجر"
"والدكِ سيكون معنا" قال سلطان موضحاً و أكمل:" و بدر سيأتي أيضاً"
"السفرمع عدد أكبر فيه بركة" قالت نجمة و اكملت:" كما أنني اريد ان يعرف الجميع ان فردوس ستتزوج و انا متحمسة لأخبر الجميع بذلك"
"كنت أعتقد أن سعادة حسن بزواجه هي أكبر سعادة في الدنيا لقد بقي لشهور منذ خطبته و هو يرسل لي الرسائل و يتكلم عن زواجه المرتقب " قال سلطان بمرح و أكمل:" و لكن تبدو سعادتكِ أكبر لم تكوني بتلك السعادة في زفافنا!؟"
رمقته نجمة و قالت:" و كأنك كنت تطير من السعادة في زفافنا "
"حسناً دعينا ننسى الماضي و ننظر للحاضر و المستقبل" قال سلطان و يقترب منها و يمسك بطنها الذي بدأ يبرز بفعل الحمل، مع انه كان حاضراً معها و لكن عقله كان في مكان آخر!

لم تكن  الرحلة إلى محافظة ودة سهلة ابداً و لكن ما خفف الرحلة على نجمة هي وجودها مع قافلة كبيرة فشهر كامل في ترحال مستمر لم يكن سهلاً، و لكن لأجل فردوس فنجمة ستقطع محيطات و جبال لو اضطرت لذلك!
و بالنسبة لسلطان فهو يخطط للكثير فهدفه من هذه الرحلة ليس فقط الزفاف إنما هذه الرحلة بالنسبة له ستكون المفتاح لأهدافه.

لم تصدق نجمة أنه بعد ترحال لشهر كامل أخيراً وصلوا لودة و بالتحديد للقرية التي يعيش فيها حسن و هناك كان الزفاف، تزينت القرية بأكملها بالفل و بالمصابيح لزفاف حسن فقد كانت القرية صغيرة و بسيطة من الأساس، و الجميع يعرفون بعضهم البعض هناك

دخلت نجمة و كان الحضور قد بدأو يتوافدون فعلاً، دخلت بتوتر بعض الشئ فقد تذكرت زفافها لم يكن ذلك اليوم أجمل أيام حياتها! و لكنها ليست نادمة بل إنها تشكر الله اليوم أنها متزوجة من سلطان، فهي تعلم أنها تحبه كثيراً.
"جدة فهيمة" نادت نجمة على العجوز القصيرة التي راحت تحيي المدعوات بوقار، ركضت لها نجمة بحماس
"اوه نجمة" قالت الجدة فهيمة بتعب و التجهم بادي على ملامحها اقتربت منها نجمة بحماس صرخت العجوز:" توقفي أيتها الطفلة الطائشة"
"ما الأمر !؟"سألت نجمة بإستغراب
"هل تريدين أن تقتلي جنينكِ و أنت تقفزين هكذا كالمجانين؟!" قالت العجوز بإنزعاج و أكملت و هي تتفحص نجمة:" أوه لا يمكنني أن أصدق أن صغيراتي قد كبرن بهذه السرعة، هون الله عليكِ يا صغيرتي"
"آمين يا جدتي" قالت نجمة و هي تتنهد و هي تراقب الحزن البادي على الجدة فهيمةو سألت مغيرتاً للموضوع:"أين فردوس!؟"
"في الأعلى!" قال العجوز و هي تتنهد
رمقت نجمة السيدة فهيمة بهدوء و هي مستوعبة تماماً ان العجوز المسكينة تشعر بالوحدة فحفيدتها الوحيدة ستفارقها و العجوز تأبى ان تترك قريتها و منزلها لتعيش مع فردوس.

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now