الزواج

2.9K 269 22
                                    

امتلأ المجلس بالرجال و في كل ساحات المنزل، لا يعجبه كل هذا الصخب و لكنه يجب ان يجاريهم، نظر سلطان للإبتسامات المنافقة و التبريكات المنمقه، يعلم تماماً ان اغلب اصحابها لا يتمنون له الخير فقد قوى نفوذه في الفترة الأخيرة و هناك الكثير من الأشخاص لا يحبون وجود الشباب الطموحيين خلفهم، فهم يرونه كلقمة سائغة شاب طيب و طموح و وصل لأهدافه بطرق أخلاقية، فهم لم يتعرفوا على الوجه الآخر.

دعي الكثيريين في حفل زفافه، فمعارفه بالإضافة لمعارف معلمه هم كثر و الكثير منهم من الشخصيات المهمة، تمعن سلطان جيداً في الحضور فهو يستعد للضربة القادمة سيحدث زلزالاً في المدينة، هذه المرة ستكون ضربة مؤلمة في قلب النظام القذر الفاسد في نظره و لكن عليه اولاً ان يزور الكثير من الأماكن المشبوهة و عليه ان يكون مقنعاً

و لكن يجب ان ينتهي من موضوع زفافة، فهذا الزواج جاء اليه بالكثير من الحسنات ، تقرب له الكثيريين و قوت مكانته لدى السلطان، و هذا على ما يبدو لا يعجب معلمه الجديد سليمان السليماني، و هو لم يعد يهمه رضى هذا الرجل ما دام السلطان نفسه يحبه، هذا الرجل مجرد سلمه صغيرة سيتخلص منها مجرد ان ينتقم من هذا القذر ستنام أشباح الماضي التي تسكنه و تحرق داخله.

نظرت نجمة لنفسها في المرآة بغير رضا.
"و لكن يا سيدة جليلة ألا تعتقدين انهم وضعوا لي الكثير من مساحيق التجميل!؟" سألت نجمة بإحباط
"لا يا ابنتي انه زفافكِ يجب ان تكوني بارزة" قالت السيدة جليلة
كانت نجمة اتعس شخص متواجد في هذا الزفاف، ليس لأنها مرغمة نوعاً ما على هذه الزيجة و لكن لأنها كانت تنتظر وصول فردوس و جدتها، بالرغم من ان الضيوف لم يصلوا بعد و لكن السيدة جليلة و كنتها زمان و بقية الجارات بقين معها و ساعدنها في كل شئ من تجهيز للعروس حتى العرس نفسه و الذي كان سيقام في الحديقة الداخلية لمنزلها، فقد تزينت الحديقة بأنواع الزينة و الزهور و أقمشة الحرير.

لا تستطيع نجمة ان تنكر دور الجارات في مساعدتها و تجهيزها، بالأخص السيدة جليلة و هي ممتنة جداً بل لا تعرف كيف سترد هذا الجميل؟! و لكن كانت تتمنى لو فردوس تصل قريباً مع جدتها، فقد ارسل والدها للسيدة فهيمة جدة فردوس، و بالفعل وصلهم رد الجدة انها ستكون في الطريق للوصول في وقت ارسال الرسالة. أغلقت عينيها لتريح رأسها قليلاً من كل الصخب الذي في رأسها و من دون ان تشعر غفت.



"أمي؟"
"أنا هنا يا نجمتي؟!"
"افتقدتكِ يا امي كثيراً " قال نجمة ببكاء
"و انا اكثر يا صغيرتي" قالت السيدة زهراء بابتسامة حنونة و هي تربت على شعر ابنتها التي نامت على حضنها بدلال
"امي انني اتزوج و انتِ لستِ بقربي" قالت نجمك و هي تبكي، و اكملت وسط دموعها:"انني في أمس الحاجة إليكِ اشعر انني لوحدي"
"لستِ وحدكِ يا حلوة فوالدكِ معكِ و فردوس و ستتعلمين كيف تصنعين لنفسكِ أصدقاء جدد" قالت السيدة زهراء
"فردوس!؟ و لكنها لم تصل انها ليست بالقرب مني!" صاحت نجمة و اكملت :" و انا اريدكِ انتِ"
"أنا حاضرة في ذاكرتكِ يا حبيبتي تذكريني و ابتسمي"
"امي !؟"
"امي؟"
"امي لا ترحلي"



نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now